هلا ,,,,,,, رما
ولا يهمك والطلب ماهو صعب ابدا ,,,,,, وراما تامر امر
ساورد لك اولا من الناحية النفسية
عبد السلام نور الدين في مقالة له بعنوان " المتنبي وسقوط الحضارة العربية ، يبرز أن الحضارة الإسلامية في القرن الرابع وقفت في مفترق الطرق، تحمل كل القدرات على النهوض والإقلاع، وبما أن هذا النهوض كان ممكنا فقد كان الفرد العربي طموحا ومتطلعا للأعلى، إلا أن هذا الإقلاع تحول إلى سقوط مريع، تسبب في زلزلة البنية الاجتماعية والسياسية والأخلاقية والروحية. ولقد التقط المتنبي هذا الانحدار الحضاري وهذه الهوة المتفاقمة في مجموعة من أبياته الشعرية يقول :
ومن صحب الدنيا طويلا تقلبت
على عينه حتى يرى صدقها كذبا (الطويل)
أرى كلنا يـبـغـي الحياة لنـفـسـه
حـريصا عليها مستهاما بـها صبـا
فحب الحيان النفس أورده الـتـقا
وحب الشجاع النفس أورده الحربا
ويختلف الرزقان والفـعـل واحـد
إلى أن تـرى إحسان هـذا لذا ذنبا
ويقول في مكان آخر :
أتى الزمان بنوه في شبيبته
فـسرهم وآتيناه على الهرم (البسيط)
يعلق عبد السلام نور الدين على هذه الأبيات التي تتضمن إحساسا قويا بالزمن وتقلباته، المفضية إلى انهيار صرح الحضارة بقوله " إن العناصر الذاتية في شخصية المتنبي أخذت لحمتها من نسيج البنية الموضوعية لعصره-العصر الذي كان مقدرا له أن يقلع فسقط فانتقل الشرخ الحضاري إلى روح المتنبي. إن الإحساس المريع بسقوط زمانه يلون كل شعره... إن الشرخ الذي أصاب الحضارة العربية فجأة قد عبر عنه المتنبي بنبرة قاسية- إن ولع المتنبي بتصوير المظاهر المتغيرة التي يتخذها الزمان والدهر والدنيا جعلته يطارد المفارقات في تقلباتها المتعددة " .
لقد استنبطن المتنبي عصرا بكامله وبكل تناقضاته، وعبر عن إحساسه الدقيق بالزمن واتجاهاته مما اكسب شعره قيمة تاريخية وجمالية توالت عبر العصور.
وأمام قانون الانهيار الذي عاشه عصر للمتنبي أصبح قدره " - يجاهد الزمان وهو يعلم أنه المهزوم ويبارز المحال - حتى تولدت لديه حاسة ميتافيزيقية هي الهروب من السكون والدعة إلى حيث الصراع والقتال ".
إن رؤية العالم التي عبر عنها المتنبي هي رؤية السقوط والانهيار، وليست هذه الرؤية للعالم فردية بل هي تعبر عن رؤية العالم لمجتمع بأكمله.