عودة من جديد
أتمنى أن يكون في هذا الرد فائدة لمن يبحث عن الفائدة
ولندع العاطفة والتحيز جانبا
مسألة كفاءة النسب والتعصب القبلي أمور تؤدي إلى التمييز بين المسلمين
والتفاضل بينهم بحسب أنسابهم وهذه ما نهى عنها الإسلام وحاربها
حيث جعل التفاضل والتمييز بالدين والتقوى فقــط
وهي من عادات الجاهلية الأولى حيث أن فئة ترى نفسها أفضل من فئة أخرى وتراها أقل منها وتحقر منها
ومسألة تطليق رجل من زوجته أو عدم إتمام زواج رجل على امرأة
( بموافقة ولي الأمر ) والزوجان يريدان بعضها
بسبب كفاءة النسب
فهو يخالف كل ما جاء في الكتاب والسنة كما أنه يؤدي إلى العصبية
وقد قال الحبيب عليه أفضل الصلوات والتسليم
((( ليس منا من دعا إلى عصبية, وليس منا من قاتل على عصبية, وليس منا من مات على عصبية )))
جميعنا يعرف قصة أمنا زينب بنت جحش قبل زواجها برسولنا الكريم
حيث تزوجت بزيد بن حارثة
وقبل زواجها منه حينما خطبها رسولنا الكريم كانت تظن أن الخطبة لنفسه
لكنها تبينت أنه يريدها لزيد فرفضت أشد الرفض حيث أنها من سلالة عبد المطلب
وابنة عم رسول الله وكانت تراه أقل منها
فنزل قول الله تعالى
[[[ وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلاَ مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى الله وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمْ الخِيرَةُ مَنْ أَمْرِهِم وَمَنْ يَعْصِ اللهَ وَ رَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَ ضَلالاً مُبِينَاً ]]]
بعد هذه الآية الكريم يتضح أن الله أمر بالتساوي بين الخليقة
ومن فاضل مسلما على مسلم بسبب نسبه فقد عصى الله تعالى
فبعد أن سمعت السيدة زينب بنت جحش وأخاها هذه الآية
قال أخوها يا رسول لله أأمرني بما شئت
ووافقت السيدة زينب على زواجها
من زيد بن حارثه الذي كانت تراه أقل منها نسبا ولا يصلح لها
وحينما عير أبو ذر بلال ابن رباح بقوله ( يا ابن السوداء )
فحينما علم حبيبنا
زجر أبا ذر وقال له ( انك امرء فيك جاهلية )
فما كان من ابي ذر الا وأن وضع خده على الأرض وطلب من بلال أن يطأه بقدمه
ليسامحه على ماقال
من وجهة نظري كل شخص حر في اختيار نسبه ولا أحد يستطيع ارغامه على التناسب مع فئة لايريدها
فهناك من يشترط عدم الخروج عن القبيلة
وهناك من يشترط أن يكون المتقدم يعود لقبيلة أيا كانت تلك القبيلة
والبعض يحدد القبائل التي يود مناسبتهم
والبعض يريد عائلة غنية
والبعض الآخر يشترط أن يكون المتقدم أبيض اللون
كل ماذكر أعلاه صاحبه له الحق في ذلك
لكن مالا أراه من الحقوق
هو بعد إتمام الزواج وموافقة ولي الأمر ياتي أفراد القبيلة ليسقطوا ذلك الزواج
رغما عن الزوجين ورغما عن ولي الأمر
وهذا مالا يقره لا عقل ولا دين
وهذا ماأقره الشيخ محمد الفايز بقوله
إذا حدث النكاح، وتزوج الأقل نسبا ممن هم أعلى منه، وولدت زوجه له،
[[[ فإنني لا أرى جواز فسخ النكاح لأجل ذلك على قاعدة: "الدفع أولى من الرفع"، وقاعدة: "حكم الشيء قبل وقوعه بخلافه بعده"، إذ كيف تفسخ زوجه منه التي عقد عليها عقدا صحيحا، ]]] وتحلل لغيره بأمر محتمل.
وتابــــع:
"العجيب أن كثيرا من الناس يغار ويغضب لأمر النسب غضبا يخرجه عن حدود الشريعة أحيانا، ولا يغار لأمر الله، وهو الكفاءة الدينية، حيث يُقدِم بعض الآباء
على تزويج مَوْلَيَاتهم من فسقة أو فجرة أو زناة، أو يُقدِم الشاب على خطبة زانية أو فاجرة، وهذا لا يجوز، قال تعالى: (وَالزَّانِيَةُ لاَ يَنكِحُهَا إِلاَّ زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ) [النور: 13]، فهذا النكاح باطل، بل متى طرأ الفجور على أحد الزوجين كان هذا سببا صحيحا لفسخ النكاح، فكيف بابتدائه؟"، وأكد الشيخ الفايز أن علاج هذا الأمر يحتاج إلى كثير من الأناة والبصيرة، وألا يترك للحديث عنه من قل علمه أو خف حلمه.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ربما تكون هناك أسباب أخرى لإيقاف الزفاف لا نعلمها
أستند القاضي عليها
أما مسألة كفائة النسب فقد قال الشرع كلمته فيها
ولازلت عند قولي أن كفائة النسب ( عادة ) إجتماعية
والوقت وزيادة الثقافة كفيلين بتغييرها
هذا والله أعلم
إن أصبت فمن الله
وإن اخطأت فمن نفسي والشيطان
تحية للجميع