تأملت أشياء تجري في مجالس الانترنيت أزعجتني، قد يعتقدها البعض أمرا هينا، وهو ان غالب الناس، قد يحين وقت الصلاة و هم لا يزالون يتصفحون المواقع ( وقدتكون اسلامية) وهي التي يضيع فيها العمر ويشتت القلب دون ان يصل فيها الانسان الى مبتغاه، فهم مشغولون بدنياهم في غفلة من امرهم، يريدون علما (بزعمهم )ولا يهمهم عبادة، فهؤلاء ما أوصلهم الى الحضيض وأنزلهم الىهذا الدرك الا اضاعتهم للصلاة وعدم معرفة شرف وقيمة وقتها ونفاستها.
فمعلوم أن من أعظم النعم لو كنا نعقل هذه الصلوات الخمس كل يوم وليلة، كفارة لذنوبنا، رافعة لدرجاتنا عند ربنا، ثم هي علاج لمآسينا، ودواء ناجع لأمراضنا، تسكب في ضمائرنا مقادير زكية من اليقين وتملأ جوانحنا بالرضا.
واني لأ تأمل على بعض من يتزيا بلالتزام ممن ينتسب الى طلبة العلم (غشا) فأتعجب فأقول سبحان الله، ما يلتزم الا الثياب واللحية، أترى ما سمع هؤلاء قول الله عز وجل ( ان الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا ) أما اطلع هؤلاء على سير قوم أفداد كانوا اذا سمعوا الأذان فزعوا الى الصلاة ليؤدوا الفريضة في وقتها وليتمرغ جبينهم لرضى ربهم أولا، ثم لينقدوا انفسهم من العذاب الواصب.
أما اصحابنا فتراهم بدل أن يكونوا من السابقين الأولين الى المساجد تجد بعضهم من المتقاعسين والمتخلفين عن الصلاة في وقتها مع جماعة المسلمين وهي أمور أشاهدها بأمي عيني.
لهؤلاء أقول ( وأنا من جملتهم ), يااخواني، قضية دعوى التدين والتقوى سهلة لكن العبرة بالعمل والتطبيق، أما المقصر في الصلوات المعجب بنفسه الغافل عن تقصيره فدعواه مردودة عليه ومحبته داحضة وهو من المفلسين الذي غبن في صفقته و خسر ثقة اخوانه المؤمنين.وأهون ما يصنع ذلك بصاحبه ان يحطه من مرتبة المتميزين بين الناس ومن مقام رفعة القدر عند الحق، وانما العاقل من يستر نفسه بين الناس في ثوب لا يخرجه من أهل الخير ولا يدخله في زي أهل النفاق.
و لأن الأخوة الأسلامية لا زالت قائمة ولأنه لا يفرح اذا عصي الله تعالى، لأن معاصي المسلمين شين على أهل الاسلام و لأن أعداء الاسلام يفرحون اذا أخطأنا فكيف نشاركهم في فرحهم بأخطائنا ثم ان من يشمت بأخيه المسلم ولو عاداه جدير أن تكون عاقبته وخيمة.
أقول لنفسي و لكل أخ أو أخت مسلمة، بالله عليك، أنت المر فوع القدر بالتقوى، لا تبع عزها بذل المعاصي و صابر عطش الهوى في هجير المشتهى وان أمض وأرمض، واتق الله وحافظ علىالصلاة في وقتها.
أما اولئك الدين جانبوا المسجد وتركوا الصلاة فمن نكد الى نكد ، ومن حزن الى حزن ، ومن شقاء الى شقاء ( فتعسا لهم وأضل أعمالهم ) والسلام.