فضائح سكن طالبات جامعة الملك فيصل (( بالصــور )) بالاحساء
منقول: للفائده والاطلاع
نقلاً عن مجلة الإقلاع :
يبدو أن الأسماء لا تدل أبدا عن معناها ، على الأقل في سكن الطالبات بالإحساء ، فالمبنى الأول سمي على بنت أبي بكر الصديق أسماء الصحابية الجليلة ، والثاني باسم خديجة بنت خويلد (وهو الأقدم) .. وكلا المبنيين يستحقان أسم (سجن الباستيل) الفرنسي وليس له أي علاقة باسم الصحابيتين الجليلتين ، هذا ما أكدته البوابات الكثيرة التي مررنا بها لنصل لطالبات أصبحن لا يعرفن كيف هي الابتسامة ، هذا السكن كان بالأصل مبنى للاستخبارات وربما هذا ما جعل القائمين على الجامعة يستأجرونه فهو مناسب لحفيدات حواء التي أخرجت أبانا آدم من الجنة .. فتم عقابهن عبر التاريخ منذ أن اعتبرن مولدات من الحيض عند اليهود وأنهن نجسات بل أن المرأة حين تلد طفل تطهر بعد 33 يوما أما إن جاءت بطفلة فلا تطهر إلا بعد 66 يوما لأنها جاءت بالخطيئة ، ومرورا بأحزمة العفة في العصور الوسط في (الكنيسة) إلى سجن الباستيل سكن الطالبات أو كما يحدث لهن في الغرب فيعرضن على أنهن جواري ولكن بطريقة جديدة ومبتكرة ومغلفة بما يسمونها الحرية ، وقد لا يسجل التاريخ عبر عصوره أن وجدت المرأة حقوقها إلا في أوائل ظهور النور سيد الخلق (محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم) حين جاء ليضع للمرأة حقوقا ، ويعيد لها حريتها المسلوبة لكنها لم تستمر هذه الحرية طويلا فلم يسجل بعد أن وقف عمر بن الخطاب رضي الله عنه على المنبر ليعلن أن المرأة يمكن لها أن تصحح وتصوب الرجل حين قال : (أخطأ عمر وأصابت امرأة) ، أن رجل آخر اعترف أنه أخطأ وأصابت أي امرأة عبر التاريخ ، هذا التحقيق الذي سجلته مراسلتنا بالصور لدفع الشبهات عن أنها تبالغ نقدمه لمن يهمه الأمر ليرى كيف يدار العمل في سكن الطالبات .. فما الذي سجلته عدسة وقلم مراسلتنا .. وماذا قلن الساكنات السجينات ؟
سكن الطالبات
لتدخل للسكن يجب عليك اجتياز أربع بوابات ، ابتداء من البوابة الحديدية التي يتولى حراس السكن إقفالها بعد دخول أو خروج كل طالبة.. بعدها باب ألمنيوم .. ثم تجتاز الساحة الخارجية للسكن لتجد المدخل لسكن خديجة أشبة ببوابة سجن .. بعد هذه القضبان هناك باب أخير.. بعدها تلج للسكن بسلام
سكن الطالبات يتكون من عمارتين متجاورتين.. يفصل بينهما ساحة كبيرة فيها أشجار ضخمة مهملة ، هذه الساحة هي جزء من المبنى القديم الذي كان أصلا مبني للاستخبارات ، وفي جدار هذه الساحة هناك فتحة للسكن الجديد أو سكن أسماء بنت أبي بكر.
سكن خديجة بنت خويلد.. أو السكن القديم ، وهو السكن الرئيسي الذي يحتوي على البوابة الرئيسية للدخول والخروج ، ويشمل المرافق الرئيسية، مكتب مديرة السكن والمصلى و الكافتيريا والمكتبة وخدمة الطالب.
يتكون سكن خديجة بنت خويلد من ثلاث أدوار، الدور الواحد يحتوي على أربع أجنحة متماثلة، كل جناح يشمل أربع غرف بدورة مياه لكل غرفة.. ومطبخ واحد في كل جناح. مساحة الغرفة الواحدة أربعة أمتار في أربعة أمتار.. ويسكنها طالبتين.
هناك أيضا جناحين مختلفين.. يحتويان على ثلاث غرف كبيرة جدا ومطبخ واحد.. وكل غرفة يسكن فيها ثلاث طالبات.
الأثاث في هذا السكن عبارة عن دواليب حديدية بدرفتين ، وأسرة ، ومكاتب حديدية ورفوف ، بعض قطع الأثاث بحالة جيدة وصالح للاستخدام .. وبعضه في حالة سيئة، فبعض الدواليب بدون قفل وبعض الرفوف لا تحتوي إلا على رفين أو ثلاثة.. أما الأسرة التي يغطيها فراش من الإسفنج بارتفاع 8 سم تقريبا قديمة لدرجة أنك لا تعرف ما هو لونها حين صنعت ناهيك عن الخرائط التي رسمت على القماش الذي أصبح يحمل لونا ترابيا من القدم .
الغرف غير مفروشة ، لكنهم يسمحون للطالبات بفرشها (بالموكيت) على حسابها الخاص ، ويسمح للطالبة بطلاء جدران غرفتها بلون فاتح بعد موافقة الإدارة .. وبالتأكيد على حساب الطالبة .
سكن أسماء بنت أبي بكر ، عبارة عن عمارة مجاورة للسكن القديم مكونه من خمسة أدوار.. كل دور يحتوي على أربع شقق عدا الدور الأرضي، تحتوي كل شقة على أربع إلى خمس غرف ودورتي مياه في كل شقة، كل شقتين تشتركان في مطبخ واحد ، ويسكن في الشقة الواحدة من 12 إلى 15 طالبة.. وهذا يعني أن كل 28 طالبة تقريبا تشترك في مطبخ واحد و أربع دورات مياه .
الأثاث من الخشب الرديء سريع العطب تصفه أحد الطالبات ساخرة إنه من صناعة (حرك تبلش)، دواليب بدرفتين وأسرة ومكتب ، هناك صيانة دورية تجرى كل أسبوع.. ويتم من خلالها تغيير المصابيح المعطلة و إصلاح ما يمكن إصلاحه.. وطلاء بعض الواجهات ، تستطيع الطالبة طلب صيانة لغرفتها (كطلب إصلاح مكيف وغيره) وتتم الصيانة خلال أسبوع ولا تتأخر الصيانة أكثر من أسبوع .
المصعد القاتل
المصعد في العمارة لديه نزعة لارتكاب الجريمة كما تصفه إحدى الطالبات وتكمل : ( في الشهر الماضي سجل المصعد الرقم القياسي في التوقف.. فقد توقف وتم إصلاحه أربع مرات على التوالي خلال أسبوعين.. وفي المرة الأخيرة توقف المصعد بين الدور الأرضي والدور الأول تاركا فتحة مقدارها 28 سم كان بداخله طالبتان، فتح باب المصعد بالمفتاح الخاص واسقط كرسي بداخله كي تتمكن الطالبات من الخروج .
وتضيف الطالبة : (تخيلي لو أن الطالبة كانت قصيرة القامة لا يمكنها الوصول لفتحة النجاة بواسطة كرسي فقط .. أو أن الطالبة كانت سمينة أو حامل.. كيف يمكنها الخروج من فتحة ارتفاعها ربع متر).
وتتابع أقدم الطالبات قائلة : ( في إحدى السنوات توقف المصعد في إحدى الطالبات التي فقدت وعيها ولم يتمكن أحدا من إخراجها حتى جاء الدفاع المدني وتولى المهمة.. بعد ثلاث ساعات من مكوث الطالبة داخل المصعد ، المشكلة أن مشاكل المصعد لازالت تتكرر دوريا.. فالمصعد يحتاج لقطع غيار باهظة الثمن لا يستطيعون توفيرها..أظنهم هنا يقصدون أن سلامة الطالبات ارخص من قطع الغيار المزعومة.. وإن اختلفت صياغة الجملة) .
بالمناسبة.. أظن المصعد أراد أن يقدم لنا دليلا على صحة أقوال الطالبات فقد كان متعطلا لحظة أجراء التحقيق).
الصحة والحوامل
كل ما يتعلق بالعناية الصحية في السكن.. يشمل صيدلية صغيرة تحوي مسكّنا وقطع شاش.. فقط لا غير.
اللافت للنظر أن هناك العديد من الطالبات الحوامل والمصابات بالربو يحتجن لعناية دورية.. لكن هذا العناية غير متوفرة في سكن الطالبات.. لا يوجد طبيبة في السكن أو حتى ممرضة.. ولا غرفة للإسعاف ولا أدوات للإسعاف .. هناك بعض الحالات الطارئة مرت في السكن.. لكن لم يهتم احد ويناقش موضوع إضافة عيادة صغيرة في السكن بشكل جدي ، حسب قول إحدى الطالبات .
وتضيف إحدى الطالبات : ( يسمح لنا بالذهاب للوحدة الصحية في الساعة السادسة من كل يوم ، عدا الحالات الطارئة جدا).
التغذية ووجبات الأكل الباردة
يوجد بوفية صغيرة مساحتها ثلاث أمتار في ثلاث أمتار تقريبا, يحتوي على فرن صغير وشواية ، يقدم البوفيه وجبات محدودة جدا وهي البيض و"التشيز برغر" والفطائر.. ويباع فيه بعض أنواع الحلوة والألبان والعصائر. يفتح البوفيه من الساعة الواحدة ظهرا وحتى الثامنة مساء.. فقط! ويقفل يوم الجمعة.
يسمح للطالبة بالطلب من مطعم الجامعة وذلك في أوقات محددة بالطبع ويصل الطعام بعد أن يبرد تماما!
هناك وقت محدد من الساعة الثالثة عصرا وحتى السادسة مساء، يسمح للطالبة بالطلب من مطاعم خارجية محددة (مطعمين كل يوم).
تروي إحدى الطالبات أنه قبل شهور قليلة.. ألغي الطلب من المطاعم الخارجية تماما، وحصر الطلب على المطعم التابع للجامعة، لم يتحسن الوضع إلا بعد سيل من الشكاوى قدمه الطالبات.
الماء والانقطاع المستمر والنظافة
سكن أسماء بنت أبي بكر الجديد ينقطع فيها الماء بمعدل مرة كل ثلاث أسابيع.. الانقطاع يتم بشكل دوري ودائم ويستمر إلى منتصف اليوم وأحيانا يزيد.
قدمت إحدى الطالبات شكوى بخصوص هذا.. فكان الرد أن سعة الخزان كبيرة جدا وتكفي لاحتياج الطالبات.
تعلق إحدى الطالبات أنهن مع الوقت اكتسبن الخبرة فالانقطاع منتظم ومحدد ، وهذا النظام في الانقطاع يساعدنا على معرفة متى نستحم .
عن نظافة السكن تقول الطالبة (أ.ن) : ( هناك متعهد النظافة في السكن شركة لديها عدد من العاملات مسئولات عن النظافة في كل دور، وتشمل أعمالهن غسل دورات المياه بصفة يومية و تفريغ سلال المهملات وتنظيف الأرضيات.. فقط.
لا يوجد في السكن مكنسة كهربائية واحدة ، بعض الطالبان يستخدمن مكانس يدوية لا تزيل الأتربة والغبار.
في سكن خديجة نشتكي من وجود النمل بكثرة.. وحشرات مجهولة الهوية غالبا تأتي من البلكونات المغلقة أو من سراديب مجهولة تحت الأرض.
وهناك عدد لا يستهان به من القطط.. تسكن مع الطالبات وتتمشى بحرية في الأسباب والممرات وتتناول وجبات دسمة من سلال المهملات.
في سكن أسماء هناك مدينة الفئران وهي (صالة التلفزيون).. ففي هذه الكنبات هناك عائلة ذات أصل عريق من الفئران.. تتوزع بانتظام على شقق الطالبات ولا تبخل بزيارة إلى غرفهن .
المبيدات الحشرية إن كانت ترش فإنها لا تتعدى الساحة الخارجية فقط.. ولا تدخل لداخل السكن.
صالة التلفزيون
حين نتكلم عن طالبات يصل عددهن إلى 500 طالبة فأننا بالتأكيد سنتكلم عن صالة كبيرة أو صالات في كل دور لمشاهدة التلفزيون ، لكنك تصدم بأن هناك صالة واحدة وتلفزيون (ربما صورة الصالة أكثر صدقا من أي كلام حول حجمها) .. ناهيك عن شكوت الطالبات المكررة بأن البث سيء ، إحدى الطالبات تعلق : (ألا يكفي أنه لا يوجد إلا غصب واحد وغصب أثنين لا الصورة مهزوزة) .
لا تستطيع أي طالبة إحضار أي تلفزيون مهما كان حجمه لغرفتها ولا فيديو ، وبعض الطالبات يشتكين من أن الفئران تشاركهن الجلوس على الأرائك (الكنبات) فهي تعتبر منزل للفئران .. والتي تنطلق لتشارك الطالبات غرفهن .
صالة الألعاب الرياضية
هناك بعض الألعاب في الساحة الخارجية.. كملعب للسلة للعب تقول إحدى الطالبات أنه أقدم من المبنى ونظنه كذلك ، هناك طاولة تنس جديدة .. وأجهزة رياضية قديمة وغير صالحة للاستعمال فهي معطلة منذ سنوات .
يسمح للطالبات بالتجول في الساحات الخارجية للسكن من الساعة الخامسة عصرا وحتى 12 مساء.. حيث تغلق القضبان في هذا الوقت ويفرض حضر التجول على حسب زعم الطالبات .
الدخول والخروج والاتصالات
بعد قبول الطالبة في السكن يقوم ولي أمرها بتوكيل ثلاثة أشخاص فقط بإمكانهم إخراجها من السكن.. ويكون التوكيل بوثائق رسمية موقعة من شرطة المنطقة ، وهناك عدة وكلاء يتولون توصيل الطالبات من و إلى محطة القطار ويتولون أمر الحجز وتلبية بعض حاجيات الطالبات الضرورية ، لا يسمح للطالبة بدخول السكن بعد الساعة التاسعة ليلا .. إلا في رمضان ، ولا يسمح لها بدخول السكن والخروج منه في نفس اليوم إلا في حالات طارئة.
بالنسبة للمكالمات.. لا يمكن للطالبة استقبال أي مكالمة.. يوجد في كل مبني ثلاث كبائن للهاتف (بالبطاقة) وهناك جدول لاستخدامها وأوقات معينة لكل جناح أو شقة.. وتقفل غرف كبائن
الهاتف بعد الساعة 11 ليلا .. علي أن أؤكد أن الإدارة تسمح للطالبات باستخدام هواتفهن المحمولة في أي وقت .
هناك وقت للزيارة في السكن.. وهو يوم الاثنين والخميس. يسمح بزيارة الطالبة في هذه الأوقات ووقت الزيارة محدد من العصر وحتى الساعة الثامنة مساء .
الأمن والانتحار
قد يثير دهشتك أن المحافظة على المكان أهم من المحافظة على الطالبات ، فحدوث حريق لا قدر الله في المبنى يمكنك أن تحاول إطفائه (بطفاية) الحريق حيث هناك طفاية كبيرة في كل مطبخ بالنسبة لسكن (أسماء بنت أبي بكر) .. في سكن (خديجة بنت خويلد لا يوجد طفاية حرائق في المطابخ لكن هناك في الممرات ، وهناك أبواب للطوارئ بين الأدوار والسكن مفتوحة
لكنها تنتهي بباب حديدي مغلق بأقفال كبيرة ، وهذا الباب يؤدي إلى الساحة الخارجية .
هناك في الدور الثالث شرفة لا يغلق بابها وهي تطل على الساحة لكنه لا يوجد حاجز ، وهذا منفذ يؤدي للموت لو فكرت طالبة أن تهرب من الحريق .
الأتوبيسات والحشر
هناك شكوى من الطالبات مستمرة لكن أحدا لا يسمعهن على حسب قولهن ، وهي المواصلات ، تقول إحداهن : (يوجد أتوبيسات للنقل في أوقات متفرقة وذلك حسب أوقات المحاضرات.. وأحيانا أكثر من أتوبيس في الوقت الواحد ، ولكن عدد الطالبات كبير ، ففي بعض الأوقات يكون الازدحام على الأتوبيس كبيرا فيمتلئ الأتوبيس ويذهب دون أن يوصل البقية الباقية من الطالبات، وعليهن أن ينتظرن الأتوبيس التالي.. وبغض النظر عما ينتظر الطالبة من امتحان أو رحلة بالطائرة أو على متن القطار .
قدمن شكوى بهذا الخصوص جاءنا الرد أن هذه هي امكانات الجامعة..
الحالات التي يمتلئ فيها الأتوبيس تتكرر كثيرا وغالبا ما يكون الأتوبيس الأخير مما يضطرنا إلى انتظار عودة الأتوبيس الذي ذهب وأحيانا يأخذ نصف ساعة بين الذهاب والعودة ، وهذا كله على حساب الطالبة فإما أن تنتظر أو تحشر في الأتوبيس ، لا أعرف لماذا لا يكون السكن بجانب أو بداخل الجامعة وهذا يوفر عليهم مواصلات) .
وتضيف : (تصدقي أحيانا نضطر إلى الحلف والقصم أمام الدكتورات ليعدن لنا الاختبار وأن التأخير بسبب أن السكن لا يوفر أتوبيسات كافية ، أحيانا ترق الدكتورة علينا وتعيده ، وبعضهن يقلن هذه مشكلتكن وعليكن حلها).
المشرفات .. الحاكم بأمره
تقول إحدى الطالبات حول تعامل المشرفات : (المشرفات كثيرات هنا ، ولسنا سواسية في تعاملهن معنا ، فالبعض يعاملنا كأخوات لهن بدون التعدي على قوانين السكن ، ولكن للأسف هن قليلات ، فغالبية المشرفات يتعاملن معنا بفوقية واستعلاء ، أحيانا يطول الجدل مع هن ، ولكن كثير من الطالبات يتعففن عن خوض جدل مع هذه النوعية من المشرفات لأنهن كالجدران ، ولا يمكن التفاهم معهن) .
تتدخل الطالبة والتي رمزت لأسمها (م.ن) في النقاش فتكمل : (نحن لا نستطيع مجادلة المشرفات لأن لهن كل الصلاحيات ، ولا نستطيع دفع أي تهمة لو قالت أننا شتمنها أو أخطئن عليها ، فالمشرفة مصدقة دائما).
إحدى الطالبات والتي رفضت الإفصاح عن اسمها قالت غاضبة : (المشكلة ليست بالمعاملة فقط .. هناك سوء معاملة تجعلنا نشعر بالقرف من كل شيء ، فمشرفة الدور يمكنها أن تقتحم عليكِ خلوتك في الغرفة دون استئذان وكأننا سجينات أو مجرمات ، وأحيانا تأتي مع مديرة السكن ليتم تفتيش حقائبنا عنوة وبلا استئذان ويمكنهم مصادرة أي من الممنوعات التافهة ، لا يذهب تفكيرك لبعيد فسخان الماء الذي نصنع فيه قهوة أو شاي يعتبر من الممنوعات ، ما يثير غضبنا أن المشرفة ممكن أن تدخل عليكِ في أي وقت بغض النظر هل أنتِ نائمة أو تفكري أو ترتدي ملابسك ، هل هذه معاملة إنسانية ، ولي الأمر في البيت يقرع عليكِ الباب وينتظر لتأذني له بالدخول ، هنا يخترقون حرياتنا بشكل فج وحقير ، ولو كان بيد المديرة أو المشرفات أن يفتحن رؤوسنا ليرين بماذا نفكر أظنهن لن يترددن في القيام بهذا ، ولكن لا نستطيع الاعتراض لأنه يمكن أن تفصلي من الجامعة بسبب دفاعك عن حريتك ، لا أعرف هل المديرة والمشرفات سمعن بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم (لا تدخلوا البيوت حتى يؤذن لكم) .. أم لا .)
صمتت .. حثثتها على المتابعة ، لكنها قالت كلاما مبهما أظنها كانت تقذف اللعنات قبل أن تخرج .
دخلت علينا طالبة خفيفة ظل تسبقها ضحكاته ، لتقول : (وين الي مرسلها كوفي عنان؟) .. فامتلأت الغرفة بالضحكات .. قلت لها تفضلي أنا مندوبة كوفي عنان ، هل تجد الطالبة خصوصيتها ؟
قالت ضاحكة : ( شوفي يا مندوبة "أبو الكوفوف" وتقصد كوفي عنان .. خصوصية الطالبة تنحصر في امتلاكها لمفتاح غرفتها وسرير خاص ودولاب.. وأحيانا مكتب.
الغرف ودورات المياه تكون مشتركة بين طالبتين أو ثلاث.. والمطابخ يكون مشترك يعني ما في خصوصية.
بعض الأحيان تقوم موظفة الأمن في السكن مع مديرة السكن أو الوكيلة بمداهمتنا وتفتيش أغراضنا وحقائبنا بشكل مفاجئ للبحث عن متفجرات أو وثائق لها علاقة بأحداث 11 سبتمبر ، لكن الحمد لله ما لقوا أي إرهابيه معنا ، تدرين عاد "لو تبي المديرة تمسك إرهابية بس تطل بالمرآية وهي تبي تشوف أكبر إرهابية في الإحساء" .
خلني أبري زمتي وأقول ترى هذه المداهمات ما تصير كثير ، لكنها تصير بين فترة وأخرى ، وأنا ما عندي مانع لهذه المداهمات ، ولكن ما الذي يضر المشرفة إن استأذنت قبل الدخول أو تجنبت أوقات راحة الطالبات).
خدمات الطالبة
خدمات الطالبة أو كما يحب تسميتها الطالبات (نهبات الطالبة) ، عبارة عن مكتبة تقدم خدمات للطالبة بأسعار مبالغ بها ، وآلة التصوير تتعطل كثيرا مما يدفع بعض الطالبات لطلب تصوير
الملازم في الخارج وتكون القيمة مضاعفة ، في المكتبة يباع بعض الأدوات النسائية غير الضرورية ، وأيضا بأسعار مبالغ بها .
ولا أحد يعلم من صاحب هذه المكتبة التي تقدم أسعارا ليس بمقدور الطالبة دفعها دائما ولا الاعتراض على أسعارها .
الشذوذ هل هو حقيقة ؟
قلت للطالبات ، أتعاطف مع ما تقلنه بهذه الاقتحامات المضايقة لكنى .. ولكن ماذا عن الشذوذ الذي نسمع عنه في سكن الطالبات ، أليس هذا هو السبب الحقيقي لهذه الاقتحامات ، كيف يمكن حل هذه المشكلة في نظركن إن لم يكن بالاقتحامات ؟
بدت أقدمهن غاضبة ، وقالت : (المشكلة أن الشائعات تروج حتى نضطهد ، عني أنا أقطن هذا السكن منذ ثلاث سنوات لم أسمع عن هذه الأمور التي يقال أنها ظاهرة منتشرة ، أنا لا أبرئ الجميع لكني أقول أنني لم ألاحظ مثل هذه الأمور طوال السنوات التي عشتها في هذا السكن ، وبالنيابة عن الطالبات هنا أقول كفوا عن تشويهنا ألا يكفي أن خصوصيتنا تمتهن ، لماذا تروجون ضدنا هذه الشائعات ، هناك طالبات تخرجن معي لم يجدنا تسجيل إلا هنا ، لكن أسرتهن رفضوا بسبب هذه الشائعات ولم يكملن بعض البنات تعليمهن بسبب هذا) .
لم تعلق أي طالبة على الموضوع هذا سوى بهز رؤوسهن موافقات لم قيل .. لكنني قبل أن أخرج لحقت بي تلك الطالبة الغاضبة والتي كانت تتمتم باللعنات لتقول لي هل يمكنني أن أقول رأي حول الشذوذ ، أجبتها بكل تأكيد تفضلي .
قالت : (هل تصدقي أنني أود أن أكون شاذة لأغيض هذا المجتمع ، لكن مجرد تفكيري بالفكرة يجعلني أشعر بالغثيان وأود لو أستفرغ) .
خفت أن تهرب من جديد .. سألتها لماذا تريدي اغاضة المجتمع ؟
قالت : (الجميع يتكلم عن أمور وليس لديهم سوى كلمة سمعنا ، بينما الرجل في مجتمعنا يذهب ليمارس الرذيلة بشكل منظم ، ليذهب أي شخص للمراقص في البحرين أو لبنان أو المغرب أو أي مدينة ليرى ما الذي يفعله الرجل السعودي هذا المحافظ على الشرف ، لماذا لا يتكلم أحد عن هذه الظاهرة).
سألتها وكيف عرفت أنتِ .. أنتِ أيضا تسمعي أم أنكِ شاهدتي؟
قالت : صديقاتي متزوجات ، ولديهن صور لأزواجهن في المراقص مخمورين ، حاولت أن أقنعهن بأن يطلبن الطلاق ، لكن أسرهن يرددن المثل (الرجال ما يعيبه شيء) ، من قال هذا الله عز وجل لم يفرق بين حد الرجل والمرأة ، ومع هذا تضطهد المرأة ، لهذا أود لو انتقم من هذا المجتمع لكني لا أستطيع) .
سألتها .. ما هو تخصصك ، اختلط بكائها بكلماتها بلعناتها لم أسمع سوى أنها تدرس مادة لا تحبها وفرضت عليها .. وهربت من جديد .
الممنوعات
تقول إحدى الطالبات وهي أكثرهن مرحا عن الممنوع اصطحابه للسكن : ( كل شيء يمنع اصطحابه ، يمنع اصطحاب غلاية الماء الكهربائية وفرن التسخين الكهربائي.. التلفزيون بأي حجم الفيديو.. المسجلات الكبيرة والمتوسطة .
قبل دخول الطالبة للسكن (ودي أقول المعتقل بس ما أبي أزعلهم) توقع على ورقة طويلة تحتوي العديد من الأنظمة في السكن ومنها منع إحضار الأجهزة الكهربائية للسكن ، صحيح هناك بعض التجاوزات غير المنظمة لبعض الأجهزة.
عندما حاولنا الاعتراض على منع الغلاية أو السخان الكهربائي.. كان الجواب أنها خطرة وتسبب الحرائق بمعنى إن المنع كان لضمان سلامة الطالبات وكأن باقي الأشياء المسموح باستخدامها.. مثل مجفف الشعر و (المكوات) الكهربائي ووو إلخ ، لا تسبب الحرائق أيضا ، للأسف ما عندي البيان لتشاهدي ما هي الممنوعات ، كم يضحكني هذا الإقرار الذي بصمت عليه لأنه ليس لدي خيار في الرفض .
عموما .. إذا وجد شيء من الممنوعات فإنه يصادر من الطالبة فورا.. ولا يعاد إليها إلا بعد خروجها من السكن (قلت لكِ ودي أقول المعتقل) .
من يحل مشاكل الطالبات؟
سألت الطالبات عن المشاكل بين الطالبات وكيف تحل وما هي نوع هذه المشاكل فأجابت إحداهن : (المشاكل بين الطالبات غالبا ما تكون شخصية وتحل بين الطالبات أنفسهن ولا تصل للإدارة.. وهي نادرة ولله الحمد .
ولكن هناك بعض السرقات التي كثرت في الآونة الأخيرة.. والتي لم تسطع إدارة السكن القيام بشيء حيالها.. وغالبية تلك السرقات ناتجة عن إهمال الطالبة في إقفال غرفتها بعد خروجها منها مباشرة.. أو أن عاملات النظافة تسللن للغرفة دون أن تشعر الطالبة بذلك .
ماذا يردن الطالبات ؟
قبل أن أودعهن سألت الطالبات ما الذي ينقصكن ؟
تكلم خمس فتيات في وقت واحد ، ثم صمتنا لأنني لم أفهم شيئا .. قالت من يثقن بها وبرجاحة عقلها : (نحن نثق في المسئولين ونتمنى لو يقومون بزيارة مفاجئة ليروا بأعينهم كيف هو السكن ، الجدران ترشح ماء وقد يتسبب بإلتماس كهربائي ، الصالة الرياضية معطلة ، الأتوبيسات غير كافية ، الأسرة قذرة ، الحشرات والفئران تشاركنا السكن ، المصعد أصبح مرعب بالنسبة لنا والصعود للدور الخامس متعب جدا ، المعاملة من قبل بعض المشرفات سيء للغاية ، فنحن لا خصوصية لنا ويمكن للمشرفة فتح غرفنا دون استئذان في أي لحظة .. ونحن طالبات ينتظرنا المجتمع لننتج ، ولسنا سجينات يراد إعادة إصلاحهن ، نحتاج لوحدة صحية مع وجود طيبات ، فلدينا طالبات حوامل ، نحتاج لتغيير نظام الغذاء المتبع وإنشاء سوبر ماركت يفي باحتياجات الطالبات ، الاهتمام بالنواحي الأمنية للسكن ، نحتاج إلى هواء نقي نتنفسه بدل هذه الأتربة المتراكمة في السكن).
خاتمة
يبدو أن أغلب المواضيع التي يتم مناقشتها من المسئولين عن سكن الطالبات لا يتعدى بيانات وإعلانات دورية وتعهدات على من تجلب سخان كهربائي للسكن ، أو من ترتدي ملابس مخالفة لما حددها النظام ، أم الإصلاحات أو احتياجات الطالبات ومشاكلهن ، لم يتم الحديث عنها من قبل المعنيين بالأمر أو مديرة السكن التي بالتأكيد ستقلب رؤوس المسئولين لو تأخر نزول راتبها في حسابها ، بينما لا تحرك ساكنا منذ سنوات لحل مشاكل الأعطال الموجودة في السكن ، أو هي ترفع خطابات لكن ساعي البريد تاه بين سكن الطالبات والجامعة فلم تصل هذه الرسائل ، هنا في الإقلاع حاولنا إلقاء الضوء على سكن الطالبات في الإحساء ليرى من يهمه الأمر كيف يتم صناعة جيل المستقبل ؟!
البوم صور سكن الطالبات!!!!
]
]اخوكم [MARQ=RIGHT]الممدوح[/MARQ][/ALIGN]
العرض العادي
