من أجلكِ رحلت عن دياري وتركت خلفي كل العيون
التي ظلت تبحث عني ولم أنساكِ أو أنسى ليالينا.
هذا صوتكِ مازال يرن في أذناي منذ ذلك اليوم الذي
رأيتكِ فيه قبل أربع سنوات .... ربما كنت يومها
فتى لا أعرف أسرار الحياة
___________________
عندما التقينا في رجب 1419هـ في الرياض كنتِ مثل ضوء الشمس
الذي يتدفق في رحم العالم. كان جسدكِ ناضجاً وممتلئاً وفي عينيكِ
مدينة من حب تبحث عن من يفجرها. من يومها حطمنا كل الأسوار وذاقت
أنفسنا ثمار لذة العشق لكن المشهد القديم أبى إلا أن يكرر نفسه
ورحلتي من جديد ولم تتركي لي سوى بقايا شعركِ وعطر عرقكِ في أنفي
ورسالة تقولين فيها ((حبيبي سوف أبقى أحبك إلى الأبد أنت وحدك سوف
أعود إليك قريباً وأبقى معك لك وحدك وأنت لي إلى الأبد{زين يالله
قل زين عشاني حبيبي } ))
كنت أزرع على وعودكِ أحلامي وأشعل بها سراج أملي كلما انطفأ
النور في قلبي .
لم يمض عام على رحيلكِ حتى جاء نبأ زفافكِ محمولاً على نعش أحلامي
وكأنني في تلك اللحظة أحمل فأساً وأحفر به قبراً لروح أحلامي أحث التراب
على حلم أستمر يتناسل لأكثر من أربعة أعوام ...أبت يداي أن تحفر كأن
كل مابي قد أصابه الشلل.
بقيت طوال تلك الشهور الكئيبة أحمل نعشي داخل نفسي لأجدها في تلك الظهيرة
تعانق إرادة الله عندما جاء صوتكِ عبر الهاتف يتفجر داخلي بعنف وتفاعلت
مع هذا الصوت جميع عروقي فنهضت أحلامي وكل الأماني التي كانت مزروعة داخلي
لتهرول باحثتاً عنكِ.... ساعتها نسيت كل شيء إلا عودتكِ وعودة الحياة إلي من جديد
نزعت كل ستائري السوداء من على بوابات قلبي والبستها ستائر الفرح طال بنا
الأمد أربع سنوات أخر وكأننا لم نولد إلا لنكرر مأساة عشقية .... أتذكر
كل شيء الآن كأنه أمامي وأنتِ تقولين(( أتحدى كل العالم من أجلك لقد
انتصروا علي في المرة الأولى ولكن الآن لن يستطيعوا أن يفعلوا ذلك
لأنني بحبك أنا أقوى لقد كدت أفقدك في المرة الأولى وليس لديّ الوقت حتى أفقدك
مرة أخرى إن كل مابي يناديك تعال وأزرعني بسمة على محياك تعال
وأزرع شيئاً في احشائي قبل أن يأخذني الموت ))
كنت كل صباح حينما أستيقظ أتلمس قلبي وأجد يدي بشكلٍ لا إرادي تبحث عن
الهاتف لتضرب رقمكِ حتى أسمع صوتكِ لكي أتلمس وجودكِ واؤكد لذاتي بأنكِ
مازلتي موجودة.
عندما ألتقيتكِ في بداية 1423هـ كنت خائفاً خاصة بعد كل محاولاتي الشبه فاشلة
لرؤيتكِ لم أعرفكِ لقد تغيرتي كثيراً أصبحتِ أكثر نحافة من ذي قبل كان وجهكِ
رغم جماله شاحباً حزيناً باكياً فلم أتمالك نفسي أن أقف هكذا أمامكِ
بعد كل تلك السنين من الفراق فأحتضنتكِ وأنا أضمكِ....وجدت يديك تطوقني
بقوة وكأننا نأكد لانفسنا حقيقة التصاقنا ونؤكد وجودنا وحقنا في
ان نعيش حياة هادئة مميزة. لم أنم تلك الليلة إلا على لحظات وجمرات
ذلك اللقاء توقف الزمن بالنسبة إلي عند تلك اللحظة التي تأبدت في
داخلي ولم أستطع تجاوزها ........
كان صوتكِ يوقظني كل صباح مثل زقزقة عصفور خارج قفصه يومها قلت لكِ
سوف أسميك (( ندى ستي))
حينها ضحكتِ من أعماق أعماقكِ وأنتي تقولين ((يابعد عمري أنت)) بيد
ان قسوة الحياة أبت علينا أن نكمل أفراحنا ونعيش سعداء
مثل غصن شجرة ضربته الشمس حتى جفت الحياة داخله الآن بدأوا يقودون
أحلامي هذه المرة إلى مشنقة اليأس لينفصل رأس أحلامي .
حملت بقايا أحلامي المتناثرة وبحثت في ساحة المشنقة عن بقاياها الأخرى
فلم أجد إلا بقع دم رائحتها غيبتني عن الوعي
[FLASH=http://qamr.jeeran.com/ade.swf]WIDTH=140 HEIGHT=140[/FLASH]