إلى متى يا شمعة حياتي المضيئة يسير ضؤك الخافت في تبدد وفناء ليفنى
به العمر وتضيع أسعد اللحظات .. فمتى يعود لك الربيع الذي عهدناه ليكسو
بساط قلبي المسكين وتملأ أزهاره الجميلة عشنا الصغير فنقطف من بينها
زهور الحب والوئام .
أيها الغالي الفقيد الموجود .. إن الزهرتين اللتين تركتهما لي يملأ ناظريهما
الأمل ويحلمان بمستقبل باسم .. فأي مستقبل ذاك الذي يحلمان به وأنت بعيدا
عنهما وقد سرقت تلك السموم أحلامهما , وسلبت من أبيهما كل معنى للعطف
والحنان فسار في طريق شائك إن طال أو قصر فمصيره الهلاك ...
أواه .. ما أتعسني .. فأي شيطان ذاك الذي دخل بيننا , وأي قوة لديه تلك التي
هدمت سياج حبنا الكبير فشتت أسرتنا الصغيرة وحولتك إلى جسد بال يرفض
كل يد تمتد إليه بالمساعدة ليرتمي تحت أقدام الناس .
فكيف لي اليوم أن أحطم خيوطا نسجها اليأس حولي , واجدد الأمل في عودتك
إلي .. وأنت حبيس المخدر يسير في جسدك ليمتص دمك يوما بعد يوم فلا
يترك منك سوى جسدا نحيلا , وعينان غائرتان , واثار نفس خافت يكاد أن
يكون ساكنا ..
غدوت أنشد ترنيمة فاكررها : " بدى ادمان .. فانقياد .. فاحتضار ... فرحيل
مشعل بالقلب نار "
انها نهاية الطريق الشاق تلوح أمامي معلنة النهاية المرة التي كتب لي أن
أعيش مأساتها معك .. وفقدتك الآن للابد .. إذ سقطت نجمة حياتي
اللامعة لتهوي في دجور الظلام فتتحول إلى بقايا من رماد تذروه الرياح .
تمر الأيام مريرة ثقالا وتزداد ثقلا كلما أينعت زهرتاي الحبيبتان وسألتاني : أين
هو أبى يا أمي ؟؟ .. وكيف رحل ؟؟ .. وأين سيكون ؟؟ .. و.........و........؟
.تساؤلات تحيرني وتذكرني بالماضي كلما حاولت تناسيه فتأخذني الذكرى
المؤلمة هنيهات لأ فيق من غيبوبتي المؤقتة على هتافاتهما الرقيقة وهما
تربتان علي .. اماه .. اماه .. ماذا بكِ ؟ لماذا لاتجيبيننا ؟! اماه .. ماهذه
الدموع التي تتساقط منكِ ؟!! فارمقهما بنظرة عطف .. ولسان حال
قائلا : حبيبتاي .. إنها ليست دموع .. فهي قطرات المطر المتبقية من
سحابة الماضي .. فأعلل نفسي بالصبر , واطرق في نظرتيهما البريئتين
لأجدهما تبحثان في جوانب نفسي عن جواب فلا ادري بم أجيبهما ،
فقط أمد ذراعي واحتضنهما بكل الحب لأخفي عن تلك البراءة شجون
فؤادي التي تركت فيه حرقة لا تزول .. واغمرهما بالدفء والحنان
الذي فقدتاه .. فهما طعم حياتي المتبقية ومن أجلهما لابد أن أزيل
سحابة الماضي الكئيب , لتشرق شمس الأمل من جديد فتزيح ظلام
أيامنا بالحب والصفاء فنزرع الخير بيننا لنجنيه ثمارا طيبة ..
منقوووول
العرض العادي
