أتــــــى فـــجـــرٌ جـــديـــد ..
وهــبـــت نـســمــات الأصــيـــل
وأرسلـت الشمـس أشعتهـا .. لتلامـس الأرض
وخـرجـت الـطـيـور مـــن أوكـارهــا
وحـلـقـت فـــي الـجــو ... وتـعـالـت
وزقزقتها تغطي أنحاء المكان .. تشـدوا بألحانهـا
رقـصــت الأشـجــار طـربــاً لــهــا
فـمــررت بـجـانـبِ تـلــك الأشـجــار
فإنـحـنـت أحـــدى تـلــك الأشـجــار
ومـــال عـلــيّ إحـــدى أغـصـانـهـا
فصعدت على ذلـك الغصـن .. الملـئ بالـورود
فـأمـسـكـت بــإحـــدى الـــــوردات
يـبــدو علـيـهـا مــلامــح الـخـجــل
فلـهـا خـديـن مـثــل لـــون الـشـفـق
ولـهــا ثــغــر وردي إزداد جــمــالاً..
بقـطـرات الـنـدى الـتـي تنـاثـرت علـيـه
فأقتربت لأطفيء عطشي .. وارتشف تلك القطرات
الـتـي تـوزعـت عـلـى ذلــك الـثـغـر..
فـأرتـشـفـت الـقـطــرة الأولـــــى..
فأحسسـت بإحسـاس لـم أُحِسُّـه مــن قـبـل
وزددت إنـدفـاعـاً للـقـطـرة الـثـانـيـة ..
فأرتشفتهـا.. فـزداد بــي ولـعـاً وحــرارة
وخالـج جسمـي الـشـوق للقـطـرة الثالـثـة
فـمـا إن ارتشفتـهـا رشـفـتـةً طـويـلـة ..
فإستـيـقـظـت تــلـــك الـــــوردة !!
هلوعه .. مما أحسّـت .. فهـدأت مـن روعهـا
فَجعـلـتُ تـلـك الــوردة بـيـن جنـبـاتـي
فقربتـهـا ... أكـثـر .. وأكـثـر .. وأكـثـر
حـتــى أصـبـحـت بـيــن أحـضـانــي
قـــــد غـطـيـتـهــا بـــذراعـــيّ
فـمــا لـبـثـت تــلــك الــــوردة ...
إلا جعلـت إحـدى أوراقهـا خـلـف ظـهـري
والورقة الأخرى .. جعلتهـا تلـفُ حـول عنقـي
فـرفـعـتْ رأسـهــا تـنـظــر إلــــيّ
وبـــدأت تـحـمـلـق فــــي عـيـنــيّ
فأقتربـت منـي أكثـر .. وأكـثـر .. وأكـثـر
فــقــبــلـــت ثـــــغـــــري ..
ومن ثم .. قامت بتمرير إحدى أوراقها على صدري
فــي جــوٍّ مــن الـصـمـت والـهــدوء
لا نـسـمــع إلا صــــوت الـنـسـمـات
قـــد إختـلـطـت بهـمـسـات الـقـبـلات
والطيور قد اصطفت على أغصان تلـك الأشجـار
بـــــــــــهـــــــــــدوء ..
فجعلتُ ورقة تلك الورده اليمني في يـدي اليمنـى
ويـدي الشمـال قـد التفـت حـول خاصرتـهـا
وورقتهـا الشمـال قـد وضعتهـا علـى كتـفـي
وبــدأنـــا نـــــدور ونـــرقـــص
وتـعـالــت أصــــوات الـطــيــور ..
وإزداد هـــبــــوب الــنــســمــات
وتـمـايـلــت الأشــجـــار طــربـــاً
وبــدأت أنــا مــع تـلــك الـــوردة ..
نـتـبــادل اللـلـمـسـات والـرقـصــات
ومـحـيّـاهـا لاتـتـعــداه الابـتـسـامـات
فــفــتــحـــت عـــيـــنـــيّ !!
فـوجــدت أنـــي قــــد حـلـمــت..
حـلـمــاً مـعــطــراً بالـرومـانـسـيـة
ومُـزيـنــاً بــالأحـــلام الــورديـــة
وفتـاة .. بـدت لــي كأنـهـا وردةً جـوريـة
العرض العادي
