نَعَم .. ( هَكَذَا نـ خ ـــسَرَّ ..!! ) ..
إن جزءاً كبيراً من سعادتنا التي ننشدها في هذه الحياة ..
ان يكون لحياتنا ولنا معنى وقيمة .. وجُزء من هذه القيمة
التي نبحث عنها بأساليبنا الخاصة ..
هي أن يتقبلنا الآخرون كما نحن دون رتوش مصطنعة
أو أقنعة زائفة أو مجاملات زائدة كي ( لانَخسَر ) ..
نعم جزء من هذه القيمة ان يتقبلكِ الآخرون كما أنتِ
دون تردد أو خجل ..
وأن يكونوا صريحين معكِ دون الحاجة لوقتٍ طويل!!
ودون الحاجة لإستخدام طرق طويلة ملتوية ..
وهذا في حد ذاته شيء رائع تكوني قد حصلتِ عليه
لأنكِ بذلك تكونِ قد عرفتِ كيف تدخلي قلوب الناس
من أقصر الطرق وبرغبتهم وبدعوةٍ منهم هم شخصياً
وإذا ما كان لديكِ كل هذا ..
تكونِ بذلك قد اكتسبتِ الثقة بنفسكِ أولاً ..
ثم ثقة الآخرين بكِ ..
ولكن مشكلة الثقة بالنفس قد تكون لديكِ بحكم تكوين
شخصيتكِ المتزنة منذ كنتِ طفلَة مثلاً ولكن هذا لايعني
أبداً ثقة الآخرين بكِ ..فكثيرون هم من يثقون بأنفسهم
لدرجة الغرور والتعالي ..
ولكن هذا النوع من الثقة بالنفس ..
يفقدهم ثقة الناس بهم..وتقربهم منهم أو التودد اليهم
بل حتى مجرد الإقتراب منهم عن كثب ..
بسبب تلك الحواجز النفسية ..
والإنسان منا قبل أن يتحدث حول موضوع معيَّن ..
مع طرف آخر او أطراف أخرى ..
ويدخل في تفاصيله الدقيقة بالذات مع من لا يعرفهم بعد
أو من لا يعرفونه هم جيداً ..
والتي ربما تُفسَّر بمعانِ تُسِيء إليه ..
أوتسيء لفهم الموضوع نفسه فعليه ان يعرف من يخاطب
ما هو مستوى ثقافته .. كيف يفكِّر .. ؟
هل هو دقيق في ملاحظاته أم عادي؟
وهذه الدقة على جانب كبير من الأهمية لأنكِ أحياناً ..
وبدافع إيجابي أو أنكِ بسبب رغبتكِ الوصول لحقائق ..
معينة صعبة وحساسة عن طرق ملتوية غير مباشرة
تحاولي إستخدام أساليب قد تكون ضدكِ منذ البداية ..
من قبل الطرف الآخر مِمَا قد يجعله يتراجع للوراء قليلاً
ويعيد النظر في ثقته فيكِ أو استمراره معكِ؟
لكي تنجحِي في تقبل الناس لكِ أو كي ( لاتخسرِيهُم )
كما جاء في عنوان طرحكِ .. وتزيدي من ثقتهم بكِ ..
وتضمني تأثيركِ عليهم ..
فعليكِ في التفكير في النقاط التالية منذ البداية ..
وقبل التحدث معهم .. وتوصيل افكاركِ البنَّاءَة لهم
اعرفي قدراتكِ الذاتية ..
ولا تُخالي انكِ أفضل من الآخرين أو تشعريهم بذلك
فالتواضع وحسن المعاملة .. هو أساس الإستمرار ..
هو بناء الثقة..
فكّري فيما قد يقوله الطرف الآخر ..
أو الأطراف الأخرى عنكِ .. فقد يقولون إنكِ متعاليَة ..
رغم انكِ لستِ كذلك .. أو لا تُعطي فرصة لغيركِ ..
أومتسرعة أوتريدي ان تعرفي كل شيء مرة واحدة
لذلك حاولي أن تسألي نفسكِ من هذه الاسئلة ..
وتجيبي عنها وتتجنبيها قدر الإمكان!!
لا تستعجلي في الرد على التساؤلات بل فكري ملياً
في اجابتها على مهلكِ رويداً رُوَيداً ..
ولا تُحرجي من ان تقولي ( لا أعرف ) ( لا أدر ِ) ..
بل بإمكانكِ ان تعيدِ السُّؤال بسُؤال آخر مرتبط به..
فكري في ردود فعل الطرف الآخر تجاه كل كلمة ..
توجهيها إليه او لغيره .. وأحسبيها جيداً ..
ذلك أن هناك أناساً (دقيقين) جداً في ملاحظتهم ..
ولا يتركون شاردة ولا واردة إلاّ ويحللونها ويقارنونها
بما قلتِ ويربطونها بأمور أخرى ربما سمعوها منكِ ..
أو من غيركِ أو لمسوها في تصرف منكِ دون أن تشعري
في الوقت الذي أنتِ بعيدة فيه عن كل ما يفكرون به..
فكّري في من أنتِ بالنسبة للطرف الآخر؟
ومعرفتكِ لمكانتكِ الحقيقية تساعدكِ كثيراً في التصرف
وتمنعكِ من الإحراج ..
خاصة إذا كنتِ تمونِ عليه كما نقول نحنُ اليسَ كذلك؟
تحدثِ فيما يفضِّل الطرف الآخر سماعه ..
عن هواياته مثلاً . عن طموحاته عن أحلامه عن كل ذلك
وأكثَر !!
عن نفسكِ إذا لمستِ منه أنه يريد معرفة المزيد عنكِ
ولكن بشكل غير مبالغ عنكِ ..وهذا يجعله يرتاح إليكِ ..
لأنكِ تتحدثي معه فيما يتوقعه منكِ؟
إختاري العبارات المناسبة والمريحة التي تجعله يشعر
بأنكِ أفضل أو أعلم منه .. وتلك العبارات المريحة ..
التي تجعله يشعر بالأمان لوجوده معكِ ..
ومن تلك العبارات مثلاً ما شاء الله عليك أوماشاء الله
تبارك الله فهذه العبارات تذكره بالله وهناك عبارات تزيد
من ثقته بنفسه ومنها ( كلك ذوق ) ( آمِر ) ( تدلل )
( خذ راحتك ) ( لاتقلق ) ..
أنا حقيقة استفدت منك بعض الأشياء .. الــخ
من تلك العبارات الكثيرة والبسيطة ايضاً ..
التي لها مفعول السِّحر في فن لاخطابَة ..
تحدثي كما لو كنتِ تتحدثِ مع نفسكِ .. بمعنى أنكِ
لا تنفعلي .. بل كوني هادئة في ردود أفعالكِ ..
حتى مع تلك العبارات والكلمات أوالتُّهم الموجهة لكِ
أو التي لا تحبذا سماعها ..
بل تقبليها بصدر رحب .. ناقشيها ان شئتِ أو اعتذري
عن فتح باب المناقشة فيها بلطف .. وتذكري جيداً ..
انكِ لستِ ملزمة بالرد على كل سُؤال يوجَّه إليكِ ..
أو التعليق عليه من قريب أو بعيد ..
فأشياؤنا الشخصية ملكٌ لنا (لي .. ولكِ) ..
بالإضافة إلى أمور كثيرة أودّ ذكرها بهذا الخصوص
ولكن المجال لا يسمح ..
كون مثل هذهِ الأمُور تحتاج إلى دورات تدريبية مُكثفة
تعوّدنا ان نقوم بها لأيام ..
فما بالكِ بمساحة صغيرة كهذهِ؟
قد تنزعجي من كلامي هذا قد تعتبريهِ نوعاً من التدخل
في اشياء شخصية بحتة .. ولكن لو جلستِ مع نفسكِ
و الآن تحديداً ..
لوفكرتِ في بعض المواقف المشابهة التي شكلت لكِ
إحراجاً مع الطرف الآخر أو أي أناس آخرين تكنِّي لهم
كل الإحترام والتقدير ..
فإنكِ قد تلومِي نفسكِ على بعض التصرفات المتسرعة
في نظركِ ..
ولكنكِ حينما تعلمي يقينًا انكِ أمام إنسان متفهم وواعٍ
ومصدر ثقة .. فحينئذٍ سوف تقولِ لنفسكِ !!
يا الله لم يكن هناك داعٍ لأقول له عبارات مثل ..
( أرجوك لا تفهمني خطأ ) ترى هذا بيني وبينكِ هاه!
أوعدني بألاّ تغضب مني .. الــــــخ!!
فأحياناً .. ربما تضايقنا من مصارحة الآخرين لنا ..
ومواجهتهم لنا في أمور لم نكن نتوقعها منهم وبالذات
في أمور ربما قلناها من دون قصد أو فعلناها بحسن نية
وغابت عنا منذ ذلك الحين ..
وهذا شعور طبيعي سوف يشعر به أي إنسان ..
ولا يستغرب منه .. ولكن إذا فكرتِ بجدية في الموضوع
لرأيتيهِ صحيحاً من جانب انكِ لستِ أي شخص ..
بالنسبة لهذا الإنسان الذي ربما استغرب عليكِ ..
مثل هذا القول .. أو التصرف ..
خاصة وكما قلنا بأنه لم يعرفكِ جيداً بعد ولم يحتك بكِ
بما فيه الكفاية ليحكم عليكِ ..
خذي مثلاً ان شئتِ فأنَّ أي كاتب يكتب في ( الود )
ويتناول هموم مجتمعه وقضاياه وبالذات الهموم الإنسانية
التي أضحَت من الكثرة بحيث يصعب عدها ..
ومن التناقض بحيث يصعب تصديقها تجدِ ان لكل قارئ
طريقة يفسر بها فهم ونوايا الكاتب .. وهذا من حقه ..
ولكن هل كل ما يقوله كل كاتب صادق؟
هل يصل لقلوب الآخرين؟
هل يعبِّ وبجلاء .. عن همومهم ومشاكلهم اليومية؟
والأهم من ذلك هل نستطيع ان نحكم على هذا الكاتب
بشيء ما .. أو نصفه بصفة ما .. من مجرد كلام؟
بل الأهم من ذلك أيضاً هل يعبِّر كلام الكاتب عن شخصيته
الحقيقية؟
أم أنه يكتبه لمجرد ملء الفراغ والتواصل؟
ان هناك عدداً من الكتّاب تتمنِّي ان لو لم تلتقي به ..
أو تحدثيه شخصياً؟
لأنكِ والحال كذلك تصدمي بحقيقته ..
فأنتِ ربما رسمتِ له صورة جميلة في مخيلتكِ لسنوات
وسنوات طويلة وإذا بك بعد حين ..
تكتشفِ زيف هذه الصورة أسأل الله ألاّ نكون أحدهم ؟
ولكن ما اقصده أن المصارحة والمواجهة لا ينبغي ..
أن تكون هي الفيصل والمحك الوحيد ..
للحكم على الآخرين .. فالصَّراحة قد تأتي من عدو ..
أو حاسد وإن كنت قلت ما يُضايقكِ أو يُضَايِق غيركِ
فها أنا أقدِّم الإعتذار سلفاً !!
ما نريده بالتحديد هو ان نكسب الآخرين أن نحسن ..
التعامل معهم وهذا لا يتأتى .. ما لم نكن حذرين ..
في تصرفاتنا معهم ..
نبحث عمَّا يضايقهم .. قبل أن نعرف ما يسعدهم ..
لأن معرفتنا لما يضايقهم .. يساعدنا في أن نستمر ..
في اسعادنا لهم دون منغصات..وبالذات أولئك الذين
فرشوا قلوبهم لنا وروداً ..
وجعلوا أبوابها مفتوحة لنا دوماً..وأزالوا الكلفة عنا..
وأصبحنا أصحاب دلال عليهم ..
وأصبحت المعزة مرتبطة بهم ويكفي أننا في يوم جُمعَة
كي ندعو لهم بالتوفيق في الدنيا والآخرة فمارأيكِ؟
/
/
/
إنتـَـر
هل تعرف؟
حينما اتذكرك ..
اتمناك معي ..
لا تفارقني لحظة واحدة؟
وحينما اتخيلك معي ..
حينما أشعُر بك بجانبي ..
فلا تسلني عن مشاعري؟
لأني حينها ..
أشعر بسعادة غامرة ..
بفرحة كبيرة ..
ترفرف عليّ ..
اشعر تلك السعادة ..
لم تكن يوماً سوى لي؟
كل هذا .. وأكثر منه بقليل ..
لأنني أشعُر ..
بدعواتك الصادقة ..
ترافقني أينما ذهبت ..
تلازمني حيثما حللت ..
تشعرني كم انا محبوب؟
تحسسني كم انا مرغوب؟
لستُ رقماً في حساباتك ..
بل مكاناً في قلبك ..
وأيما قلب؟
فقط لأنك تحبني بصدق ..
لأنك تذكرني بالخير دوماً !!
ترشدني اليه ..
تحثني عليه ..
لأنك تشعرني ..
ان الحياة اخذ وعطاء ..
وأن الحُب ..
بذل وتضحية ..
وإننا من دون رضَا الله ..
لا شي ..
صدقني لا شيء؟
.
العرض العادي
