اختطاف سعودي وزوجته في الأردن قصة واقعية.. أعرف كافة تفاصيلها حدثت صيف العام المنصرم في الأردن الشقيق.. لم تعلم بها الجهات الأمنية! اختطاف.. وأي اختطاف؟ كانت بذرة الحادثة الأولى في مكة المكرمة.. حيث اكتشف مواطن سعودي يتجاوز سن الثمانين - متعه الله بالصحة والعافية - محفظة تعود ملكيتها لمواطن أردني.. بداخلها عملة سعودية وأردنية.. وبطاقة مدنية.. وعدة بطاقات ائتمان وصراف آلي. المواطن السعودي بحكم أمانته وتربيته الفاضلة.. وجد من حسن الحظ رقم هاتف خاص بصاحب تلك المحفظة.. فبادر الاتصال عليه وأبلغه بالعثور عليها.. وقال: أنا في طريقي لسوريا لقضاء إجازة خاصة.. وبمجرد مروري في الأراضي الأردنية سوف اتصل بك لاستلام الأمانة! وفعلاً جرى اللقاء هناك.. وقد رحب الأردني بشقيق السعودي كثيراً ولم يقتصر الأمر على توجيه عبارات الشكر والامتنان.. إنما أصر على الاحتفاء به وإكرامه.. واستضافته على مدار ثلاثة أيام.. كما هي عادات العرب الأصيلة.. وقد عامله كضيف رفيع المستوى.. إذ أقام له عدة حفلات تكريم بحضور وجهاء وأعيان الأردن الكرام مبيناً أصالة المواطن السعودي الذي لم تكن له علاقة سابقة به من قبل!! بعد إصرار كبير من قبل السعودي وافق الأردني على مغادرة الأردن متجهاً إلى سوريا.. ولم تمض أيام إلا والأردني قد قام بزيارة السعودي في مقر إقامته بسوريا.. وهناك أيضاً واصل تكريمه والاحتفاء به.. والتعبير له عن مشاعره الفائضة بالود والتقدير! ما أن قرر المواطن السعودي العودة للرياض براً.. وكان الأردني قد عاد لوطنه من قبل حتى حدثت المفاجأة الكبرى.. كان سائق السيارة زوج إحدى بناته.. وبمجرد دخوله الأراضي الأردنية مع الحدود السورية قرابة الساعة العاشرة ليلاً.. إذا بسيارتين تلحقان به في طريقه تطلب منه ضرورة التوقف.. لكن محاولته تلك لم يكتب لها النجاح.. اضطر مرغماً على التوقف.. نزل من السيارتين ثلاثة أشخاص.. وبادرا السائق بسؤاله: من برفقتك؟أجاب مرتبكاً معي العم وهو رجل (شايب) كبير في السن وزوجته! كان الرد من قبل الثلاثة لدينا مهمة خاصة تتطلب اختطاف كبار السن.. وما عليك سوى الامتثال للأمر.. وإياك أن تحاول الهرب.. فقد تندم كثيراً! فكر وقرر الانصياع خوفاً من حدوث أي مكروه.. ومضى في طريق إجباري محدد حيث كانت سيارة أمامه وأخرى من خلفه.. وقطعا مسافة أكثر من 20 كيلاً خارج الطريق الرئيسية وسط ظلام دامس.. وخوف كبير.. تلك هي مزرعة.. تبدو معالمها من إضاءة خفيفة.. توقفت السيارات أمام بيت شعر عربي (خيمة). أتدرون (وش السالفة)؟ ظهر الخاطف الحقيقي.. هو نفسه المواطن الأردني الشهم الكريم.. وقد اعتر من صديقه السعودي على هذا (المقلب) مؤكداً على رغبته مجدداً في الاحتفاء به قبل عودته للوطن! أقول شخصياً.. أكرم وأنهم بهذا النوع من الاختطاف! .. وسامحونا!!