أنتِ بالذَّات وَحِينَمَا تَدعِينِي لمَوضُوعٍ مَا فأنَّنِي لا أستَطِيعُ أن أرَدّكِ..أمَّا لِمَاذَا
فَأنَا نَفسِي لا أعرِف..ورُبَّمَا هُنَاكَ رَابِط أسرِي يَجمَعنَا..أقُول رُبَّمَا لَستُ بِمُتَأكِّد!
إنَّ الإنسَان حِينَمَا يحُب شَيئاً فأنه يخلُص لَهُ من كُل قَلبه ويُضَحِّي من أجله لِدَرَجَة
يُصبِح مَعهَا (مُتَألِّمَاً) أمَامه حَتَّى فِي الأمُور والعَادَات السيِّئَة غَير المَشرُوعَة
ولَكِن مَا ارمِي إلَيهِ ومَا أقصده ومَا أعنِيهِ هُوَ تِلك العِلاقَة الإنسَانِيَّة السَّامِيَة الصَّادِقَة
بينَ كَافَّة النَّاس بِشَكِل عَام .. وبَينَ المُحبِّيْن أو العَاشقِيْن بِشَكِل خَاص!!
وَالتِّي يَنتُجُ عَنْهَا (ألمُُ ُ) خَاص (ألَمُ ُ)من نَوع آخَر بَينَ كِلا الطَّرَفَيْن أو إحدَاهُمَا
وَرَغُم أنَّكِ ( تَتَألَّمِي ) أحيَانَاً كُونكِ شَعَرتِ بِنُقطَة ضُعفُكِ ..
فِي الوَقت الَّذِي يُفتَرَض تَكُونِي فِيْهِ قَوِيَّة سِيْمَا فِي أوقَات مُعَيَّنَة وَظرُوف خَاصَّة
الاّ أنَّكِ وَفِي دَوَاخِلكِ تَرضِي بِهَذَا (الألَم)الَّذِي تَمَكَّن مِنْكِ لِكَونه غَيَّرَ فِيْكِ أشيَاء
كَثِيرَة لم تكُونِي تَتَوَقَّعِيْهَا .. وَأحَالَ مَفهُومكِ للحَيَاة بِشَكِل أفضَل وَأجمَل ..
إنَّ ( الألَم ) لايَأتِي من كُوننَا عَاجزِين أو غَير قَادرِين عَلَى القِيَام بِمَا نُرِيْد أو لأنَّ
هُنَاكَ خَطَأ مَا فِيْنَا كَلاّ؟!
بَل نَحنُ (نَتَألَّم) أحيَانَا لأنَّنَا نَعرِف كَيف نُحِب بِصِدق (نَتَألَّم)لأنَّ هَذَا (الألَم)
هُوَ الوَسِيلَة وَالحَقِيقَة الَّتِي نَستَطِيعُ من خِلالُهَا أن نَثبُت لِمَن نُحِب بِأنَّنَا صَادِقُون
فِي أحَاسِيسُنَا مَعَه .. وَمُستَعِدُّونَ للتَّضحِيَة بِكُل مَانَملِكُ وَبِكُل مَافِي أيدِيْنَا ..
فِي سَبِيْل أن نَقِفُ مَعَه وَبِجَانبه !!
وَ (نَتَألَّمُ) لِنَثبِتُ لِمَن نُحِب إنَّنَا حِيْنَمَا نَقسُو عَلَيهِ وَنَتَّخِذُ قَرَارَات مُجحِفَة فِي حَقِّه
فَأنَّنَا لابُد أن نُغَيِّرهَا من أجله إكرَامَاً لَهُ؟!
إنَّنَا (نَتَألَّمُ) مَعَه..لِنَقُول لَهُ هَانَحنُ بَيْنَ يَدَيْكَ الحَانِيَتَيْن..غَير مَشغُولِين عَنكَ
إفعَل بِنَا مَاشِئتَ .. آمِر وَتَدَلَّل .. وَأشِّر بِإصبعَك الصَّغِيْر؟!
حَتَّى لَوكَان ( ألَمُنَا ) بُكَاءاً فَمِن أجل مَن عَسَاهُ أن يَكُون؟!
ألَيسَ من أجِل مَن نُحِب من أجل مَن لَهُم فَضل عَلَيْنَا من أجل مَن أدخَلُوا السَّعَادَة
لِقلُوبِنَا .. ألَيسَ لإحسَاسُنَا بِالآخرِيْن .. وَتَعَاطِفْنَا مَعهُم .. ألَيسَ لِشعُورِنَا بِالذَّنْب
فِيْمَن أخطَأنَا فِي حَقّهُم .. فِيمَن أسَأنَا إلَيهُم .. وَنَحنُ فِي غَفلَة من أمرِنَا؟!
بَل ألَيسَا لِعَجزِنَا أمَام مَن نُحِب..وعَدَم قُدرَتنَا عَلَى إسعَادهُم أوتَحقِيقُ مَآرِبهُم!
بَل ألَيْس لِعَجزُنَا .. أمَام رُؤيَة كُل شَيء جَمِيْل وَرَائِع .. دَخَلَ قلُوبِنَا وَتَمَكَّن مِنْهَا؟
بَل أليسَ دَلِيلاً عَلَى إنَّ بِدَاخِلنَا قلُوباً صَافِيَة وَرَحِيمَة ..
تُحِب الخَير وتَسعَ إلَيْهِ .. وتَعشَقُ الجَمَال وَتَبحَثُ عَنْه؟!
فَيَا الله كَم نَحنُ (نَتَألَّم) أمَام الكَلِمَة الحِلوَة وَالإبتِسَامَة الرَّقِيقَة وَالطَّبطَبَة الحَانِيَة
وَالمُجَامَلَة اللطِيفَة الَّتِي تُنسِينَا كُل شَيء سَبَقَ وَغَضَبْنَا مِنْه .. وكَم نَحنُ ( نَتَألَّمُ )
أمَام أؤلئِكَ النَّفَر الَّذِينَ يَعرفُون كَيف يَدخلُون لِقلُوبِنَا وَيَتَحَدَّثُون بِإسمِنَا نِيَابَة ًعَنَّا
وَبَِرِضَا مِنَّا لأن نَشعرُ أنَّهُم يِخَافُونَ عَلَيْنَا .. وَيُرَاعُون مَصلَحَتْنَا؟!
ويا الله كَم نَحنُ ( نَتَألَّمُ ) أمَام أولَئِكَ الَّذِيْنَ مَلأوا عَلَينَا قلُوبُنَا رَاحَة وَأمنَاً !!
وَرَسَمُوا عَلَى شِفَاهُنَا البَسمَة وعلَّمونَا لُغَة الأشوَاق الحَقِيقِيَّة وَأذَاقُونَا طَعَم السَّعادَة
بكُل أصنَافُهَا؟!
فَيَالِتِلك (الآلام) الَّتِي تَختَلِجُنَا وَتَسكِنُ قلُوبِنَا وَتَهَزُّ أفئِدَتُنَا وَمَافَتَأة أن تَرحَلُ عَنَّا
كَيف تُبكِيْنَا وكَيف تُضحِكْنَا .. كَيف تُسعِدنَا وكَيْف تُشْقِيْنَا ..
بل كَيف تُعَرِّفنَا بِحَقِيْقَة أنفُسْنَا وحَقِيقَة من حَولنَا كَيف تَجعَلنَا نَتَغَيَّر بِسُرعَة
وَبِشَكِل جَذرِي وَنُبَدِّل من قَنَاعَاتُنَا وَمَفَاهِيمُنَا ..
فَقَط لأنَّ(آلامُنَا)تُرِيدُ ذَلك فَقَط لأنَّ أحَاسِيْسُنَا لاتَقبَل غَيْر ذَلك فَقَط لأنَّ من نُحِب
وَنَعشَق يَستَحِقُ مَانُضَحِّي به من أجله من تَغييرَات ومن تَبَدُّلات ومن تَحَوّلات
ألَيسَ جَمِيلاً إذاً أن يَكُون ( ألَمُنَا ) دَلِيْلاً عَلَى صِدق مَشَاعِرُنَا وَحُبّنَا ..
ألَيسَ جَمِيلاً أن نَفتَخِرُ بـ (ألَمُنَا) لا أن نَخجَلُ مِنْه..الا يَكفِي استَاذَه ( وِدَّة )
أنَّنِي أنَا وَأنتِ إنسَان فَلِمَ نَنْكُرُ إذَاً إنسَانِيَّتُنَا لِمَا وَنَحنُ بِحَاجَة إلَيْهَا .. ألَيْسَت تِلْك
قِسْوَة عَلَيْنَا؟!
/
/
إنتـَــر