بسم الله الرحمن الرحيم
:::
قد يرجو الإنسان ويرغب من أعماقه أن يعيش ويحيا في دنياه بلا مشكلات ومزعجات،
ولكن من المجرب والمؤكد أن العاقل يستطيع بحكمته أن يتفادى العديد من المتاعب والنوائب قبل حدوثها،
وأيضاً يستطيع بصبره ورويته أن يعالج ما يحدث منها، ويخف من حدته ووطأته،، والعكس بالعكس،
فإن الطائش الأحمق يجر البلاء لنفسه بيده، ويشرب السم من رأسه، فالمصدر الوحيد لمعرفة الحقائق عنده
هو ما يدور في توهمه وتخيله، أما عالم الخارج والواقع في نظره فهو وهم وخيال.....
مثلاً يتخيل الأحمق ويتصور أن فلان الفلاني يزدريه ويحتقره، وأنه يضمر له كل سوء وشر، فيبني
على خياله هذا خطوطاً للدّفاع، ويعد العدة للهجوم منصرفاً بكله لمنازله عدوه الموهوم ! ........
كل هذا وفلان الفلاني في شغل شاغل عنه، بل لم يخطر بباله على الإطلاق،
والخسران المبين هو مصير اللذين يحكمون بالتهمه، ويجزمون بالظنه..
ومما قيل في الأحمق أنه إذا فضحه حمقة، وان سكت قصر به عيه، وإن عمل أفسد، وإن استرعى أضاع، لا عمله من نفسه يغنيه،
ولا علم غيره ينفعه، ولا يطيع ناصحه، ولا يستريح مقارنه، تود أمه لو ثكلته، وامرأته لو فقدته، وجاره لو بعد داره، وجليسه
لو وحده ، ان أصغر من في المجلس أعيا من فوقه، وإن كان أكبر أفسد من دونه...
أن الحكمة والحمق ضدان بالغا الحدة في التناقض، فالحكمة مسلك قويم ومنجاه لصاحبها، والحمق منزلق تزداد حدة انزلاقه بمدى
تمكنه من صاحبه...
ومن صفات الاحمق :
من حيث الأفعال فترْك نظره في العواقب ، وثقته بمن لا يعرفه ، والعُجْبِ ، وكثرة الكلام ، وسرعة الجواب ، وكثرة الالتفات ، والخلو من العلم ، والعجلة والخفة والسّفه والظلم والغفلة والسهو والخيلاء ، إن استغنى بطر ، و إن افتقر قنِط و إن قال أفْحشَ ، و إن سأل ألح ، و إن قال لم يحسن ، و إن قيل له لم يفقه ، و إن ضحك قهقه ، و إن بكى صرخ .
وقيل في الحمق
لكل داءٍ دواء يستطب به **** إلاّ الحماقة أعْيت من يداويها
***
قال الأصمعي: قلت يا غلام :
أيسرك أن يكون لك مائة آلف درهم وتكون أحمق ؟
قال:لا واللــــه.
قلت: ولــما ؟
قال: أخاف أن يجني علي حمقي جناية
فيذهب مالي ويبقي علي
حمقي.
*****
في النهاايه هذا الموضوع اعجبني كثير ونقلته لكن بتصرف
.
العرض الشجري
