والمواقف النادرة التي لا تنسى؟!
وتجربة حلوة كهذه نحن في أمس الحاجة إليها في هذا العصر المادي اللاهث ..
وراء المصالح الشخصية .. لأنها تجربة تجعل للحياة معنى أجمل بل حتى للقلق ..
والتوتر معنى أجمل .. لِمَ لا وأنت تترقب حدوث أشياء جميلة سوف تحدث لك ..
أشياء سوف تُحِيلُ ما بداخلك من طاقات متفجرة من السعادة والتعبير عن النفس
بعد أن كانت جامدة كامنة لم تجد ما يثيرها ..
أو يحرك فيها مكامن الجمال .. والتعبير عن مكنونات النفس الذاتية والبشريَّة؟!
وبالتالي فإنه حتى الانتظار الطويل الذي يمله الكثيرون فإنك تشتاق إليه ..
لأنك تعرف ما يخبئه لك وما ينتظرك منه ويكفي انك على الأقل بينك وبين نفسك
سوف تبتسم من داخلك سوف تكون دائم التفكير مشغول البال كثير التساؤلات
غير مستقر لأنك تتوقع الأجمل؟!
والإنسان منا متى يشعر بهذه المشاعر الجميلة .. والأحاسيس الرائعة ..
يشعر بها حينما يجد توأم روحه .. من يعبِّر عمَّا في نفسه .. من يشاركه همومه ..
ومشاعره؟!
والأهم من ذلك .. من يستطيع ان يعطيه وبصدق ما عجز الآخرون عن توفيره له
ولا أقصد هنا المال وإن كان ضرورياً في مناسبات وظروف معينة ..
ولكن ما أقصده هو الاحتياج العاطفي والوجداني..بكل ما يحمله هذا الاحتياج
من مشاعر فياضة .. من احاسيس مرهفة؟!
نعم..لا بد أن (رَمَضَان) هذه المرة بل هذه السنة يختلف بسببك انت ومن أجلك
اختلف بشكل جميل يصعب وصفه .. مختلف في اسمه وان كان الاسم هو الاسم ..
مختلف في الملابس والأقمشة الرائعة غير المألوفة التي يرتديها ..
يختلف في المضامين الجميلة والعميقة .. التي لم يدركها الكل بعد ولم يفهموا ..
ابعادها الجمالية المتجددة يوماً بعد يوم؟!
هذا ( الشَّهر ) لأني عرفتك فيه .. تشعر به موضة متجددة رداؤه ناصع البياض
يدل على الطهر والبراءة .. والجمال الداخلي؟!
هذا ( الشَّهر ) في الحقيقة هو قماشة حلوة نادرة يرتديها لتضفي عليه جمالاً أكثر
وهي قماشة ليس من السهولة الحصول عليها في أي مكان بنفس المواصفات ..
النادرة الجمالية لأنها حُلَّة فريدَة قيمة نابعة من تراثنا الأصيل الذي لا يقدر بثمن
ونعتز به؟!
كما انها قماشة مميزة .. ليست مستوردة .. كما هو حال بقية الأقمشة العادية ..
التي قد تبدو ظاهرياً وكأنها جميلة الشكل .. بينما هي من الداخل عكس ذلك ..
وهي كذلك .. لأنها باختصار تعبير عن الجمال والأصالة؟!
أما الألوان التي يرتديها هذا ( الشَّهر ) بالتحديد وبحكم اللباس الرائع المرتبط بها
فحدث ولا حرج..فهي ألوان الطبيعة..ألوان الورود والزهور المتناثرة هنا وهناك
والتي لا تتغير أو تَبهُت مع مرور وتقادم الأزمان لأنها ليست اصباغاً اصطناعية؟!
أما رائحتها فشذى رائع .. مرتبط بتلك القماشة لا يفارقها ويلازمها كظلها ..
واذهب ان شئت أخي الأستاذ ( أسِيْر الوِد ) إلى غرفة أمك ..
أو جدتك إن هِيَ على قَيد الحَيَاة .. وأفتح كل شيء فيها تجد رائحة مميزة مرتبطة
بكل شيء من الغرفة تذكرك بـ ( رَمَضَان ) وبإصالة الماضِي وعراقَتُه ..
تجد رائحتها في الملابس .. في الأدوات .. في كل مكان تجد رائحة العود والبخور
والصندل لدرجة لا تريد أن تغادر المكان !!
بالذات الأمهات اللواتِ يقدرن هذا النوع من العطورات وليس العطورات الحديثة
التي سرعان ما تزول وتذهب رائحتها سدَى..ولذلك حينما نقول قماشة أصيلة..
فهذا لأنها تعني التاريخ الذي تنتمي إليه .. وجغرافية الأرض التي نقرُّ بها ..
ولأنها تحتفظ بداخلها بهذه النوعية من العطور المميزة وتمتصها لأطول فترة ممكنة
كي تجذبك إليها كلما اقتربت منها .. بل كلما تذكرتها؟!
لأن مجرد ذكراها يوحي بالرائحة الطيبة؟!
نعم انه ( رَمَضَان ) ويكفيه اسمه .. وأسم من يرتبط به لكي نفرح به ..
ونسعد بكل لحظة من لحظاته ..
ولأنه (رَمَضَان) لا بد ان أهنئك به..لا بد ان أبعَثُ لك فيه اجمل باقات الورود
تلك الورود مختلفة الأشكال والألوان .. ومع كل وردة كلمة حلوة وطبطبَة حانِيَة
تدل على فرحتي بك .. ومع كل وردة كلمة ود .. تدل على اعجابي بك ..
ومع كل وردة كلمة شكر تدل على امتناني لك؟!
نعم انه ( رَمَضَان ) مانحنُ فيهِ الآن .. أنشودة الحب .. والأمل الذي لا يَخبُو ..
مع مرور الأيام والسنين .. انه ( رَمَضَان ) لوحة العشق والتكافل والتواصل
على الخير في كل زمان ومكان؟!
انه ( رَمَضَان ) رمز الود والصفاء .. الذي يصعب ايجاده .. إلاّ مع من يرمزُ ..
لهذا ( الشَّهر ) ومن يعطيه نكهته الخاصة .. التي تدل عليه ..
وتميزه عن بقية المناسبات الأخرى فما أروعك يا (رَمَضَان) وليس أي (رَمَضَان)
ولأنك انت ذاتك تلك الأنشودة الخالدة .. تلك اللوحة الفنية المميزة ..
ذلك الرمز الباقي في قلوبنا بإذن الله بل لأنك انت نفسك تلك القيثارة والسمفونية
التي تعزف أحلى وأجمل المقطوعات العذبة .. والنغمات التي لا تُنسَى؟!
لأنك كل ذلك وأكثَر .. !!
فهنيئاً لي بك أيها الحب والوطن .. وهنيئاً للجميع بك يا ( رَمَضَان ) وكل عام ٍ
وأنتم بألف خير وصحة وعافية؟!
/
/
إنتـَـــر