متى تتحرك الرمال؟
حركه ذرات الرمل وتطايرها تتوقف على سرعة الرياح فكلما كانت الرياح
سريعة قلت قدرة الرمال على المقاومة حتى إذا ما وصلت سرعة الرياح
إلى السرعة الحرجة تحركت حبات الرمل وتطايرت بسرعة الرياح خاصة
إذا كانت حبات الرمل صغيرة الحجم. وكلما تعاظمت سرعة الرياح كلما
حملت معها كميات أكبر وأحجاماً أكبر من الرمال حتى تصبح عاصفة
رملية تكسو وجه الأرض ببساط ترابي مزعج. وتجدر الإشارة إلى أن
السرعة الحرجة تختلف وفقاً لحبات الرمل السائدة وأحجامها
(5-16 متراً بالثانية) وحيث تدخل الإنسان في تفكيك التربة عبر مناشطه
المختلفة ساهم ذلك والله أعلم بشكل سلبي عبر تقليل سرعة الرياح
الحرجة الأمر الذي أدى إلى توالي وتكاثر حالات العواصف الرملية في
العقود الأخيرة، هذا من جهة ومن جهة أخرى قلة سقوط المطار وجفاف
المنطقة كعامل طبيعي.
المطر و العواصف الرملية:
أحياناً يعقب أو يصاحب تلك العواصف الرملية أمطار سيما وأن العواصف
غالباً ما تتولد بإذن الله تعالى في مقدمة المنخفض الجوي Depression
الجبهة الدافئةWarm Front وكذا بمؤخرة المنخفض الجوي الجبهة
الباردةCold Front (شكل رقم 3) وبالتالي تكون الأمطار في بدايتها
ملوثة بذرات الرمل والطين وذات لون بني أو أحمر حيث تقوم قطرات
الماء بتنقية الجو من تلك العوالق وكلما كانت الأمطار كثيفة كلما تخلص
الجو من كميات أكبر من العوالق الترابية وبالتالي يقوم المطر بدور
إيجابي في تسريع نهاية العاصفة وتقليل فترة طيران الحبيبات فوق سطح
الأرض وهذا غاية ما يتمناه الناس حيث الدور المزدوج للمطر تنقية الجو
وتنظيف للأرض. وفي حالة عدم وجود مطر مصاحب لتلك العاصفة
الترابية فإن العاصفة تأخذ دورها في النمو بشكل كامل (مرحلة الصبا،
يليها مرحلة النضج، وأخيراً مرحلة الشيخوخة) – دون تدخل مطري –
وكل مرحلة تمتد لدقائق أحياناً أو لساعات أحيانا أخرى وربما لأيام وهذا
نادر. وبالنظر للشكل رقم 4 المصاحب نجد والله أعلم أن عاصفة الثلاثاء
الترابية جاءت مصاحبة للجبهة الباردة
ألوان العاصفة الترابية
لون العاصفة الترابية يتوقف على عاملين الأول : لون ذرات التراب
المحمولة جواً والشائع هو اللون الرملي، البني، البرتقالي، الأحمر،
أو الأسود وفقاً لمصدر الرمال. ثانياً: تشتت Scatteringألوان الطيف
ذات الموجات الطويلة كالأحمر، الأصفر والبرتقالي بفعل ذرات الغبار
العالقة في الجو كما أن وجود سحاب سابق للعاصفة يساهم في تحويل
اللون إلى الأسود.
دور العواصف الرملية في تغيير الطقس:
العواصف الرملية تقوم بدور كبير ودراماتيكي في تغيير الطقس من حال
إلى حال كما هو مشاهد ومحسوس. منها أولاً: حجب ورد أشعة الشمس
الضوئية والحرارية نسبياً أو كلياً (100%) كما حصل في عاصفة
الثلاثاء أن تصل إلى سطح الأرض، مما يؤدي إلى ثانياً: انخفاض في
درجة الحرارة بشكل ملحوظ. ثالثاً: تدني مدى الرؤية إلى أقل من
1000متر لتكون عاصفة رملية فكيف إذا بلغت أقل من 5 متراً
كما حصل في العاصفة الأخيرة وهذا نادر.
رابعاً: تقوم بدور تلقيح السحاب حيث
تصبح ذرات الهباء المرتفعة بمستوى السحاب نواة تتجمع حولها ذرات
الماء حين تتكثف السحب. خامساً: الرمال المنقولة بفعل العاصفة عامل
من عوامل تلوث الجو. ومن حكمة الله تعالى ورحمته بعبادة ومخلوقاته
أن فترة العاصفة الرملية قصيرة ولو افترضنا جدلا أن استمرت العاصفة
الرملية والتي بحجم عاصفة الثلاثاء الأسود أسابيع فوق الجزيرة العربية
لبردت الأرض بشكل تدريجي حيث مصدر الحرارة (الشمس) محجوب
بشكل كلي تقريباً، ومن ثَم تستنفذ حرارة الأرض المكتسبة من الشمس
يوما بعد يوم ومنها تتجمد أرض الجزيرة فيهلك الزرع والحيوان وربما
الإنسان. وهذه فرضية حدوث العصر الجليدي الذي جاء نتيجة لفترة نشاط
بركاني هائل حجب بغباره أشعة الشمس لفترة طويلة والله سبحانه أعلم
وأرحم. وهناك مثال قريب حدث عندما عمد النظام العراقي بحرق مئات
من آبار النفط الكويتية مما شكل سحابة سوداء فوق الكويت لأيام عديدة
مما نتج عنه انخفاض شديد في درجة الحرارة حتى استخدمت سخانات
الماء في فصل الصيف وفي شهر أغسطس بل وشعر الناس بالبرد.