ملحمة التابوت..
شهقة من فؤاد طفل عراقي مقتول في حضن أمّه وهو يمص "لهّايته"..
شعر: صالح بن علي العمري-الظهران
--------------------------------------
أمّاهُ من أشعل النيران في بلدي؟! *** ومن رمى بيضة الإسلام بالفَنَدِ ؟!
أُمّاه من بث بذر الحقد في وطني؟! *** وخطّ بالرعب ذكرى الثأر في خَلَدي؟!
من مزّق الطفل أشلاءً مُبعثرة ً *** من نضّب القصف فوق الآلِ والولد ؟!
من روّع الشيخَ عن أعوادِ مصحفهِ *** واغتال ضعفَك ِ بالأعدادِ و العُدد ِ؟!
بذلتِ دونيْ شغافَ القلب فانصهرتْ *** فلم تزيدي على الشكوى ولم أزِدِ ..
لهيّتي روعي "بمصاص ٍ" أقلّبُهُ *** فمن يلهّي زؤام الموتِ عن كبدي ؟!
كم كان لي حضنك الحاني سِقا ووِقا *** والسعدُ في مهجتي، والخيرُ بين يدي
حتى إذا أمطرت من كل قنبلة ٍ *** ولاح في الأفْق ِ وجهُ الحقد ِ والحسدِ
أسلمتُ روحي َ في كفّيكِ محتسباً *** ونبضُ قلبكِ في قلبي و في عضُدي
و زَفْرُ أنفاسِكِ الحرّى يجلّلني *** إذ حشْرَجتْ سكراتُ الموتِ في الغددِ
دمي ودمُّكِ في أرض الفدا امتزجا *** كما تمازج طيفُ الروحِ في الجسدِ
فسطرا الغبن في التابوتِ ملحمة ً *** حزينةً تلعنُ الباغي إلى الأبد ِ ..
أشجانها تنذر الباغي بصاعقة ٍ *** و جحفلٍ في سبيل الله منعقدِ
من شطّ دجلة من نهر الفرات أتى *** من نجد والشام..من سيناء من صَعدِ
أمّاه هل تعلم الدنيا بمحنتنا *** أما لنا في بني الإسلام من مدد ؟!
من ذا الغريبُ الذي يفري حشاشتنا *** ملطّخَ الوجه ِ لا يلوي على أحد ِ ؟!
من ذا الذي فجّر الدنيا بطائرة ٍ *** غدّارة المُغْتَدى نفّاثة َ العُقَدِ ؟!!
لمَ التشدّقُ عن حريّتي ، ودمي *** مُستنْزفٌ ورصاصُ الغدر ِفي جسدي؟!
لم التحدّثُ عن نفطي وقد سرقوا *** زادي وقرصَ الدوا في المجلسِ النَكِدِ؟!
لم التجارةُ في أرضي وفي شرفي *** أمّاهُ مالطعنُ في ديني و معتقدي !!
لمَ الرهانُ على حُكمي، وناصيتي *** مثل الفريسة في كمّاشة الأسدِ
لابد للكربِ يا أمّاه من فرج ٍ *** والليلُ –إن طال- لن يبقى إلى الأبدِ
ستنبت الأرض أجيالاً مباركة ً *** تصارع ُ البغي بالإيمان ِ و الجلَدِ
الشرعُ والمجدُ أقران ٌ مُقَارَنة ٌ *** والفسقُ والذّلُ مصفودان ِ في صَفَد ِ
والكُرْه في الدين أحقادٌ مورّثة ٌ *** وأجبن ُ القتل ِ من رشّاشِ مرتعدِ
دعي الجناية تحكي للألى غفلوا *** حقدَ الصليبيّة الحمقاء من أمد ِ
ما كان عيسى خبيثَ النفسِ معتديا *** وهوَ النبيُّ الذي يهدي إلى الرَشَد ِ
وهوَ الطبيبُ –بإذن الله- من عللٍ *** يحيي ويشفي من العاهاتِ و الرَّمد ِ
دعي الجريمة تروي للألى سكروا *** أن النجاة بحبل الواحد ِ الصَمَد ِ
فالعيشُ –أمّاهُ- أيامٌ مُدَاولَة ٌ *** والخلقُ ما بين مفقودٍ و مفْتَقِد ِ ..
وكلُّ أمر ٍ بتقدير الحكيم ِ مضى *** تباركَ الله ُ فعّالاً لِمَا يُرِدِ ..
في ذمّة الله أشلاء ٌ لنا هُتكتْ *** واللهُ أرحم ُ من أمٍّ على ولد ِ
لا تقلقي فابنك الموءود مضطجعٌ *** في جال لحدك تحت الجلْمدِ الصَلِدِ
إن ضمّنا اليوم قبرٌ واحد ٌ فلكم *** حملْتِني في الحشا روحين في جسدِ !!
اللهم اكشف الغمّة وانصر الأمة ورد كيد المعتدين في نحورهم..
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.