الْرَّابِط الأسَرِي ..

[إنتــَــــــر]

يعتقِد البعض أنَّنَا حِينَمَا نقول (الرَّابِط الأسَرِي) فأنَّ المَقصُود به هُوَ ذوِي القُربَى

أو الَّذِينَ يَربُطهُم ( دَمٍ ) .. أو ابنَاء العمُومَة ومَا إلَى هُنَالك وهذا غير صَحِيح

وأنَّمَا ( الرَّابط الأسَرِي ) هُوَ الَّذِي يَجمَع بينَ مجمُوعَة من النَّاس فِي مَكَانٍ وَاحِد

وإعتَادُوا على أن يجتَمعُوا فيهِ بشَكِل دَائِم وَمُستَمِر ..

دُون أن تكُون بَينهُم صِلَة قَرَابَة!!

قد يكون ( الرَّابِط الأسَرِي ) هِيَ الوَظِيْفَة..أو العَمَل الذِي يَجمَعنَا بإستِمرَار

ورُبَّمَا أكثَر مِمَا يَجمَعنَا بالَّلذِينَ بيننا وبَينهُم صِلَة دَم أوقَرَابَة فِعلِيَّاً !!

قَد يَكُون بُستَان فِي الحَي شَدِيد الإخضِرَار يجمعنا بالجِيرَان لِنَرَى من خِلاله ..

عَبِير الحَيَاة .. لِنَستَمِعُ فِيهِ زَقزَقَة العَصَافِير تُطرِب مَسَامِعْنَا .. لِنَقطِفُ مِنَه

وعَلَى مَهَل مَاتَهَيَّأ لَنَا من ورُودٍ وأزاهِيْر ..

وقَد يَكُون وهَذَا هُوَ الأهَم ( مُنتَدَى ) يَجمَعْنَا بِشَكِل يَومِي وَلِسُوَيْعَات طَوِيلَة ..

وأيَّامٍ عَدِيدَة وَشهُورٍ غيرُ مُنتَهَاه إذاً فالمَقصُود كَمَا ذَكَرت بـ (الرَّابِط الأسَرِي)

هِيَ اللمَّة أو الجَمْعَة الَّتِي تَجمَع أنَاس مُعَيَّنِين فِي مَكَانٍ مَا ..

دُون أن يَكُون لِهَذِهِ اللمَّة نِهَايَة .. أوحَد مُعَيَّن تَقِفُ عِنده .. وَتَنْتَهِي بِمُجَرَّد ..

وصُولِهَا إلَيهِ؟!

وَالسُّؤال هُوَ كيف الحِفَاظُ على هذا ( الرَّابِط الأسَرِي ) وهذهِ اللمَّة وَالجَمعَة

إن لم يكُن بالتَّوَاصُل الدَّائِم .. وَالتَّقَرُّب من بَعضِنَا؟!

وهُنَا لا أقصُد التَّوَاصُل من خِلال مُرَاسلَتِي أومُرَاسَلَتُك أو إعطَائِي إيمِيلك ..

وإعطائُكَ إيمِيلِي ابداً .. فما إلَى هَذَا رَمَيْتُ ولا إلَى هَذَا نَوَيْتُ وأنمَا من خِلال

التَّواصِل بالموَاضِيع الَّتِي تُطرَح فِي ( المُنتَدَى ) ..

دُونَ أن تَأخُذ حقّهَا الكَامِل من الإهتِمَام وَالتَّعلِيق فهَذَا هو ( الرَّابِط الأسَرِي )

الذِي أقصُده وارمِي إلَيهِ؟!

إننا والحقُّ يُقَال بحَاجَة مَاسَّة أكثر من اي وقتٍ مَضَى للتَّشمِيرُ عن سوَاعِدنَا

بِحَاجَة لِرَفع أكمَام ثيابنَا ونَفض الأغبِرَة مِنَها .. بِحَاجَة لإستِقطَاع جُزء يَسِير

من أوقاتنا الثَّمِينَة لِنُجَيِّرهَا لِصَالِح تِلك المَوَاضِيع الَّتِي تُكتَب ..

ولِصَالِح الرِّقِي بـ ( المُنْتَدَى ) أكثَر .. لِنَجعَل مِنه خَلِيَّة نحلٍ نَشِطَة لاتَستَكِين

ولاتَهدَأ!!

نَعَم بِحَاجَة لأن نثبُت لأنفُسنَا ولِغَيرُنَا .. أنَّ الهِمَّة لَدَينَا كَبِيرَة والطّمُوح أكبَر ..

وَالنَّشَاط لاتحده الحدُود ولاتَقِفُ فِي وَجهه القيُود..بَل وبِحَاجَة لأن نَقطَع عَهداً

على أنفُسنَا من اليَوم بَل من الآن بألاّ يمرّ مَوضُوع مرُور الكِرَام ..

دُونَ أن نَضِع بَصمَتنَا فِيْهِ وَتَوقِيعُنَا عَلَيه ودُونَ أن تَصطَبِقُ جُدرَانه بأحبَارنَا

صَحِيح أنَّ البَعض قَد يقُول ومعه الحَق ..

أن هُنَاكَ ثمَة موضُوع .. لا أفهَم فيه ولا أملكُ الخِبرَة الكافيَة للنِقَاشُ فِيه ..

والتِي تُؤهِلنِي للإسهَابُ بشكِل يُرضِي الآخرِين؟!

فنحنُ لانُطَالِب بعَرِيضَة طَوِيْلَة موجهه لوَزِير الدَّاخلِيَّة أو السُّلطَان بِقَدر مَاتَكُون

مُشَارَكَة من اسطُر قَلائِل حَسَب ماتَجُود بهِ النَّفس وحَسَب مَاتَكتَنِفه الأنَامِل!!

تَخَيَّل لو كُل منَّا شَمَّر عن سواعده ..

وبدَأ في الإسهَاب لكل ماهُوَ أمامه من مَوَاضِيع كَيف سَيَكُون حَال ( المُنتَدَى )

كَيف سَتَكون الحَرَكَة دَؤبَة على قدمٍ وسَاق كما نقُول أحياناً أليسَ هذا بِرَائِع؟

/

/

إنتـَــر

لماذا لا يكون ( الرَّابط الأسَرِي ) ..

تأكيداً لعمق صداقتنا ..

ومحبتنا؟

تأكيداً لشدة اشتياقنا ..

لبعضا؟

تأكيداً على إصرارنا ..

على تواصلنا..

بل تأكيداً على التزامنا لبعضنا؟

بأن نظل لبعضنا..

لا تفرقنا الأيام..

مهما كانت ظروفنا..

ومع من كنا..

وأينما كنا..

/

/

تلك هي ( الروابِط الأسَرِيَّة )!!

التي نحتاجها..

أنا وأنت..

أثناء غيابنا..

كي تلطّف علينا وحدتنا..

كي تخفف وطأة انتظارنا..

لذلك اليوم..

الذي نلتقي فيه من جديد..

ذلك اليوم..

الذي بدأتُ عدَّ أيامه التنازلية..

من الآن ..

حتى قبل أن تسافر ..

وقبل أن تتركني ..

فمن لِي؟!

؟