العودة   منتديات الـــود > +:::::[ الأقسام العامة ]:::::+ > المنتدى العام
موضوع مغلق
   
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 22-03-2013, 03:23 AM   رقم المشاركة : 1
قلب الزهـــور
( مشرفة الاستراحه والقصص والروايات)
 
الصورة الرمزية قلب الزهـــور
Icon7 ۩ لِمَن ضَاقَت بِهِ الدُّنيـا


السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة

لِمَن ضَاقَت بِهِ الدُّنيـا
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة
لِمَن ضاقت به الدُّنيا ، وتولَّى عنه الأصحابُ ، وتكالبَت عليه الدّيون ، ولم يجد إلَّا البُكاءَ مُنفّسًا له عن مُصابِهِ .
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة



أخي في الله ، ليس البُكاءُ يُقدِّمُ ما أخَّرَ اللهُ ، أو يُؤخِّرُ ما قدَّمَ الله .
البُكاءُ لا يُجدي لَكَ شيئًا .
عليكَ أن تتوكَّلَ على الله ، وأن تُحسِنَ الظَّنَّ بالله ، فإنَّ اللهَ عند حُسن ظَنِّ عبده به .
إيَّاكَ أن تيأسَ ، أو تقنَطَ مِن رَوح اللهِ ورحمةِ الله ، بل توكَّل على الحَيِّ القَيُّوم ، وتوكَّل على أرحمِ الرَّاحمين ، واسأل اللهَ أن يُمدَّكَ بالعون والتوفيق والسَّداد ، وأن يفتحَ عليكَ أبوابَ الفَرَج .
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة


!.. الحديثُ الذي ذكره الشيخ هُنا ضعَّفه الألبانيُّ ..!
فإنَّ الإنسانَ ضعيفٌ ، وتتكالَبُ عليه هُمومُ الدنيا ، فما خرج مِن هَمٍّ إلَّا وقع في غيره ،
ولا نَجَا مِن كُربةٍ إلَّا أحاطت به غيرُها ،
{ لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ }
البلد/4 ،
ولكنْ لا يُبَدِّدُ الهُمومَ ، ولا يُزيلُ الغُمومَ ، إلَّا الحَيُّ القَيُّوم ، الذي
{ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ }
البقرة/255 .

أخي في الله ، أراد اللهُ بِكَ خيرًا إذا ابتلاكَ ، وألهمكَ الصبرَ على البَلْوَى .
أراد اللهُ بِكَ خيرًا إذا ابتلاكَ ، فانكسر قلبُكَ لمَولاك .
أراد اللهُ بِكَ خيرًا إذا جَعَلْتَ اللهَ نُصبَ عينيكَ ، فبثثتَ إليه أحزانَكَ ، واشتكيتَ إليه هُمومكَ وغُمومكَ ،
ولِسانُ حالِكَ يقول : يا رَبِّ إلى مَن تكِلُني ، إلى ضعيفٍ يتجَهَّمُني ، أم إلى عَدُوٍّ ملَّكتَه أمري .. ولِسانُ
حالِكَ يقول : يا الله ، يا مَن يُجيبُ المُضطرَّ إذا دعاه ، أبُثُّ إليكَ الشكوى ، وألتجِئُ إليكَ يا مَن جَلَّ وعلا ..
لِسانُ حالكَ يقول : اللهم يا مَن كشفت الضُّرَّ عن أيوب ، وأزلت الهَمَّ عن ذِي النُّون ، وكشفتَ الضُّرَّ عن
العباد ، وأزلتَ البَلاءَ عنهم ، أزِل عَنِّي هَمِّي ، واكشف عَنِّي غَمِّي ، ولا تجعلني أشقَى عبادِكَ عندك ،
اللهم لا تحرمني خيرَ ما عندكَ بِشَرِّ ما عندي .
أَكْثِر مِن دُعائِه ، وتَضَرَّع إليه ، فإنَّه واللهِ ثُمَّ واللهِ أرحمُ بِكَ مِن نَفْسِكَ بِنَفْسِكَ التي بين جنبيك ،
وإنَّكَ إنْ بثثتَها كلماتٍ مِن قلبٍ مُؤمِنٍ باللهِ ، مُوقِنٍ في الله ، فإنَّ اللهَ لا يُخَيِّبُك .
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة
إنَّ العبدَ إذا دعا ، واعتصمَ باللهِ والتجا ، وصَدَقَ في دُعائِه والتجائِه ، تفتَّحت أبوابُ السَّماوات .
إذا دعا اللهَ صادقًا مِن قلبِهِ ، وقد أحاطت به هُمومُه في جسده ، مِن سَقَمٍ في الجسد ، أو مرض ،
أو ألم ، فأعياه الأطباء ، وعَظُم عليه البلاء ، أو عَظُم عليه بلاؤه في البناتِ والأبناء ،
وأصبح كُلَّما ضَحِكَ أبكاه هَمُّه ، وأبكاه غَمُّه ، وأحزنه وأقلقه .
إنَّ العبدَ إذا وصل إلى هـذا الحال ، وتوجَّه إلى الكبير المُتعال بصِدقٍ ويقينٍ ،
فإنَّ هـذا هو المقصودُ مِن البلاء .
المقصودُ مِن البلاءِ الفِرارُ مِنَ اللهِ إلى الله .
المقصودُ مِن البلاءِ أن يَبُثَّ العبدُ إلى رَبِّهِ الشكوى ، وأن يلتجِأ إلى اللهِ جَلَّ وعلا ،
وأن يتذَكَّرَ عظمةَ الله .
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

إذا عَظُمَ عليكَ الدَّيْنُ ، فتذكَّر اللهَ جَلَّ جلالُه الذي هو أعظمُ مِنَ الدَّيْنِ ومِن كُلِّ شئ .
وإذا عَظُمَ عليكَ الهَمُّ في أولادِكَ وبناتِكَ وزَوْجِكَ وأهلِكَ ، فتذكَّر أنَّ اللهَ يسمعُكَ ، وأنَّ اللهَ يراكَ ،
وأنَّ اللهَ حليم ، وأنَّ اللهَ رحيم ، فقُل : يا رَبِّ ، أنتَ ترى حالي ، وتعلمُ ضَعفي ، وتعلمُ فقري ،
يا رَبِّ إليكَ التجأتُ ، يا رَبِّ إليكَ اشتكيت ، يا رَبِّ بِكَ استعنتُ ، وعليكَ توكَّلتُ ، وفوَّضتُ أمري إليكَ ،
وألجأتُ ظهري إليكَ ، وآمنتُ بِكَ ، وأسلمتُ إليكَ .
إذا قُلتَ هـذه الكلمات فُتِّحَت لها أبوابُ السّماوات ، وإذا صَدَعتَ بهـذه الدعواتِ ،
فإنَّكَ حَرِيٌّ بتفريج الكُرُبات ، وتسهيل المُهِمَّات ، إنَّ اللهَ إذا تأذَّنَ بالفَرَجِ جاءكَ مِن حيثُ لا تحتسِب ،
وإنَّه ما مِن عبدٍ تضيقُ به الأرضُ بما رَحُبَت – خاصَّةً إذا خذلَكَ الناسُ ، وخاصَّةً إذا تولَّى عنكَ القريبُ
والحبيبُ ، وخاصَّةً إذا كنتَ تثِقُ في أحدٍ فخذلَكَ ، وإذا كنتَ ترجو أحدًا بعد الله فأهانَكَ وأذَلَّكَ –
عندها تعلمُ أنَّ اللهَ يُريدُكَ أنْ تلتجِئَ إليه .
أسعـدُ الناسِ في الدُّنيا مَن وَجَّه وجهَه إلى الله .
أسعـدُ الناسِ في الدُّنيا مَن أسلمَ قلبَه للهِ .
{ وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ }
النساء/125 ؛ أىْ : مُوقِنٌ بأنَّ الفَرَجَ مِن الله .
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

إذا أذلََّكَ الناسُ ، علِمتَ أنَّه ليس بيدِهم عِزَّةٌ ولا ذِلَّة .
وإذا أهانكَ الناسُ وأنت تطلبُ منهم أن يُعينوكَ ويُساعدوكَ ،
فاعلم أنَّهم لا يملكون لأنفسِهم ضَرًّا ولا نفعًا ، ولا موتًا ولا حياةً ولا نُشورًا ،
وإذا اشتَدَّ عليكَ البلاءُ ، وعَظُمَ عليكَ العَناءُ ، مِن زوجةٍ ومِن أهلٍ ومِن ولدٍ ومِن أخٍ ومِن أُختٍ
ومِن أصدقاءٍ ومِن أقرباء ، وإذا عَظُمت أذِيَّةُ الناسِ لَكَ ، وامتهانُهم لَكَ ، فاعلم أنَّ لَكَ رَبًّا لا يُخيِّبُك ،
وأنَّ لَكَ رَبًّا هو مُنتهََى الشَّكوَى ، وأنَّ لَكَ رَبًّا يسمعُ السِّرَّ وأخفَى ، وأنَّ لَكَ رَبًّا يرحمُكَ ويُحبُّكَ ،
ويُحِبُّ أن تُنادِيَه ، وتلتجِأَ إليه وتدعوه ،
{ أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ }
النمل/62 .






التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

قديم 22-03-2013, 03:28 AM   رقم المشاركة : 2
قلب الزهـــور
( مشرفة الاستراحه والقصص والروايات)
 
الصورة الرمزية قلب الزهـــور


ذَكَرَ اللهُ البلاءَ عن أيوب ، فقال سُبحانه :
{ وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ }
الأنبياء/83 ،
{ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ }
ناداه وقـد عَظُمت شكواه ، وعَظُمَ بلاؤه ، وعَظُمَ ضُرُّه ،
فنادَى اللهَ سُبحانه وتعالى بأسمائِهِ وصِفاتِهِ ، قال :
{ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ }
الحالُ والشأنُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ ، ولكنْ أنتَ أرحمُ الرَّاحمين ،
{ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ *
فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآَتَيْنَاهُ أَهْلَهُ
وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ }
الأنبياء/83-84 .

اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

قال بعضُ العُلَماءِ : ﴿ ذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ : أيْ أنَّ أيوبَ دعا رَبَّه بيقين ،
فإنَّ اللهَ يستجيبُ لِكُلِّ مَن أُصيبَ ببلاءٍ فدعاه بيقين .
﴿ ذِكْرَى : هـذه الذِّكرى تتذكَّرُها في كُلِّ بلاء ، وفي كُلِّ خَطْبٍ وكَرْب ، في أهلِكَ ومالِكَ وولَدِكَ .

تكونُ في رَغَدٍ مِن العيش وأنتَ آمِنٌ في سِرْبِكَ ، مُعافىً في بدنِكَ ، عندكَ قُوتُ يومِكَ فلا تلبثُ أنْ شاءَ اللهُ
بلاءَك ، فنزلت بِكَ المصائِب ، وحلََّت بِكَ المَتاعِب ، فأحاطت بِكَ الديونُ مِن كُلِّ جانب ، وأصبحت بعـد
رَغَدِ العيش في ضِيقِهِ وفي صعوبتِهِ ، فالبِنتُ تشتكي ، والابنُ يشتكي ، وتُصبِحُ في هَمٍّ وغَمّ وكَرْب ،
فيأتيكَ ضلعُ الدَّيْن ، وهَمُّ الدَّيْنِ ، والمَغْرَم ، والمأثَم ، فعندها تضيقُ بِكَ الأرضُ بما رَحُبَت ،
لكنْ لا يُوَسِّعُها إلَّا يقينُكَ باللهِ جَلَّ جلالُه ، ولا يُبَدِّدُ هـذه الهُمومَ ويُذهِبُها إلَّا يقينُكَ بأنَّ اللهَ
أرحمُ بكَ مِن نَفْسِكَ التي بين جَنبيكَ .
يا هـذا ، إنْ صدقتَ مع اللهِ صَدَقَك .

مَن هـذا الذي وقف ببابِ اللهِ فطردَه ..؟! حاشاه .
مَن هـذا الذي صَدَقَ مع اللهِ فخَيَّبَه ..؟! حاشاه .
ما وجدناه إلَّا حليمًا رحيمًا ، ما وجدناه إلَّا كريمًا عظيمًا ، يفتحُ لَكَ أبوابَ الفَرَجِ مِن حيثُ تحتسِب ومِن
حيثُ لا تحتسِب ، وما مِن عبدٍ يدعوا في كَرْبٍ ويَصْدُقُ مع الرَّبِّ إلَّا أعطاه اللهُ إحدى الحُسْنََيَيْن ؛
إنْ كان عَلِمَ سُبحانه أنَّ كَرْبَه يُفَرَّجُ فَرَّجَ عنه عاجِلاً ، وإذا عَلِمَ سُبحانه أنَّه سيُؤخَّرُ عنه الفَرَجُ رَزَقَهُ
اليقينَ والإيمانَ والتسليمَ ، حتى أنَّ البلاءَ يعودُ عليه نِعمةً وسرورًا

اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

جعلنا اللهُ وإيَّاكم ذلك الرَّجُل .
إذا كُنتَ واثقًا باللهِ وناديتَه وناجيتَه صادِقًا مُؤمِنًا مُتَوكِّلاً عليه ، إمَّا أنْ يُفَرِّجَ كَرْبَكَ ، وإمَّا أنْ يُفرِغَ عليكَ
مِن الصبر واليقينِ ، حتى يُصبِحَ العذابُ لَكَ رحمة ، وتعلو درجتُكَ ، ويَعظُمَ أجرُكَ ، ويُغفَرَ ذنبُكَ ،
ويُقضَى دَيْنُك ، ويُبَدَّدَ هَمُّكَ وحُزنُك .
ولذلك في البلاءِ ، وفي الشِّدَّةِ والعَناءِ ، سُرورٌ بمُناجاةِ الله لا يَعدلُه سُرور .
ما أسعـدها مِن لَحظاتٍ ، وما أسعـدها مِن ساعاتٍ طيِّباتٍ مُباركاتٍ إذا خَلَوْتَ برَبِّكَ ، وبَثثتَ إليه أحزانَكَ ،
واشتكيتَ إليه أحزانَكَ ، وبَثثتَ إليه ما تجدُه مِن الكَرْبِ ومِن الهَمِّ والغَمِّ ، فسألتَه وناجيتَه ودعوتَه
ووثقتَ به سُبحانه وتعالى ..!


أسعـدُ الناسِ مَن جعل شكواه إلى الله ، ولم يشتكِ اللهَ إلى خَلْقِهِ .
أسعـدُ الناس مَن جعل يقينَه باللهِ ، ولم يجعل يقينَه في زيدٍ وعَمرو .






التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

قديم 22-03-2013, 03:34 AM   رقم المشاركة : 3
قلب الزهـــور
( مشرفة الاستراحه والقصص والروايات)
 
الصورة الرمزية قلب الزهـــور


تَصَوَّر لو أنَّ رجلاً يُحِبُّ رجلاً ، فجاء يشتكي إليه في دَيْنِهِ ، فقال له :
لَأُكَلِّمَنَّ فُلانًا الغَنِيَّ يقضي دَيْنَكَ الساعة ، وهو صادِقٌ أنَّه لو كلَّمَ الغَنِيَّ لَقَضى
له ذلك الغَنِيُّ دَيْنَه في حِينِهِ ، ولا يُعجِزُ الغَنِيَّ شئٌ .
تَصَوَّر لو قال لكَ صاحِبُكَ : سأُكلِّمُ لَكَ فُلانًا الغَنِيَّ الثَّرِيَّ ، ودَيْنُكَ شئٌ يسيرٌ عند هـذا الغَنِيِّ الثَّرِيِّ ،
وأنتَ تعلمُ أنَّ الحاجةَ ستُقضَى ، كيف سيكونُ يقينُكَ بقضاءِ دَيْنِكَ وتفريجِ كَرْبِكَ ..؟!
فما بالُكَ بمَلِكِ الملوك ومَن بيده خزائنُ السَّماواتِ والأرض ..؟!
ما بالُكَ بالكريم الذي يدُه سَحَّاء الليل والنهار ، لا تغيضُها نفقة ..؟!
اللهم اجعل فقرنا إليكَ ، واجعل غِنانا بِكَ .
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة
كُن غنيًّا بالله ، كُن واثِقًا مع الله .
إنَّ انصرافَ الناسِ عنك نعمةٌ مِن الله يُريدُ أن يصرفَكَ إليه .
المخذولُ مَن ينصرفُ عن الله إلى غير الله .
المَخذولُ مَن يتعلَّقُ بالناس ، ويُحِسُّ أنَّ كُروبَه كُلَّما أصابه ضُرٌّ أو اشتدت عليه شِدَّة ،
ذهب إلى فُلانٍ وعِلاّن ، وانتهى أمرُه . ولكنْ أنتَ تقرعُ الأبوابَ فلا تُفتَحُ لَك ،
وتسألُ الناسَ فلا يُعطوك ، وتأتي إلى الناسِ فيُهينوكَ ويُذلُّوك ، ولَرُبَّما سَبُّوكَ وشتموكَ وعابوك .
(( رُبَّ أشعثَ أغبرَ ذي طِمرين مدفوعٍ بالأبوابِ لو أقسم على اللهِ لَأَبَرَّه )) .
وما يُدريكَ أنَّ هـذا البلاءَ يُعرِّفُكَ باللهِ معرفةً لا يُصيبُكَ بها هَمٌّ ولا غَمٌّ إلَّا بُدِّد .
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

أسعـدُ الناس مَن إذا قال : يا رَبّ ، استجابَ اللهُ دُعائَه .
واللهِ ليست السعادةُ في الأموال ، ولو كانت في الأموال ، لكان أسعـدَ الناسِ قارون .
فإذا به أشقى الناس ، وهو يتجلجلُ في الأرض ،
{ فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ }
القصص/81

، نسألُ اللهَ السلامةَ والعافية .
المالُ ليس هو السعادة ، وليست السعادةُ أنَّكَ إذا سألتَ الناسَ أعطوك ،
وليست السعادةُ أنَّكَ إذا جِئتَ إلى فُلان وعِلاّن تيسَّرت أمورُك .

السعادةُ والفضلُ والزيادةُ أنَّكَ إذا قُلتَ : يا الله ، فُتِّحَت لَكَ أبوابُ السماء ،
وإذا قُلتَ : يا رَبِّ ، واشتكيتَ إلى الله ، سَمِعَ اللهُ دُعاءَك ، وفَرَّجَ اللهُ كَرْبَك .

إنَّ مِن الناس مَن تَعظُمُ عليه البلايا ، ويَعظُمُ عليه الكَرْبُ والخَطْبُ ،
وهو يَعرفُ فُلاّنًا وعِلاّنًا ، لم يشتكِ اللهَ إلى أحد .

ومِن الناس مَن يتيسَّرُ له أنْ يُكَلِّمَ فُلانًا الغَنِيَّ وفُلانًا الثَّرِيَّ ، فيقولُ :
أستحيي مِن اللهِ أنْ يراني أسألُ غيرَه ، فرَضِيَ باللهِ ، وأنزلَ حاجتَه بالله ، وتعلَّقَ بالله ،
وصَدَقَ مع الله ، فجعل اللهُ له مِن __ أطباق السَّماواتِ والأرض فَرَجًا ومَخرجًا .

اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

هل رأيتَ رَبَّكَ خَذَلَ عبدًا صَدَقَ معه في عُبوديته ، لا واللهِ .
وما هـذا الذي قَصَّه في كتابه .
قَصَّ اللهُ في كتابه القَصَصَ ؛ لِكي نَفِرَّ منه إليه .
أسعـدُ الناس مَن إذا أصابته البلايا في ماله يقولَ : أنا المُقَصِّر ، أنا المُذنِب ، أنا المُسيء ،
ما شكرتُ اللهَ على نعمتِه ، أنا الذي قَصَّرتُ يا رَبِّ ، ما ذكرتُكَ حَقَّ ذِكرك ، ولا شكرتُكَ حَقَّ شُكرك ،
فاغفِر لي تقصيري في شُكر النّعَم ، فيعودُ على نفسِهِ بالاستغفارِ ، والتوبةِ ، والإنابةِ ،
فإذا بالضِّيق يتَّسِعُ يتَّسِع ، وإذا بالاستغفارِ رحمةً يتبدَّدُ بها حُزنُه ، ويذهبُ بها غَمُّه .
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

أسعـدُ الناسِ مَن عَرَفَ اللهَ في البلايا .
وإذا كان الإنسانُ تُحيطُ به الهُمومُ والغمومُ ، ويَعظُمُ دَيْنُهُ وكَرْبُه ،
فلا يَزدادُ إلَّا تعلُّقًا بغيرِ اللهِ والعِياذُ بالله ، ولا يَزدادُ إلَّا شكوى إلى الناس ، والتجاءً إلى فًلانٍ وعِلاّن ،
فهـذا مِن الخذلان والعِياذُ بالله ، هـذا مِن الخّذلان .
فأُوصيكَ ثُمَّ أُوصيكَ بالثِّقَةِ بالله ، والتَّوَكُّلِ على الله ، وحُسنِ الظَّنِّ بالله ، وأن تُكثِرَ مِن الاستغفار ،
وأنْ تعلمَ أنَّ ما أصابكَ إنَّما هو بسبب الذنوب ، فتكرهُ الشيطانَ والنَّفْسَ الأمَّارة بالسُّوء ، وتستغفرُ اللهَ ،
وتتفقَّدُ حالَكَ : هل ظلمتَ أحدًا مِن المسلمين ..؟ هل أكلتَ مالَ أحد ..؟ هل انتهكتَ عِرْضَ أحد ..؟
هل سببتَ أخاكَ المُسلم ..؟ هل شتمتَه ..؟

فتتحلَّلُ مِن المظالِم والمآثِم .
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة
مَن فعل ذلك ، صار البلاءُ خيرًا له ، وصار البُعـدُ قُربًا له .
هـذا هو الذي أُوصيكَ به : أنْ تصدُقَ مع الله ، وأن تلتفِت إلى ما يُصلِحُ حالَكَ مع الله عَزَّ وجلَّ ،
وأن تحرِصَ كُلَّ الحِرص على أن يكونَ عندكَ يقينٌ أنَّ الفَرَجَ آتٍ

{ فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا }
الشرح/5-6 .






التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

قديم 22-03-2013, 03:38 AM   رقم المشاركة : 4
قلب الزهـــور
( مشرفة الاستراحه والقصص والروايات)
 
الصورة الرمزية قلب الزهـــور


ما أنزل اللهُ عُسرًا على مُؤمنٍ إلَّا جعل معه يُسْرَيْن .
فكُن واثِقًا باللهِ عَزّ وجلَّ ، واعلم أنَّكَ إذا خِفتَ من عواقبِ المُستقبل ،
وأضرارِ المُستقبل ، وما يكونُ في المُستقبل ، فإنَّه إذا حدَّثتكَ نَفْسُكَ بهـذا ،
فاعلم أنَّه شيطانٌ يقرعُ قلبَكَ ،
{ الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ }
البقرة/268 ..
الشيطانُ لا يَعِدُكَ إلَّا كُلَّ شَرٍّ ، وكُلَّ بلاءٍ ، وكُلَّ ضُرَّ .
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

فكُن مع اللهِ ولا تُبالي ، وكُن صادقًا مع الله .
التوبةُ ، والاستغفارُ ، واليقينُ باللهِ بالفَرَج ، والأخذُ بالأسبابِ ، وحُسنُ الظَّنِّ بأَنَّ اللهَ سيُفَرِّجُ عنك ،
مِن أعظمِ ما تُوصَى به في هذا البلاء ، مع كثرةِ الدُّعاءِ في مَظانِّ الإجابة : كأوقاتِ النِّداءِ ،
وبين الأذان والإقامة ، وحالَ السّجود ، والأسحار ، وقـد جُرِّبَ بالأدعية المأثورة
عن النبيِّ – صلَّى اللهُ عليه وسلَّم – في قضاءِ الدَّيْن .
ذَكَرَ لي البعضُ أنَّه كان دَيْنُه قرابة المليون ، وذكرتُ له هـذا الحديثَ
(( اللهم إني أعوذُ بك من الهَمِّ والحَزَن ، والعَجز والكَسَل ،
والجُبنِ والبُخل ، وضلع الدَّيْن ، وغَلَبة الرِّجال ))
رواه البُخاريُّ ،
فاتَّصَلَ عليَّ بعـد ثلاثةِ أيام ، وهو ليس مِن أهل الغِنَى ، قال لي :
واللهِ ما مكثتُ يومًا إلَّا وقـد فُتِحَ عليَّ بابُ الفَرَج ، فسَدَّدتُ المليون خلال يومين .....
فمَن صَدَقَ مع اللهِ صَدَقَ اللهُ معه

اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

وإيَّاكَ أن تستعظِمَ شيئًا على الله .. اللهُ أكبر ؛ أيْ : أعظمُ مِن كُلِّ شئ .
اللهُ أكبرُ كبيرًا على كُلِّ هَمٍّ ، وكُلِّ غَمٍّ ، وكُلِّ كَرْبٍ ، فيما بيننا وبين لِقاءِ الله ،
حتى نلقى اللهَ وهو راضٍ عَنَّا .

اللهم بَدِّد هُمومنا ، ونَفِّس غُمومَنا وكُروبَنا .
اللهم اجعل لنا مِن كُلِّ هَمٍّ فَرَجًا ، ومِن كُلِّ ضِيقٍ مَخرجًا ، ومِن كُلِّ بلاءٍ عافية .
اللهم إنَّا نستنصِرُ بكَ فانصرنا ، ونستعينُ بكَ فأَعِنَّا .
اللهم لا تخذُلنا ، اللهم لا تخذُلنا ، اللهم لا تخذُلنا .
اللهم بارِك أرْزَاقَنا ، وبارِك أموالَنا ، وأولادَنا ، وبارِك لنا في كُلِّ ما رَزْقْتَنا وأعطيتَنا .
اللهم إنَّا نسألُكَ أن تجعلَ الخيرَ لنا في أمورنا كُلِّها ،
عاجِلِها وآجِلِها ما عَلِمنا منها وما لم نعلم .
نشكو إليكَ غَلَبَةَ الدَّيْن ، وقَهرَ الرِّجال .
اللهم إنَّا نشكو إليكَ فَقرنا ، فأغنِنا مِن واسِعِ فَضلِكَ يا ذا الفضلِ العظيم .
اللهم اجعل فقرَنا إليكَ ، وغِنانا بِك ، اللهم اقضِ عَنَّا الدَّيْنَ ، وأَغنِنا مِن الفقر , واجعل ما وهبتنا عونًا لنا على طاعتِك ، ومَحَبَّتِكَ ، ومَرضاتِكَ ، يا حَيُّ يا قَيُّوم .
اللهم اغفر لنا ، ولآبائِنا ، وأُمَّهاتِنا ، وأزواجِنا ، ومشائِخنا ، ومُحِبِّينا ،
ومَن أوصانا واستوصانا ، وحضر معنا ، وغاب عَنَّا ، وأحبَّنا فيكَ .
اللهم اغفر لنا أجمعين ، وهَبْ المُسيئين مِنَّا للمُحسنين ،
وتولَّانا برحمتِكَ يا أرحمَ الرَّاحمين .

اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة


|[ لِمَن ضَاقَت بِهِ الدُّنيا ]|






التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

قديم 23-03-2013, 05:59 PM   رقم المشاركة : 5
شمس القوايل
المشرفة العامة
 
الصورة الرمزية شمس القوايل

يعطيج العافيه قلب الزهور ع الطرح والمجهود

ننتظر جديدج القادم







التوقيع :


اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

قديم 02-04-2013, 02:10 AM   رقم المشاركة : 6
ملكة الرومنس
( مشرفة العام والمكتبه الادبيه )
 
الصورة الرمزية ملكة الرومنس

يعطيك ربي ألف عافيه
طرح رآئع وتواجد مميز ننتظر مزيد من العطاء
ودي وتقديري






قديم 04-04-2013, 04:34 AM   رقم المشاركة : 7
قلب الزهـــور
( مشرفة الاستراحه والقصص والروايات)
 
الصورة الرمزية قلب الزهـــور

اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شمس القوايل
يعطيج العافيه قلب الزهور ع الطرح والمجهود

ننتظر جديدج القادم

هلااااااااااا وغلااااااااااا
يسعدلي قلبك ويسلمووو ع الحضور الرآئع بصفحتي
تقبلي شكري تقديري واحترامي
مع تحياتي قلب الزهور
بباي






التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

قديم 04-04-2013, 04:34 AM   رقم المشاركة : 8
قلب الزهـــور
( مشرفة الاستراحه والقصص والروايات)
 
الصورة الرمزية قلب الزهـــور

اقتباس
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ♪♥̊۾ـﻠﮕـةﭐلر̉و۾ـنسے̊♥♪
يعطيك ربي ألف عافيه


طرح رآئع وتواجد مميز ننتظر مزيد من العطاء


ودي وتقديري

هلااااااااااا وغلااااااااااا
يسعدلي قلبك ويسلمووو ع الحضور الرآئع بصفحتي
تقبلي شكري تقديري واحترامي
مع تحياتي قلب الزهور
بباي






التوقيع :
اضغط على الصورة لفتحها بصفحة مستقلة

موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)
   


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:54 AM.




 


    مجمموعة ترايدنت العربية