بسم الله الرحمن الرحيم
*
*
*
*
*
][ إشراقة ][
صور لنفوس تتسامى .. وقلوب تتظافر
فلا اطيب من روح صادقة وقلب مسامح وأخٍ صديق صادق للغفران طامح
بين السطور دعوة جل همها..
أن تتصافى القلوب ونتسامح ونتغافر
*
*
*
*
أأكون كهذا الصديق ؟
هناك ..
في صحراء البادية .. مشى الصديقان يعبران الطريق فضرب الرفيق صديقه ضربة في الوجه مؤلمة .. وللصديق ملجمة ..
فكتب الصديق على الرمل شاكياً همه .. وخاطاً ما ألمّه ..
اليوم ضربني أعز أصدقائي
ومضى الصديقان .. فإذا بواحة قريبة ترسم للمنهك راحة حبيبة..
فالأبدان تستجدي الراحة .. فقررا على الفور السباحة ..
وما هي إلا لحظات حتى علقت قدم الصديق في الرمال.. وبات الغرق وشيكا والخروج شبه محال ..
فهبّ رفيقه .. يشق طريقه.. لا والف لا .. صديقي صديقي ..
فيسر الله له إنقاذه..
فانتفض الصديق وحفر على الحجر..
أعز أصدقائي أنقذ حياتي
فسأل ذلك الرفيق .. : أيا صديق .. لمَ كانت الأولى بين الرمل مكبوتة .. و الثانية على الصخر منحوتة ؟
فقال الصديق :
أما إن الأولى كانت أذية ولست والله لأجعلها مطية..
تركتها لرياح التسامح تمحيها .. وتبقي لقلبي صفاءه.. وللصديق رفاقه .. ومن الرحمن غفرانه ورحماته ..
وأما الثانية فليس أبقى من النقش على الحجر ..
صنائع المعروف .. لا تمحيها الصروف .. وتُبقي في القلب لكم حباً منزلاً ولا تذر للسوء عليه مدخلاً..
*
*
*
*
دعوة ربانية
يقول تعالى: {وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم} [النور: 22].
وقال تعالى: {ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم} [فصلت: 34].
وقال تعالى: {وإن تعفوا وتصفحوا وتغفروا فإن الله غفور رحيم} [التغابن: 14].
أفلا تكونـ/ـي لها ..
ما يمنعك أن تنامـ/ي : قريرة عينك .. طيبة نفسك .. راض عنك ربك ..
لمثل هذا فلتطمح النفوس .. لمثل هذا فلنشمر و لنلبي .. ولنصبر ونحتسب
*
*
*
خير قدوة لنا ..
رسولنا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم
ولنذكر على الدوام
اذهبوا فأنتم الطلقاء ..ومن ينساها
عندما دخل النبي صلى الله عليه وسلم مكة منتصرًا
جلس صلى الله عليه وسلم في المسجد
والمشركون ينظرون إليه وقلوبهم مرتجفة خشية أن ينتقم منهم
أو يأخذ بالثأر قصاصًا عما صنعوا به وبأصحابه.
فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم: (يا معشر قريش، ما تظنون أني فاعل بكم؟).
قالوا: خيرًا. أخ كريم وابن أخ كريم.. قال: (اذهبوا فأنتم الطلقاء)
سيرة ابن هشام
*
*
وقفة تأمل
تأملوا رحمكم الله ما يهز القلوب .. والبدار البدار للعفو والفوز برضا الرحمن..
يقول الإمام ابن القيم :
يا ابن ادم.. إن بينك وبين الله خطايا وذنوب لايعلمها الا هو .. وإنك تحب أن يغفرها لك الله , فإذا أحببت أن يغفرها لك فاغفر أنت لعباده وأن وأحببت أن يعفوها عنك فاعف أنت عن عباده , فأنما الجزاء من جنس العمل ..
*
*
خدّ على التراب نادم
رحماك ربي ..
قف/ي معي عند أبي ذر الغفاري رضي الله عنه حينما عير بلالاً بأمه
فشكاه بلال إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
فندم أبوذر على ما بدر منه من قول فوضع خده على التراب وقال لبلال : والله لا أرفع خدى حتى تطأة بقدميك !
أنت الكريم وانا المهان فقال بلال رفع الله منزلتك يااباذر
الى هذا الحد فأخذ بلال يبكي من هذا الموقف ثم قام وتعانقا وتباكيا
..
تأملت مراراُ .. فرأيت العجب .. ولا عجب
فهم قد تربوا في مدرسة محمد صلى الله عليه وسلم وبسيرهم نتربى..
..
فما أجمل الصفاء والنقاء حينما يتعانق بالقلوب
وما أروع العفو والإغتفار حينما تسمو به النفوس
فتتصافح بصدق القلوب قبل الأكف
كل ما كُتب لكم أعلاه .. أحاديث قلوب مضت .. وأرواح قد قضت
تلك المعاني الجميلة لم تذهب مع أولئك الرجال
بل يهدينا التاريخ .. جيلا بعد جيل .. نماذجاً أخرى لا تقل عمن قبلها
فلماذا لا نكون أنموذجاً كما كانوا
{ .. مسك الختام والتسامح .. }
تذكروا أيها الأحبة أن العظمة تقاس بمدى إستعدادك للعفو والتسامح عن الذين أساؤوا إليك
انظر من مِن الناس هجرت أوقطعت او كان بينك وبينه خلاف
شحناء او بغضاء. اكتب له رسالة اعتذار
فالننسى الماضي ونتذكر الأيام الجميلة
التي قضيناها معاً فهذه دنيا فانية
أخيراً .. ننتظر حروفكم السمحة .. تعانق بياض الفطرة
فما سبق لا يسمو إلا بكم