العودة   منتديات الـــود > +:::::[ الأقسام العامة ]:::::+ > المنتدى العام
 
   
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 14-05-2010, 07:57 PM   رقم المشاركة : 1
نواف عرعر
( ود فعّال )
 






نواف عرعر غير متصل

الأنثى الوحيدة . . ولا . . أنثى سواها يا خنساء أشدُ حزناً وأكثرُ لوعة

* العزف على أوتار الذاكرة . . .

المشاركة الثالثة في منتدى الـود ولإهل الـود . . . بعنوان : لا . . أنثى سواها

[color="red"] لا . . أنـثى سواها ! !

[COLOR="Black"]إذا ذُكـِرَ الرثاء ذُكـِرت الخنساء..فالعويل والبكاء والتفجُّـع واللطم واللوعة والتحسّر مُفردات خاصة بالخنساء خنساء الجاهلية,بل أصبحت كلمات تندرج مقرونة بها في قاموس الرثاء..وكأن( الرثاء).. غرض شعري اختص بها دون سواها,وشعرهُ يقتصرُ عليها,فهو بمثابة وقف وضعت يدها عليه..تـَقـْصُرُ مِن دونه كلّ يـدٍ أرادت أن تطوله وتنوله ويَعجَزُ كُلُّ لسانٍ على قولِ ما قالت أن يقُوله,فالرثاء أخذ مدلوله وتعريفه ممن عـرَّف بـه, ومن غير الخنساء يكون ؟!!
فرثاء أخيها صخر لزمنٍ طالت مدته .. كان لها سلوى تسلو به وتصبرُ نفسها إليه.. رثاء يعلو فيه النحيب والعويل والبكاء بحرقة ولوعة . . رثاء تتناقل الناس شعره وتلهج الألسن بذكره كلما زار الموت واحداً من أهلهم و أولادهم أو أحد أحبابهم ومن عـزَّ عليهم,فصارت الخنساء مضرب المثل في شدة الحزن ومُلازمته..فالتصقت به كالتصاق الروح بالجسد, فلم يُفارقها ذكـرُ أخيها صخراً حتى وهو يُفارقها إلا بعد أن أسلمت ..
فمن الرثاء بدأت,وإليه انتهت .. تلك هي حالةُ الخنساء برفقة صاحبها الرثاء..بدَأتهُ مع موت أخيها ,وانتهت إليه باستشهاد أولادها الأربعة في يوم واحد ومكانٍ واحد. أنثى تجرعت
لكنني أحببتُ أن أطلعَكم على خبر (أنثى) غير الخنساء..أنثى وحيدة لا حول لها ولا قوة !! أنثى رسم الحزنُ تَقاسيمه على صفحات وجهها,ونحت البكاءُ بدمعه ندبات لتكون آثاراً تشهد ُ على حقيقة حزنها وصدق لوعتها .. أنثى .. أقسم عليها الموت أن يحل ُّ ضيفاً ثقيلاً غيرَ مـُرحب ٍ به ؛وهذا مُؤكَّـد !! كيف وهي ترى أبنائها يموتون أمام َ ناظريها واحداً تلو الآخر ؟,فما مِن مغيث ٍ يُلبي استغاثتها وإن سمع!! ولا مِن مُجيرٍ تستجيرُ إليه وتلجأ له فيحميها ,فالكل يبتعد عنها ويتجاهل ُوجودها ويُمنِّـي النفس بسماعِ خبر موتها لا موت أبنائها ؟؟!!! أنثى .. أضاع ذكرها تسارع الزمن,وتعاقب العصور وتغيرها!! دون أن نشعر أو نحس بعظمة مصابٍ أصاب تلك الأنثى ـ ولا أنثى سـواها ـ وما ألم َّ بها مِن نوائب الدهرِ وحوادثه ؛ويبدو أن لوعة وبكاء الخنساء الطويل المرير قد أغفل الناس وأشغلها عن خبر هذه الأنثى,أو قد جَهِلنا أو تناسينا فاجعة أشدُ ألما وأكثرُ حُزناً من بُكاء الخنساء ونحيبها !!
فالجميع لمُصاب تلك الأنثى بكى لكثرة بكائها..بكاء فيه حـرقة, وتفجُّـع..ولوعة وتذكر.. بكاءٌ تحول إلى "صوت" في حالة رده أو صمته..فالبكاء يكون جواباً لكل سائل,ومُستفهم أو من يكتفي بالنظر ويتعجب .. بكاء لا يُوقـِفُ سـَماعَهُ سوى إعياء أنهك جسد الباكية حتى أفقدها الوعي فتصير في عالم الأموات,وما أن تُفـيـق إلا و َتَعُود إلى حالها السابق الجميع لامها على كثرة بكائها وطول مدة حزنها!!
بكاء ـ إن زاد ـ نهايته تفضي إلى الموت لا محالة لكن هذه الأنثى بقدرِ ما نشفقُ عليها فهي أشدُّ إشفاقا علينا؟؟!!!
الجميع خاطبها ووقف إلى جانبها وهم في حديث فيه تذكيرٍ وعظة لعله يخفف مِن حزنٍ أبت أن تُفارقه قائلين لها :
الكلُّ منا فَقَدَ إنسانا قريبا إلى قلبه وعالقاً ذكره في عقله,صورته لا تُفارق مُحيَّاه, فكان لفراقه حزن يدمي العيون ويتفطر له القلب لكن الحياة تسير وتواصل المسير فلا تتوقف لفقدان أياً كان ولا تسأل عمن كان,إن هو إنسٌ أو جان ,فما يُهمها أحد مـِن أمة الثقلان , فالأجل ُ إن حان .. قـُضيَ وصار خبراً لكان .. وإن اختلف الزمان و تغير المكان . . . فمَن تكونُ تلك الأنثى ؟! وما حقيقةُ أمرها ؟! ومَن يستطيع إيقافَ بُكائها وطول حزنها ؟!!!!!!

إليكم خبر هذه الأنثى

هي الأنثى الوحيدة،ولا أنثى ـ سواها ـ تَلدُ مولداً، بعد أن ودَّعت مولودا آخر.وحتى هذا المولود يصبح هو الآخر وحيداً دون أخ !!
لكن الفاجعة!!والمصيبة العظمى,والمصابُ الجلل الذي لم تشهدهُ الخليقة ـ جمعاء ـ منذ خلق آدم ــ عليه السلام ــ وإلى أن يشاء الله . . تَـكْمُـن في المفارقة العجيبة هذه . . . !!
ففي وقت,بل ولحظة ولادته ـ يشاءُ القدرُ أنْ يمضي بمشيئـتهِ الأزلية والثابتة مع( قَـدَرِ ) هذه الأنثى ـ كُلما وضعت مولوداً ,والقـدر ـ نفسه ـ مع وليدها( بالأمس ), ومَولُودها ( اليوم ) أيضاً !! فالقدر يقضي..لابد من موت أخيه ـ المولود السابق له في الولادة ـ ( ففي ولادة كل مولود يموتُ المولود الآخر )!
إذاً " كلاهما " لم يبصر الآخر,فلا هذا ـ المولود ـ يَـعـلمُ أنَّ لحظة ولادته تتزامن ( نفسها ) ولحظة موت أخيه ولا مَـنْ مات يَـعلـمُ بـولادة أخ له.
لا تستغرب,ولِمَ التعجب!! فهو قدرٌ,وقضاءٌ..لابد منه..أبى من أبى,وكائن من كان أو سيكون,هكذا سار ويسير قدر وحال تلك ـ الأم ـ مع أبنائها,ولا أنثى ـ سواها ـ فالإِرادةُ الإلهية جَعلَتْ منها امرأة[ وَلـُــودْ ],إلى أن يشاء الله تعالى.
فمع صُفـْرَة المغيب تُـوَدِّعُ مَولـُـوداً!!,ومع بـزُوغ الشمسِ تَـلِـدُ مولوداً!! نعم,تلك الأنثى...هي..الدُّنيا وعمرها الفاني إسراعا يوماً بعد يوم .... !!!
فمن يتعظ ويتدارك نفسِهِ قبل أن تخرُج نـَفسُهُ !!!!!!!!!!!!!

******************************
بقلم/ نواف عرعر
إني وإن كنتُ الأخيرَ زمانهُ ** لآتٍ بما لم تأتِ به الأوائلُ
[/color
][/font[/COLOR
]]







 

مواقع النشر (المفضلة)
   


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:50 PM.




 


    مجمموعة ترايدنت العربية