يُعدّ الذهب أحد أهم المعادن على وجه الأرض منذ عصور ما قبل التاريخ، وقد يرجع ذلك للصورة التي كان يتواجد عليها في البداية، حيث كان يتجمّع على هيئة كتل صغيرة في قيعان الأنهار. وقد اشتد الطلب على تداول الذهب ، حتى أن قدماء المصريين بدأوا في التنقيب عنه وتعدينه منذ عام 2000 قبل الميلاد. كما اختار العديدون عبر التاريخ صكه كعملة موحّدة ليعتمد عليها في التجارة وتداول السلع كبديل لنظام المقايضة وبداية لظهور النظام النقدي.
العوامل التي تؤثر على العرض والطلب على الذهب
من المتوقع أن يكون هذا العام مثيراً للغاية في أسواق الذهب، حيث يساهم النمو الاقتصادي وتقلباته في زيادة الطلب على الذهب. ويرجع احتفاظ الذهب بمكانته كالاختيار الأول من بين الملاذات الآمنة للعديد من المستثمرين لعدة عوامل، من أهمها:
العرض والطلب: – أغلب الطلب العالمي على الذهب ينشأ من الصناعة وإنتاج الحلي والمجوهرات، بنسبة 50%، بينما يمثل الاستثمار في الذهب نسبة 40%. وغالباً ما تشير زيادة الطلب على الذهب مع قلة المعروض منه إلى تزايد أسعاره، التي تقلّ بالتبعية مع تناقص الطلب على الذهب.
حساسية السوق: – عدم استقرار الأوضاع السياسية عالميا وعدم القدرة على التنبؤ بمجرياتها يساهم في تولّد حالة عامة من التقلب والغموض في القطاعات التنموية، ويساهم ذلك بدوره في زيادة أسعار الذهب.
تقلبات السوق: – يعتمد الكثيرون على الذهب، باعتباره ملاذ آمن للاستثمار حين تكون الأسواق عرضة للتقلبات.
حركة صرف العملات: – الدولار الأمريكي له تأثير قوي للغاية، فإذا تدنّى سعر الدولار، تتضخّم أسعار السلع حول العالم، وبالتالي فإن العلاقة بين سعر الدولار وسعر الذهب هي علاقة عكسية.
تداول الذهب من خلال تداول عقود الفروقات
يمكن للمتداولين الاستثمار في الذهب من خلال ما يُعرف بالعقود مقابل الفروقات، دون حاجة لامتلاك الذهب بصورة فعلية، أو شراء أسهم شركات التعدين، أو أية أدوات مالية أخرى في صناديق المؤشّرات المتداولة أو سوق العقود الآجلة أو عقود الخيارات.
قيمة عقد الفروقات هي الفارق بين سعر الذهب في وقت الشراء وفي الوقت الجاري. يعني ذلك أن قيمة عقد الفروقات تزداد مع تصاعد سعر الذهب، وتتناقص مع تدنّي سعره. وأول خطوة لتداول عقود الفروقات هي فتح حساب لدى وسيط معتمد، ثم إيداع مبلغاً مالياً في هذا الحساب، بحيث يعتبر المبلغ المودع احتياطياً مقابل تغيّر قيمة عقد الفروقات.
الاستثمار في عقود الفروقات لا يتطلب أن يدفع المتداول مقابل تخزين الذهب أو ترحيل العقود الآجلة كل شهر. وكل ما ذكرناه لا يعني أن العقود مقابل الفروقات ليست أداة مالية عالية الخطورة، فإحتمال خسارة رأس المال تظل موجودة، لذلك يجب أن تكون خبيراً في التداول، أو أن تبحث عن وسيط يدعم خدمة الحساب التجريبي، التي ستتيح لك الحصول على الخبرة والمعرفة اللازمين في هذا المجال قبل المضاربة بنقود حقيقية.
كيفية الاستثمار في الذهب من خلال عقود الفروقات
الاستثمار الناجح في الذهب من خلال تداول عقود الفروقات يتطلب معرفة كافية بأحوال سوق الذهب والعوامل التي تتحكم به، بالإضافة لفهم القواعد الأساسية لتداول العقود مقابل الفروقات.
الرافعة المالية في تداول الذهب من خلال عقود الفروقات تعتمد على متطلبات الهامش الخاص بك، والذي لا يتعدى في بعض الأحيان نسبة 0.5%، مما يعني إن التقلبات البسيطة في السعر يترتب عليها نتائج كبيرة. وتداول عقود الفروقات على الذهب يمكن أن يكون مربحاً للغاية إذا سار اتجاه السعر في صالحك، لكن بالطبع يجب موازنة ذلك مقابل المخاطر التي تتعرض لها الصفقة نظرا لاستخدام الرافعة المالية.
توجد بعض المؤشرات والعلامات الهامة التي يجب عليك البحث عنها إذا كنت تريد تداول الذهب، من بينها حالة عدم التيقّن في أسواق البورصات العالمية، وغيرها من العثرات الاقتصادية والمالية التي يمكن أن تساهم في توجه المستثمرين إلى الملاذات الآمة وعلى رأسها الذهب. كما يمكن استخدام البيانات الإحصائية من الرسومات البيانية لتحركات الأسعار لتوقّع ارتفاع أو انخفاض الأسعار، فالذهب، كغيره من السلع، تتراوح أسعاره عادة في نطاق دائري، لذلك يجب عليك دراسة تطورات هذه النطاقات بتحليل البيانات التاريخي للأسعار, لتعرف ما إذا كان عليك شراء أو بيع صفقة في سوق تداول الذهب من خلال تداول عقود الفروقات.
رغم أن تداول عقود الفروقات قد يبدو مجالاً مغرياً وسهل الفهم في كثير من الأحيان، فإنه ليس بهذه البساطة. ونحن ننصحك بأن تتذكر دائماً أن جميع أنواع التداول تنطوي على عنصر المخاطرة، ويجب أن تكون حريصاً وأن تفكر مليًّا في كل خطوة تتخذها.
لقد حافظ الذهب على مكانته كأحد أهم أصول الثروات ومجالات التداول عبر آلاف السنين. فإذا كانت لديك بعض الخبرة في التداول وترغب في البدء بتداول الذهب عبر الإنترنت، تذكّر أن الوسيط ومنصّة التداول اللذان يقع عليهما اختيارك سيكون لهما تأثيراً كبيراً على أرباحك.