يَالِجَبَرُوت ..

[إنتــَــــــر]

منذ إن أقدَم الصَّيف وأسدِلَت المَدَارس أبوَابهَا ..

ألاّ وَتَهَافَت الكثِير من العَوَائِل لمكَاتِب الحجُوزَات ..

بقَصد السَّفَر إلى الخَارِج لقِضَاء رِحلَةإستجمَامِيَّة سِيَاحِيَّة

تُنسِيهُم عَنَاء مَوسِم كَامِل لاسِيمَا وإن الجَمِيع ..

من ابنَاء هَذِهِ العَوًَائِل قد توَّجُوا بَالنَّجَاح ..

الذِي يُرضِي وَالدَيهُم وَيَجعَلهُم لايردُّون لهم طلباً ..

أيَّاً كَان حَجمه وَنوعه ..

ولاشَك هَذا حَق مَشرُوع لهؤلاء الأبنَاء للخرُوج ..

من لَهِيب الصَّيف .. وَحَرَارَته الحَارِِقَة ..

وَالإستِمتَاع بأجوَاء لَطِيفَة في بلد عَربـِي أو أوربِّي

كمكَفأة لهُم على مَاحققوه من نَجَاح بل إنه كَافِي

ليُعطهُم دَافعاً مَعنوياً كبيراً ..

للمُضِي قُدمَاً نحو المَزِيد من النجَاحَات المنتظرة ..

في مختلف المَرَاحل الدّرَاسِيَّة من أعمَارهُم ..

كل ذلك والأب مشغُول فِي تجَارَته ..

ولن يتردد في إيصَال هؤلاء الأبنَاء إلى المَطَار ..

وإعطائهُم مَايكفِي من رسُوم وَمصَارِيف إلــخ!!

وإن كَان الأمر خاص بالذكور من الأبنَاء ..

فلاضير في ذلك .. ولكن مَاذا عمَّن يرسِل بناته ..

وَيسمَح لهُن بالسَّفَر دون أن يكُون معهم مُحرَم ..

أو أيمَا رجل تحت ما أستطيع أن أسمِيه ..

الثِّقَة المُفرِطَة لبَنَات فِي عِز المُرَاهَقَة وذاهبُون لبلَد

مفتُوح في كل شَيء ولايحرِّم شَيء ..

ويُبِيح مَالا يُبَاح فِي أوطانِنَا العَربيَّة بشكِل عَام ..

وَالخَليجِيَّة بشَكِل خَاص ..

إنَّك لتستغرِب حينَمَا تَذهَب فِي هذهِ الأيَّام بالذات

لمختَلَف المَطَارَات بقصد ترحِيل خَادِمَة أو سَائِق خَاص

أو وَدَاع صَدِيق ..

وتُفَاجَأ بأن هُنَاك الكَثِير من الآبَاء السعُوديين والخليجيين

الذِينَ جَاءوا إلى المَطَار لإيصَال بنَاتهُن ..وهُن فِي شَكِل

يَدعُوا للرِّيبَة ..

وَكَأنِّي بهِن ذاهِبَات لحَفل زَوَاج إحدَى الأقَارِب !!

بل الأكثَر من ذلك إنه مَا إن يترجَّل الأب ويُغَادِر صَالة

السَّفَر ألاّ وَقَد بدَأ السفُور وَالكَشف عن الأوجه ..

وَرَمي النّقَابَات بشكِل يدعُوكَ للسُّخريَة لتَتَسَاءَل ..

أيُمكِن أن يكُون هؤلاء ( سعُودِيَّات ) ..

ومن بنَات القَبَائِل الكَبيرَة وَالمَعرُوفَة؟

وَأينَ الحِشمَة التِي ظلـُّوا لسَنَوَات يتشَدَّقُون بـِهَا؟

تُرَى على من يقَع وَزر المَلامَة؟

هل على الأب الذِي لايُريد يكسِر بخاطر هؤلاء البَنَات

أم عليهُن هُنَّ يَامِن يردنَ التـَّبَاهِي أمَام بَنَات الجيرَان

بأنهن متفتحَات ومتحضِّرَات ..

وإنَّ الثِّقَة كبيرَة فيمَا بينهُن وبَين أوليَاء الأمرِ مَنهُنَّ؟

يَعنِي إذا كَانَت الفَتَاة فِي السُّوق المَحلِّي دَاخل أسوَار

الوَطن لاتَسلَم من بَعض التَّحَرُّشَات ..

فَمَابَالُكَ فِي بلَد ( غَربـِي ) يَرَى إنه من حَق الشَّاب

أو الفَتَاة مُرَاوَدَة كل من تُريد أو تُعجَب بهِ؟

حتَّى تِلك الأم المَسكِينَة..رغم إنها رَبَّت رَغُم إنهَا تَعَبَت

فلاتُبرَّأ سَاحَتهَا من مثل هذهِ الخَزَعبلات ..

لأنها لو وَقَفَت في وجه الأب بحَزم وَشِدَّة ..

لما تجَرَّأ أصلاً على السَّمَاح لهُن بالسَّفَر لوحدهن ..

وَسَط عالم مُخيف ألله وحده أعلم بعادَاته وتقالِيده ..

التِي لاتَتَنَاسب وعاداتُنَا وَتقالِيدنا الإسلامِيَّة السَّمحَاء

فهلاّ ذكَرنَا شَيء من الصَّرَاحَة قلِيل من الوضُوح؟


/

/

/

إنتـَــر

رائع ذلك الإنسان ..

حينما تكون لديه خصلة جميلة ..

مزروعة بداخله ..

كجُزء منه ..

تُميِّزه عن غيره ..

يُعرف بها من خلالها ..

/

/

ولكنك في نظري الأروع ..

لأن الوضع معك مختلف جداً ..

لأنك كل الخصَال الجَميلة مُجتمعة ..

كأسمك ..

وروحك ..

وذاتك ..

حتَّى نظراتك ..

يا لله منها لطِيفَة مثلك؟

أفلا تستحق منِّي لمسَة وفَاء؟

.