المُدَرِّس الخصُوصِي ..

[إنتــَــــــر]

في السنوات الأخيرة بشكل ٍعام ازدهر سوق ( المدرس الخصوصي )

كما ازدهر سوق العقار والأسهم أيام الطفرات المشهودة ..

( المدرس الخصوصي )

لا يعني أنه خريج تربية ومؤهل ..

بل يكفي أن يكون ممن يلم بالمنهج .. مجرد إلمام سريع ..

يعني أمامه أسبوع ليتصفح المنهج ..

ثم يقوم بالتدريس ولو أنه خريج صيدلة أو تربية رياضية أو تربية فنية

أو محاسب أو ادارة أعمال أوتسويق ..

أو حتى دبلوم صناعي أو مندوب مبيعات في أسواق البياجر والجوالات

هاجسه الوحيد..هو الترحال من بيت لآخر وفق جدول مضغوط جداً..

يبدأ من بعد وقت القيلولة ..

وينتهي الساعة الواحدة بعد منتصف الليل ..

وهولايتوقف لحظة واحدة سوى لأداء الصلاة إن كان محافظاً عليها

أما الأكل فهو ( سندويتشة فول ) على الطاير ..

نعم جعل الله رزق هؤلاء المدرسين على أيدي آباء هؤلاء الطلبة

ومن حق هذا ( المدرس الخصوصي ) أن يضع الرقم الذي يعجبه ..

فالوالد المسكين ملتاع على ( فلذة كبده ) ..

ويخشى أن تصله الثانوية العامة ..

وإبنه دون النسبة المطلوبة .. وعندها سيكون عاطلاً ..

فهو مضطر لإعطاء هذا المدرس كل ما يريد .. بشرط أن ينجح الإبن

( المدرس الخصوصي )

ممنوع نظاماً ولكنه موجود واقعاً والجهات المعنية تقول انه ممنوع

وتلاحق المتلاعبين ولكن .. ما العوض عنه؟

الراسبون أمامهم امتحان دور ثان وأمامهم تحدٍ كبير فماذا يعملون

يبدو أن الحل ..

هو السماح رسمياً بـ ( المدرس الخصوصي ) ..

ومنح مجموعة من المدرسين تصريحاً خاصاً لإعطاء درس خصوصي

وفق لوائح وضوابط محددة ..

على الأقل نضمن أن هذا ( مدرس ) حقيقي ..

وليس صيدلياً أو حتى سباكاً أو كهربائياً أو موزع بياجر وجوالات

فالعوائل الخليجية ..

وبالذات السعودية منها..تصدق كل دجال..وتتفق مع من هب ودب

وربما مع متخلـّـف .. ولا تـُمحّص ولا تدقق ..

وكان من المفترض تنظيم هذه العملية التي أصبحت واقعاً لامفرّ منه

مع وجود هؤلاء الراسبين ..

فهل آجـّـلنا بعضاً من قضايانا ودَرَسنا قضية ( المدرس الخصوصي )

الذي بدأ في إستنزاف الجيوب في هذهِ الآونة بالذات ؟

/

/

إنتـَــر