" لكل داء دواء يستطب به *** إلا الحماقة قد أعيت من يداويها"
اصبحت الكويت شماعة يعلق عليها العرب تخاذلهم واحباطهم وعقدهم النفسيه من الاستعمار الغربي فيما مضى ومن استعمار حكامهم لهم في وقت الحاضر وجدوا سببا للنواح ولطم الخدود وهي عادة لطالما اتقنوا ممارستها لانهم اعتادوا على التعامل مع النتائج لا التعامل مع الاسباب وليتهم يتعاملون كما يجب لكانت المصيبه اخف وطأهً.
الكويت اللتي تكيلون لها الاتهام تل و الاتهام وكأنها من أتى بهذه الجيوش لغزو العراق وانه لولاها لما قامت هذه الحرب . غافلين او ربما متناسين انه لولا هذا العراق ومغامراته لما وجدت امريكا لها مكانا في المنطقه.
هذه الكويت ياسادة التي تشككون اليوم في عروبتها وقوميتها هي البلد الصغير الذي املت عليه عروبته في يوم من الايام ان يرفض في الثمانينات براندن كروف كسفير للولايات المتحده الامريكيه بسبب انه كان قنصلا للولايات المتحده في اسرائيل , في حين كان الكثير من الدول العربيه تطبع العلاقات علنا وسرا مع الكيان الاسرائيلي ولا تجد في ذلك نقصانا في العروبه.
هذه الكويت التي تحملت تهديد العراق لسبعين سنه عبر حكامه الطامعين ولم تستغل فرصه حربه مع ايران لكي تقف مع ايران وتتخلص من اطماعه بل دفعها حسها العروبي للوقوف مع العراق في حربه في حين وقفت سوريا وليبيا العربيتان مع ايران ضده!
تَدَعون اننا نتعامل كتجار وليس كساسه مع القنوات الاعلاميه متناسين ان هذه القنوات التي تدعي انها اعلاميه لم تتحلى بالموضوعيه والمصداقيه في طرحها ليس لانها لاتمتدحنا كما تقولون! ولكن لانها ارتضت انه تنقل الاجزاء التي تعجبها وتعجب ممووليها من الحقيقه وتتغاضى عن الاجزاء الاخرى تلصقون بنا تهمه تاييد الحرب ولم تقتنعوا الى الان انها كانت امرا واقعا لا دخل لنا فيه , ولا تعاتبون حكام العراق على ما أوصلوا الامور اليه من تدهور وما أوصلوا الامه اليه من هوان.
نحن في الكويت أعلم الناس بما تعنيه الحرب ونحن أعلم بما يعنيه دخول المحتل الى بلد من البلدان . تجربتنا عام 1990 ورؤيتنا لجيوش العراق الجراره وهي تسرح في شوارعنا وتقتل ابناءنا وتهدم كل مظاهر الحضاره في بلدنا يجعلنا لا نتمنى أن نرى هذا المنظر في بلد كان في العالم ويجعلنا أكثر الناس وأصدقهم تمسكا بالسلام وأكثر الناس بغضا للحرب.
أيها العرب لم نتعود الانصاف منكم في عام 90 – بأستثناء دول الخليج – ولا ننتظر الانصاف منكم في وقتنا الحالي فقط كفوا السنتكم عنا ودعونا وشأننا ... وستثبت لكم الأيام اننا الضحيه التي عالجت قاتلها من مرض خبيث أسمه " صدام حسين ".