الأستاذه القديرة (ام فَارِس)عمتِ مَسَاءً وأهلاً وسهلاً بكِ صَدِيقَة جديدة للمُنتَدَى
وإذا كان الكثير منا ينتظر الإجازَة الصيفية الكبيرة بفارغ الصبر ..
ويعول عليها الكثير
الاّ انهم في الجانب الآخر سوف لن يترحَّموا على ايامها حينَ تنتهي ..
والسبب في ذلك انها تكلفهم الكثير والكثير جداً..ليس من جانب المال فحسب
وإن كان هذا مهماً .. بل جوانب اخرى لا تقل اهمية ..
اولها الضغط النفسي الذي تشعري به حينما تكتشفِ ان ايام العطلة تمضي يومًا
بعد يوم وانتِ لم تستمتعي بها كما تتمني .. رغم قُدرتكِ المالية احياناً!!
والسبب يكمن في اولئك النَّفر .. الذين يفترض ان يكونوا اولياء امركِ ..
ممن يتجاهلون حقكِ في رحلة استجمامية ولو داخلية .. تغسل همومكِ ..
وتشعركِ انكِ لستِ اقل قدراً من غيركِ؟!
فأنتِ والحالُ كذلك تتضايقي جداً..وتُصابِ بالنرفزة رغم انه مشهُود لكِ بالحُلم
وهدُوء الأعصَاب .. لأن من يفترض ان يدخل السعادة لقلبكِ هو من يحرمكِ منها
هو من يتجاهل حقكِ فيها .. هو من يمتِّع نفسه بالطول والعرض ..
ويتجاهل ان هناك من لهم حق عليه في أن يشاركهم تلك المتعة ..
التي تحسسهم انهم بشر؟!
أنا لاأقول ذلك من فراغ لكن من واقع فالإنسان يتضايق حينما لايستطيع السفر
لأن حالته المادية لا تسمح بذلك .. او ان ليس لديه من يأخذه للسفر ..
ولكن ما بالكِ اذا كنتِ تملكِ المال .. وتشقي من اجل الحصول عليه شهرياً ..
بحكم كونكِ موظفة ومع ذلك لا تستطيعي ان تستمتعي به؟!
كيف يكون رد فعلك حينئذٍ؟!
هناك كثير من الأخوات ( الموظفات ) القادرات على السفر داخلياً او خارجياً
ممن أعرفهن شخصياً .. ولديهن أولياء امور قادرون على السفر معهن ..
ولكن المشكلة تكمن في اولياء الامور هؤلاء .. ممن يرفضون ان يرافقوهن ..
ويتحايلوا عليهن سنة بعد اخرى لالشيء .. سوى انها أنانية وألا ماذا يعني ..
ان تسافر انت السنة تلو الاخرى وتمتع نفسك .. بينما اخوتك واخوانك وأبناءُك
في حاجة لمثل تلك الرحلة .. في حاجة لأن يشعروا بأنهم ليسوا اقل مقدرة ..
ولا شأناً من غيرهم ممن يسافرون سنوياً ..
بينما هم قابعون في المنزل واذا ما تكلمت الواحدة من هؤلاء الاخوات وتوسَّلت
نالها ما نالها من شَتم وسبَاب؟!
ما يؤلمكِ فعلاً..انه حتى في زمن المال لا ينفع المال تتمني لو لم يكن لديكِ مال
لأنكِ لا تشعري بقيمته في وقته .. تفضلي لو لم يكن لديكِ ..
على الاقل لتعرفِ قدراتك المالية المتواضعة وظروفك الصعبة تلتمس لنفسك العذر
لكن ان يكون لديكِ المال ولا تستفيدي منه ولاتمتعي نفسكِ به ولايعطيك ماتتمنيه
رغم انه بين يديكِ .. فهذا كثير وكثير جدا!!
تشعري بالذُّل فعلاً..وان تترجي من هو مسؤول عنكِ .. لكي يأخذكِ في رحلة ..
وعلى حسابكِ الخاص كي لا يكون له عذر .. تشعري بالذّل فعلاً ..
لانه حتى لو اخذكِ معه فذلك بعد ان يسمعكِ كلاماً جارحاً او يضع عليك قيوداً
تُقيِّد من حريتكِ وتشلّ من تحركاتكِ .. وتحدُّ من متعتكِ في تلك الإجازة ..
ولكنك مع ذلك توافقي رغم كل شيء ..
على الأقل لتقنعي نفسكِ بأنكِ سافرت في العطلة..ولترفعي رأسكِ امام زميلائكِ
بأنكِ لستِ اقل شأناً منهن؟!
وهكذا تتكرر المأساة كل عام مع بداية الإجازة الرسمية مع العلم ان الكثير ..
يتمنى ان يكون في نفس الظروف المالية الجيدة التي انتِ فيها ولكن من يسمع؟
بعض اولياء الامور هداهم الله ..
القادرون منهم .. يريدون من اسرهم وبالذات الزوجة والبنات ..
ان يقمن بعمل كل شيء على امتداد السنة .. ويحاسبوهن على كل شيء ..
بل انهم لا يسمحون لهن .. حتى بمجرد الشَّكوى والتَّذمُّر أو إبداء الرأي ..
والاكثر من ذلك انهم مستفيدون منهن بإستمرار في كل شيء ..
ومع ذلك لا يردون جزءاً بسيطاً من جهدهن وصبرهن وكبتهن في المنازل ..
خاصة ممن ظروفهن صعبة وقاهرة .. وأتمنَّى الاّ تكوني احدهم؟!
هذا طبعاً من جانب .. امَّا الجانب الآخر ..
فهناك ضغوط نفسية اخرى تقع عليكِ كَـ ( أم ) او ولية امر بشكل عام ..
خاصة اذاكنتِ متواضعة الإمكانيات تحديداً وتتمثل تلك الضَّغوط في الإزعاج ..
والقلق الذي تشعري به داخل المنزل من ابنائكِ حفظهم الله لكِ ..
سواء الاطفال او المراهقين ..
اسئلة كثيرة تراودكِ بسببهم .. لا تعرفي لها سبباً مقنعاً ..
ولا تعرفي كيف تتعاملي معها .. وهذا ما يحدث فعلاً .. فهناك آباء وأمَّهات
لا يعرفون كيف يتصرفون مع ابنائهم في العطلة الصَّيفية بالذات؟!
فالفراغ كبير ..
والأنشطة المجتمعية المتوفرة والفعالة قليلة جداً بإستثناء ماذكرتيها بعاليه
ولا تلبِّي إحتياجات الابناء وبالذات الفتيات اللاتي يجدِن انفسهن امام فراغ قاتل
ونمط حياتي ممل ومتكرر .. فكم أشفَقُ عليهُن؟!
فيا الله تُرى كيف يعبِّر الشاب والفتاة عن رفضهما عن الفراغ الذي يعيشانه؟!
أمور كثيرة .. لعل اهمها إنعزال الشاب والفتاة في غرفته وإغلاق بابه عليه ..
وعدم التحدث مع احد من اهله او اخوته .. وعدم الخروج من غرفته للأكل
إحتجاجاً لعدم سفره او تقضيته العطلة خارج المدينة او البلد ..
وهناك من يختلق المشاكل .. فقط لِيُلفِت الأنظارُ إليه؟!
مثال آخر .. ولازِلتُ حتى اللحظة أرمِي إليكِ أختنا ( ام فَارِس ) ..
أنظري إن شِئتِ لذلك الطفل المتسلّط على اخوته بـ ( الضَّرب ) في كل وقت
في دخوله وخروجه للمنزِل .. بسبب ومن دون سبب .. وتلفظه بألفاظ نابية
تنم عن عدم الرضا عن الحال الذي هو فيه؟!
وهناك التَّخريب المتعمَّد من قبل الإبناء .. وتمزيق بعض الأوراق والجرائد ..
والمجلات والعصيان المدني طبعاً الرافض لكل اوامر مهما كان مصدرها ..