هل تخيّلت يومًا أنك تزور بلادًا في أميركا الوسطى لا جيش لها، بل اكتفت بفيالق جمال الطبيعة المحتشدة فيها برًا وبحرًا وجوًّا! إنها
كوستا ريكا التي يطلق عليها «سويسرا أميركا الوسطى»، تفور سحرًا وروعة وسط البحر الكاريبي الذي يحدها شرقًا والمحيط الهادئ غربًا، وتتعلق بها بنما جنوبًا ونيكاراغوا شمالاً، علّهما تنالان من جارتهما المشتركة بعضًا من السلام الذي تتنعّم فيه.
كوستا ريكا، ويعني اسمها الساحل الثري، بلاد تعرف كيف تخدر حواس من يزورها فتمنحه متعة التكاسل والاستلقاء على شواطئ لؤلؤية تتراقص على امتدادها أشجار جوز الهند، أو السباحة في مياه بلورية دافئة، فتكسر صمت الطبيعة نسمات الصبا الصيفية وهي تداعب أجنحة طيور محلّقة في الفضاء الأزرق بحريّة، تدعوك لزيارة مدن
كوستا ريكا وشطآنها بكل فخر. سان خوسيه العاصمة
تثير سان خوسيه عاصمة
كوستا ريكا دهشة زائرها بكوزموبوليتانيتها الفريدة، فهي تقع على مفترق طرق المواصلات إلى جميع مدن البلاد، مما يجعل غالبية السياح يبيتون فيها أيامًا عدة قبل الانتقال إلى المدن الأخرى.
تتميز سان خوسيه بالطابع الأميركي الغالب على أسلوب العيش فيها، فهي تضم المتاجر والمراكز التجارية الكبرى ومطاعم الوجبات السريعة تقابلها مطاعم فاخرة، ومتاحف رائعة، فضلاً عن أسواق شعبية لا تكل الحركة فيها ولا تمل وسط مناخ جميل. يعتبر المتحف الوطني Museo nacional أولى محطات التعرّف إلى حضارة
كوستا ريكا، ففيه تُعرض الاكتشافات الأركيولوجية للبلاد، وأثاث يعود إلى الحقبة الاستعمارية الأسبانية، ومجموعة أعمال فنية. أما متحف ديل أورو بريكولومبينو Del Oro Precolombino فيضم مجموعة فريدة تعود إلى الحقبة ما قبل الكولومبية، ويؤوي متحف جاد Jad أروع منحوتات حجر الجاد ( اليشب) الأميركي. ويأخذك المسرح الوطني Teatro Nacional الذي يعود إلى عام 1890 إلى عالم
كوستا ريكا القديم بكل حنينه وجمالية الهندسة المعمارية. وفي سنترال ميركادو Central Mercado تعيش أجواء سان خوسيه بكل أبعادها حيث الحركة تنداح كما أمواج المحيط، فهنا تعرض الأعمال اليدوية التقليدية ويتنافس النقاشون على إدهاش المارة بما تخرجه أيديهم من منحوتات، فيما تتسرّب من مقاهي الرصيف روائح ما لذّ وطاب من الأطباق الشهية.