عذاريب
ضجيج لا يليق بالوطن
عبد الله العجلان
تميزت المملكة العربية السعودية منذ عقود وفي أحلك وأصعب الظروف وأشد الأزمات باتباعها سياسة الصمت والهدوء والحكمة والعقلانية في قراراتها وردود أفعالها تجاه ما يحاك ضدها, وهي السياسة التي أثمرت خيراً وعطاء وتفوقاً ونجاحاً وأضافت لمكانتها ومكتسباتها قوة في مواقفها..
يحدث هذا في هموم وقضايا الوطن المختلفة باستثناء الرياضة, فهذه الأخيرة باتت بمفردها صخبا لا يتوقف وضجيجا لا ينتهي وإزعاج قلب مفهوم، ومعنى الرياضة إلى هم وغم وغلدمة, تحولت ميادينها الرحبة ومنافساتها المثيرة إلى ساحة صراعات لا طائل منها سوى المزيد من الإيذاء والتعصب والكراهية, حتى على صعيد المسئولين في الاتحاد والأندية أصبح الاختلاف خلافا والتحاور على طريقة إن لم تكن معي فأنت ضدي, والتفاهم يبدأ ويكبر ويتأزم عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي, الكلام سيد الوقف والأقوال تسبق وأحيانا تلغي الأفعال, والدليل ما نحن عليه اليوم.
اسأل مجربا
في كل مشكلة أو بعد أية أزمة تحل بالكرة السعودية سواء في المسابقات المحلية أو الاستحقاقات الخارجية للأندية والمنتخبات يتركز الحديث وتوجه التهم صوب هذه اللجنة أو تلك, وكأنه لا يوجد مجلس اتحاد كرة مكون من رئيس وأعضاء نصفهم معين والنصف الآخر منتخب, لا ادري لماذا ننسى أو نتجاهل الأصل والكل في الكل لنضع اللوم والحل والربط ونختزل النقد ونصب جام الغضب على مجرد لجنة لا أقل ولا أكثر..
قد يبدو الأمر مقبولا لو يتوفر لهذه اللجان الإمكانات المادية والكوادر البشرية المتخصصة والمتفرغة, أو على الأقل لديها مكاتب معروفة خاصة بها تساعدها على العمل وسط أجواء صحية مريحة ومحفزة, فمن غير المعقول بل من المستحيل أن تأتي مخرجات اللجان بالمستوى الذي نطمح إليه, أو بالقدر الذي يسمح لها بالعمل وفق المعايير والمواصفات التي تحقق الأهداف المرجوة منها, كيف نتوقع أن تقدم لنا لوائح سليمة خالية من العيوب وقرارات صائبة وهي نفسها تعمل بلا لوائح تنظيمية ولا هيكلة إدارية ولا ميزانية مالية؟
أنا هنا ومن واقع تجربتي وتشرفي بعضوية لجنة الإعلام والإحصاء في التشكيل السابق أتوجه لسمو الأمير نواف بن فيصل برجاء تفعيل دور أعضاء اتحاد الكرة, وتوفير الظروف الإدارية والمالية والمعنوية التي تجعل لجان الاتحاد ذات معنى وقيمة وكفاءة في إدارة نفسها والارتقاء بنوعية قراراتها.
كشفت المستور
صحيح أن تأجيل العمل بلائحة الانضباط الجديدة يعد قرارا حكيما من الأمير نواف بن فيصل, لكن الأصح والأهم والمفترض هو أن يتعامل اتحاد الكرة مع ما حدث بطريقة موضوعية وعملية تخدم حاضر ومستقبل الكرة السعودية وتضبط ممارساتها وسلوكيات المنتسبين إليها بدلا من أن تتحول (أي اللائحة) إلى سجال إعلامي لتسجيل مواقف لاغير.
من المؤكد أن هنالك شبه إجماع على أن هذه اللائحة مليئة بالأخطاء والثغرات والتناقضات في صياغتها ومضمونها, ومن الطبيعي أن يتم تداولها والحديث عنها من الوسط الرياضي عموما بردة الفعل اللائقة بها وبالأسلوب الذي يتناغم مع كونها فضيحة مخجلة ومهينة لتاريخ وسمعة ومكانة الكرة السعودية, وبالتالي لا يجوز تبسيطها والتقليل من تأثيرها بقدر ما تتطلب الاستفادة منها والاهتمام بكامل تفاصيلها, لماذا جاءت صياغتها بهذا الشكل؟ من يتحمل مسئوليتها؟ كيف تمت الموافقة عليها دون التدقيق في بنودها والتأكد من سلامة وقانونية محتواها؟ لماذا لم يؤخذ بملاحظات الأندية؟..
الأخطر والأسوأ في الموضوع أن تصدر هذه اللائحة الغريبة في هذا الوقت الذي نتطلع فيه إلى تغيير وتطوير الكرة السعودية, وانتشالها من سقوطها المتسارع, كنا نريد منها أن تعالج الأمراض وتصحح الأخطاء وإذا بها تزيد أمورنا سوءاً وتعقيداً, لقد كشفت لنا بوضوح حقيقة ما تعانيه الكرة السعودية وتحديدا في مجال إدارة شئونها, وأنا هنا أكرر ما ذكرته عن اللجان وعن أهمية إعادة ترتيبها بحيث تتجه للعمل الاحترافي المؤسسي, لا أن تكون أسيرة الاجتهادات والإدارة بالعشوائية تارة والفزعة تارة أخرى.
فواصل
- ما حدث لمنتخب السلة في دورة الألعاب الخليجية بالبحرين فضيحة بكل ما في هذه الكلمة من معنى..!! فهي تكشف مدى تردي العمل الإداري داخل الاتحاد وقد أعادت هذه الفضيحة ما حدث قبل سنوات عندما خسر منتخب السلة من الصين بأكثر من مائة نقطة مقابل نقطتين..!! اتحاد السلة بتكوينه الحالي دهور اللعبة كثيرا وقضى على منابع اللعبة في المدينة المنورة وغيّر مؤشر بوصلتها إلى اتجاه آخر. فكان من الطبيعي أن يكون الحصاد بمثل الزرع.
- ليس من عدالة المنافسة أن يخوض فريق التعاون مبارياته في دوري زين بدون حارس مرماه المتألق الثنيان ومهاجمه الهداف الخميس..!! هل هذه ضريبة دعم المنتخب بالعناصر؟!
- عودة النصر للانتصارات بعد الكبوات السابقة وفوزه الأخير على هجر سوف يدفع بالفريق كثيراً إلى الأمام فهو جيد فنيا وكل ما يحتاجه قليل من التوفيق مع الارتياح من الضغوط التي تمارس عليه جماهيريا وشرفيا.
- مثلما كان متوقعا فقد كان النصر والأهلي أكثر المستفيدين من فترة التوقف الماضية حيث عالجا أوضاعهما بعد خسائر الجولة الرابعة وعاد في الجولة الخامسة بانتصارات كبيرة فيما كان الشباب والفتح أكبر المتضررين من فترة التوقف حيث كان مؤشر الفريقين صاعداً بشكل كبير فجاءت فترة التوقف لتضع حداً لذلك الصعود وتطفئ جذوة الحماس المتقدة ويتعثر الفريقان بعد الاستئناف مباشرة.
- سحابة كئيبة ظللت واحة الأحساء بعد الجولة الخامسة من دوري زين للمحترفين على أثر الخسارة المؤلمة لفريق هجر من النصر والهزيمة الموجعة للفتح من القادسية حيث ألقت هذه الإخفاقات بظلالها الحزين على الجماهير الكروية في المنطقة التي تأمل أن تسارع أنديتها بالخروج من هذا النفق وإعادة البهجة والبسمة لها خصوصا وأن فرقها الكروية لديها الإمكانات التي تحقق لها ذلك.
- بات الاتحاد بعد مواجهة الشباب في دوري زين جاهز للمواجهة الآسيوية الكبرى أمام شنبوك الكوري في جدة الأربعاء المقبل. ورغم صعوبة المباراة وحساسيتها إلا أن العميد قادر بتوفيق الله ثم بجهود أبنائه على تجاوز العقبة الكورية وبلوغ النهائي الآسيوي.
صح لسانك
- هيئة المحترفين تطور نفسها بعقودنا
عدنان المعيبد
- وضعت يدك على الجرح
* * *
- منتخب السلة يحاول الترقيع في البحرين
عنوان صحفي
- متعودين على الترقيع
* * *
- إدارة النصر انتشلتني
مالك معاذ
- وضيعت سعد
الكاريكاتير