استكمالا لمتابعتنا اللصيقة لمسار الكتل الرطبة المتجهة نحو الجزيرة العربية، نود أن نتوسع قليلا في نقطة سبق ذكرها في مشاركة سابقة، وهي أن تموضع الكتل في بحر العرب لا يخدم جنوب الجزيرة العربية (لكن من يقرأ ؟):
ولإعطاء كل ذي حق حقه، فإن أول من قرأت له عن تأثير الكتل الهوائية في بحرب العرب على أجواء الجزيرة كان خبيرنا .. جزاه الله خيرا..
الخريطة المتحركة تتحدث عن مسار التيارات في الطبقة 500 هكتوباسكال ليوم 13 أبريل القادم بإذن الله. (وصدقوني إن قلت لكم بأنها تشابه مثيلتها في طبقة 300 هكتوباسكال).
لنركز على نقطتين فقط:
المرتفع الجاثم على غرب بحر العرب (نسميه مؤقتا بالمرتفع الضال ... وما هو بضال .. فكل شيء في كون القدير بمقدار) يقوم بخنق الرطوبة ويمنعها من الدخول عن طريق جنوب الجزيرة، ولكنه وبسبب دورانه في اتجاه عقارب الساعة يقوم بحمل بعض الرطوبة وتهريبها إلى الجزيرة العربية عن طريق القرن الأفريقي.. وهنا يأتي دور النقطة الثانية.
التواجد القوي لمرتفع شمال أفريقيا (وإن شئتم أسميتوه مرتفع الجمل) يقوم بدفع التيارات الهوائية جنوبا والتي تصطدم بالمرتفع "الضال" مما يتسبب في إنكسار شديد للرياح وتزداد سرعتها متجهة إلى الشرق.. مما يبقي الرطوبة القادمة من القرن الافريقي جنوبا .. ولا يستفيد منها سوى بعض مناطق في اليمن والمرتفعات الجنوبية الغربية.
والآن .. هل فهمنا لماذا لا تتواجد الرطوبة في مثل هذه الأيام على معظم مناطق الجزيرة العربية.. وأن غالبيتها تأتي مع الممنخفضات والأخاديد القادمة ؟
وهل اقتنعنا بأن تذبذب مادن وجوليان يسهل علينا كثيرا من التحاليل والحسابات ووجع الدماغ؟
الشمولية في النظرة هي ما تميز طالب العلم عن قارئ الخرائط