الجزء الأخير من مغامرات رجل المستحيل – عنوان هذه الحلقة ( من الذي لا يحب مناحي ) :
في الحلقة الماضية: ((((( تمكنت قوات الرومان بقيادة (العمدة الإجباري من الدخول إلى معسكر الهكسوس، وتخليص (انا مرزوقة) من قبضة (بدون زعل) وزمرتة بعد فشله في الحصول على الطاقة الشمسية لتحريك مركبته (مناحي).
وحاول (بدون زعل) و (فجل) الهروب بعد هروب (المشهور) و من معه،، إلا أن (بدون زعل) وجد نفسه - وجهاً لوجه – أمام شبح الموت،، الخطر الحقيقي،، الذي طالما تحاشى مواجهته. وجد نفسه،، أمام (العمدة الإجباري).)))))
"إلى أين أنت ذاهب ؟" ،، قال العمدة وهو يوجه سيفه إلى رقبة (بدون زعل)،،، ساد صمت رهيب المكان مع نظرات الرعب التي تطل من عيني (بدون زعل)،،
"حسناً"،، قال (بدون زعل) وهو يطلق تنهيدة مستسلمة ،، " لقد أوقعت بي،، فماذا أنت فاعل بي ؟"،،، " هه" ابتسم (العمدة الإجباري) وقال: " وماذا تعتقد أني فاعل بك ؟،،، هل سنلعب ( فتًّحي يا وردة غمضي يا وردة) سوياً؟؟،، أم أنك تود أن نلعب (عسكر وحرامي) ؟؟
نظر (بدون زعل) إلى (العمدة الإجباري) وعيناه تمتلئان بغضب الدنيا أجمعها،،، وصمت قليلاً ،،، ثم قال: " بل سنلعب عسكر وحرامي" ،،، ثم لاحت ابتسامة غادرة على شفتيه وقال " ولكن هذه المرة،، سألعب دور العسكري"،، ونظر فجأة إلى شي خلف (العمدة)،، وألتفت (العمدة) سريعا،، ففوجئ ( بالمشهور) يعاجله بضربة سريعة على رأسه،، ودارت الأرض به،، وأظلمت تماما.
"عمدة،،،عمدة،،،إصحى يا مال البامية،،، وش طولك وش عرضك يغمى عليك؟ افا يا ذا العلم" ،،، فتح (العمدة الإجباري عينيه على هذه الجملة،،، فوجد (أنا مرزوقة) بجانبه،،، " آآآآآآآآه،،، ماذا جرى؟" قال (العمدة الإجباري) هذا وهو يتحسس مكان الألم على رأسه،،، " قم يا مال العافيه" قالت (انا مرزوقة) ،،، " مشهوروه ها التيس الأحمر عساه بالحصبة والإسهال ضربك وشرد معاهم عساهم بتريلا تفرمهم".
فز (العمدة الإجباري) سريعا وأخذت (أنا مرزوقة) بيده إلى سيارتها (الكورفيت) الحمراء،، وتولت القيادة وانطلقوا خلف (بدون زعل) و(المشهور) في سيارتهم (البورش911). ،،، " هل إبتعدوا كثيرا" قال (العمدة)،،، فردت (انا مرزوقة) وهي تسرع أكثر وأكثر " إزهلها وانا ام صالح،،، والله لأوريك فيهم خمسات وعشرات،،، أنا أعرف الطرق هنيا".
لاحت في الأفق سيارة الهاربين،،، حتى إقتربا منها،، وفجأة،، أخرج (بدون زعل) رأسه من نافذة السيارة،،، واخذ يمد لسانه على (العمدة)،،، ويعمل حركات إستفزازية بأنفه واذنيه،،، " وش فيه ذا الخبل" قالت (أنا مرزوقة) ،،، قال (العمدة الإجباري) ،، وهو يخرج جهاز إتصال " لا عليك،،، لا تجعليهم يغيبون عن ناظريك"،،، ثم أخذ يطلب رقما على جهازه " أين أنت يا (00966)"،،،،، حسناً،، إركب إحدى طائراتنا (الأباتشي) وأدركنا على طريق الطائف"،،، إلتفتت (أنا مرزوقة) إلى (العمدة) وقالت " وشوا ذا 00966 ؟ عميل خط الصداقة؟ ما يقرب للعميل (إنتر وود إتصل الآن)؟ ،،، الحمد لله والشكر.
إستمرت المطاردة بين السيارتين،،، وأخذ (بدون زعل) يقذف بعلب العصير والماء على مطارديه محاولا تعطيلهم،،، وأخرج (العمدة الإجباري) رمحه وصعد إلى فتحة سقف السيارة،،، وأخذ يحدد هدفه،،، ثم رمى رمحه بكل قوته في إتجاه سيارة الهاربين. إخترق الرمح زجاج مؤخرة السيارة ومر بين (بدون زعل) والمشهور كالرعد،،، واخترق مسجل السيارة إلى محركها،،، فإندلعت النيران في السيارة،،، وأخذ (المشهور) يصرخ " مش شايف حاجه يا سعادة البيه،،، العربيه مولعه" ،،، لم يكد ينتهي من جملته حتى إنفجر محرك السيارة،،، ومن قوة الأنفجار،،، إنقلبت السيارة عدة مرات،،، حتى إستقرت على جانب الطريق.
أوقفت (أنا مرزوقة) السيارة وهي تنظر بكل دهشة إلى ما حصل وقالت " إخص يا العمدة الأولمبي،،، أثرك منتب هين" ،،، نزل (العمدة الإجباري) من سقف السيارة،، وهو يقول " الفضل لله ثم لمعسكرات الكشافة،،،، هيا بنا.
خرجا من سيارتهما و(العمدة الإجباري) يستل سيفه،،، و(أنا مرزوقة) تحمل مسدس الليزر،،، وأخذا يقتربان من سيارة الهاربين،،، ووجدا (المشهور) ملقى على جانب الطريق في غيبوبة،،، و (بدون زعل) يقف مترنحاً من هول ما جرى.
إقترب (العمدة الإجباري) من (بدون زعل)،،، وهو يبتسم،،، وقال " هل نحن وجهاً لوجه مرة أخرى،،، ولكن هذه المرة لن أرحمك"،،، نظر (بدون زعل) إلى (العمدة الإجباري) بنظرات ملؤها الهزيمة والتعب،،، وسقط على ركبتيه،،، ورفع (العمدة) سيفه عاليا ليطير برأسه،،، وفجأه،،، رن جوال (بدون زعل)،،، وانطلقت منه نغمة أغنية ( أه وا ويلاه يوم هب الهوا ،،، طير الفستان والشلحة سوا )،،، فتجمدت يد العمدة عاليا،، وظهرت على وجهه علامات الدهشة والعجب.
قال (العمدة): " من أين لك هذه النغمة؟ هذه نغمة خاصة لا تعطى لأحد"،،، تنهد (بدون زعل) وقال " هذه من ذكريات الطفولة،، أيام شلة حارة الصمان.
إهتز العمدة لما سمع،،، وظهرت نبرات الأسى في صوته وهو يقول " هل أنت من حارة الصمان؟" ،، إذن،،، إذن أنت ،،، أنت ( بدون زعل ولد أم وديد القشرا ؟ ) ،،،ألا تذكرني؟ ألا تذكر (العمدة) رفيق الطفولة،، والمراهقة،، ومعاكسة الفتيات على أنغام هذه الأغنية؟.
رفع (بدون زعل) رأسه،،، وسعابيله تقطر من كل مكان،،، واخذ ينظر إلى العمدة الذي إغرورقت عيناه بالدموع،،، ثم وقف على قدميه،،، وإندفع يحضن العمدة وهما يبكيان،،، نظرت (انا مرزوقة) إليهما وقالت: " هاهابس عن الخرط الفاضي ،،، ترى ركبي وجعني،،، أشوفكم قلبتوها فيلم هندي،،، هيه رفيق إنت وياه،، إس فيه كلام،،، إخلصوا"
لاحت في الأفق طائرة هيلوكوبتر قادمة،،، وأقتربت حتى حطت بجانبهم،،، وخرج منها شخص مسلح وإقترب منهم حتى وقف أمام (العمدة الإجباري)،، وأدى التحية العسكرية،، وقال " في إنتظار أوامركم سيدي"،،، نظر (بدون زعل) بدهشة إلى القادم وقال " فجل ؟"،،، إلتفت العمدة إلى بدون وقال له " أقدم لك العميل 00966، من المخابرات العامة، هذا من كان يزودنا بتحركاتكم"،،، ضحكت (أنا مرزوقة) وقالت " كملت والله الشغلة بفجل بوند".
إلتفت (العمدة) إلى العميل (00966) وطلب منه الإتصال بأمن الطرق لحمل (المشهور). وطلب منه الإنصراف،،، ثم أخذ بيد (بدون زعل)،، وقال له على إنفراد: " إكراما للماضي الجميل،،، أرجو ان ترحل من هنا وتنسى فكرة توليد الطاقة الشمسية،،، إذهب إلى مدرسة ليلية وأحصل على شهادة الكفاءة،، فالعلم امان لك،،، وسأدعى أنك إحترقت في السيارة،،، هيا إذهب،،، إذهب"،،،نظر (بدون زعل) بعينين دامعتين إلى (العمدة الإجباري)،، ثم إنطلق هاربا،،،
قالت (أنا مرزوقة) " وش فيك خليته يطس؟ عاد مرة العاطفة مذبحة بعضها يا عبد الحليم يا مال السبانخ؟ ،،، إلا وشوا اللي كان بيدور عليه البدون،،، هاذا حق مولد الدريشة مدري الطاقة؟.
إلتفت (العمدة الإجباري) بنظرات حادة إليها،،، وأخذ يقترب منها رويدا رويدا،،ودب الخوف في أوصالها،،، وأخذت تشك في نواياه وقالت " وش فيك يا بعدي؟؟؟،،، ترى ،، ترى أمزح،،، با ،، با ،، بلاش السبانخ،،، يامال الجنة،، زين؟
مد (العمدة الإجباري) يده بسرعة وأختطف (التوكة) التي تربط (انا مرزوقة) شعرها بها،،، فشهقت وصرخت باكية " حقتي ،،، والله لأعلم أمي"،،، امسك (العمدة الإجباري) التوكة،،، وأخذ يديرها حتى إنفتحت وتبين داخلها تجويفا يحوي جهازا إليكترونيا صغيرا،،،
امسك العمدة بالجهاز ورفعه بإصبعيه،،، أمام (انا مرزوقة) وقال: " هذا ما كانوا يبحثون عنه،،، هذا الجهاز الذي سيساعد على توليد الطاقة الشمسية".
إنفجرت (أنا مرزوقة) صارخة في وجه (العمدة الإجباري) قائلة: " نعن أبو بليسك،، لا أبوكم لا ابو مخابراتكم،، يا مال تعيد الثانوية،،، مهجولني معاكم وحرمتني من أفلام الكرتون،، ومعرض حياتي للخطر وخربت كفرات سيارتي (الكورفيت)،،، وأثر البلى فيني وأنا مدري؟ والله لأوريك.
وهرب (العمدة الإجباري) من امام (أنا مرزوقة) وأخذت تجري خلفه وتحذفه بالحجارة حتى إختفيا في الأفق.
وتوته توته ،،،، خلصت الحدوته. وإلى اللقاء في الفيلم الجديد:
"I STILL KNOW WHAT YOU DID LAST SUMMER YA OMMDAH"