تسيد التعادل الإيجابي الموقف في المرحلة الثانية من منافسات المجموعة الثانية لدورة كأس الخليج الثامنة عشرة, إذ أهدر المنتخب القطري فوزا, بعدما كان متقدما, وسقط في فخ التعادل 1-1 مع المنتخب السعودي الذي بات يكفيه التعادل في مباراته الأخيرة مع العراق ليصعد مع الأخير الذي تعادل أيضا بنفس النتيجة مع نظيره البحريني الذي أصبح موقفه صعبا شأنه شأن العنابي.
حامل اللقب في موقف صعب
تعادل منتخبا السعودية وقطر حاملة اللقب 1-1 الأحد في أبو ظبي على إستاد آل نهيان في نادي الوحدة في الجولة الثانية من منافسات المجموعة الثانية ضمن بطولة الخليج الثامنة عشرة في كرة القدم.
تقدم المنتخب القطري في الدقيقة العاشرة عن طريق علي ناصر, وعادل مالك معاذ في الدقيقة 72 للسعودية بعد سلسلة فرص أهدرها لاعبو المنتخب الأخضر.
وبهذه النتيجة تعقد موقف حامل اللقب وأصبح صعبًا, ومتعلقاً بنتيجة مباراة الجولة الثالثة بين العراق والسعودية اللذين يكفيهما التعادل ليصعدا سوياً إلى الدور نصف النهائي بصرف النظر عن نتيجة المباراة الأخرى التي ستجمع ما بين قطر والبحرين, اللذين يملكان بعد نهاية الجولة الثانية نقطة واحدة في رصيد كل منهما مقابل أربع نقاط في رصيد كل من المنتخبين العراقي والسعودي.
غاب عن المنتخب السعودي قائده حسين عبد الغني الذي سيستمر غيابه حتى نهاية الدورة فاشترك مكانه صالح الصقري، وانتقلت شارة القائد إلى عمر الغامدي.
وأجرى مدرب قطر البوسني جمال الدين موسوفيتش عدة تعديلات على التشكيلة التي خسرت أمام العراق صفر-1 وكان أبرزها استبعاد خلفان ابراهيم أفضل لاعب في آسيا وإشراك مكانه ماجد محمد.
نجح المنتخب القطري في التسجيل مبكرا، مما أربك أفراد المنتخب السعودي الذين حاولوا تدارك الأمور لكنهم لم ينجحوا في تشكيل أي خطورة حقيقية على مرمى الحارس محمد صقر.
وكانت السيطرة الميدانية سعودية معظم فترات المباراة كما كانت الحال في المباراة الأولى ضد البحرين لكن "الأخضر" لم يجد صانع ألعاب يجيد تهدئة اللعب في وسط الملعب وتزويد زملائه في خط الهجوم بكرات متقنة فجاءت معظم الهجمات السعودية عشوائية وغير مدروسة وغلب عليها التسرع، علما بأن "العنابي" تراجع من دون سبب إلى خطوطه الخلفية وأفسح في المجال أمام منافسه ليضغط على مرماه، واعتمد على الهجمات المرتدة السريعة التي يجيدها جناحه السريع حسين ياسر الذي تحرك في كل مكان.
الشوط الأول
سنحت أول فرصة خطرة في الشوط الأول أمام ياسر القحطاني أغلى لاعب خليجي عندما سدد كرة طائرة من داخل المنطقة تعملق الحارس القطري في التصدي لها وأبعدها إلى ركنية في الدقيقة الثامنة.
وفي الهجمة التالية، افتتح المنتخب القطري التسجيل عندما احتسب له الحكم ركلة حرة مباشرة من الجهة اليمنى أطلقها علي ناصر بيسراه لتستقر في الزاوية اليمنى لمرمى الحارس السعودي محمد خوجة في الدقيقة 10.
وحاول المنتخب السعودي تعديل النتيجة لكن جميع محاولاته أحبطت قبل الوصول إلى المنطقة القطرية بفضل يقظة الدفاع، واحتسبت له ركلة حرة مباشرة على مشارف المنطقة انبرى لها محمد الشلهوب لكنها اصطدمت بالحائط البشري في الدقيقة 31، ثم أطلق بعد ذلك بدقيقتين سعود كريري كرة قوية علت العارضة بقليل.
الشوط الثاني
ودخل المنتخب السعودي الشوط الثاني بقوة محاولا تعديل النتيجة وضغط على مرمى منافسه وكاد أن ينجح في ذلك لكن محمد صقر تألق في الذود عن عرينه عندما أبعد في اللحظة الأخيرة كرة عرضية غمزها ياسر القحطاني من مسافة قريبة باتجاه المرمى وحولها إلى ركنية في الدقيقة 56.
وأهدر مالك معاذ في الدقيقة 61 فرصة لا تعوض عندما مرر له القحطاني كرة أمامية متقنة أخطأها أحد المدافعين القطريين فتهيأت أمام المهاجم السعودي الذي انفرد بالحارس لكنه سدد بجانب القائم الأيمن وسط دهشة الجميع.
ومن إحدى الهجمات النادرة للمنتخب القطري نجح سيباستيان سوريا بالانفراد بالحارس السعودي محمد خوجه الذي كان لمحاولته بالمرصاد في الدقيقة 69.
وعوض مالك معاذ خطأه السابق عندما انتزع الكرة من وسام رزق في منتصف الملعب وسار بها متجاوزا مدافعين قطريين اثنين بمجهود فردي رائع وسدد بيسراه داخل الشباك مدركا التعادل في الدقيقة 72.
وزادت الأمور سوءا بالنسبة للمنتخب القطري عندما ارتكب ابراهيم الغانم خطأ ضد القحطاني إثر تدخل عنيف فلم يتردد الحكم الماليزي محمد صبح الدين في رفع البطاقة الحمراء في وجهه ليجد منتخب بلاده نفسه في وضع لا يحسد عليه.
وكاد عبده عطيف أن ينهي المباراة لمصلحة السعودية عندما تهيأت أمامه الكرة والمرمى مشرع أمامه وبدل أن يسددها بقوة حاول إسقاطها من فوق الحارس فأضاع فرصة ذهبية في الدقيقة 78, لتنتهي المباراة بعد ذلك بنتيجة 1-1.
العراق على بعد خطوة
وضمن الجولة الثانية أيضا تعادل منتخبا العراق والبحرين 1-1 الأحد على إستاد آل نهيان في نادي الوحدة في أبو ظبي, أمام خمسة عشر ألف متفرج.
افتتح التسجيل عبدالله المرزوقي في الدقيقة 8 للبحرين، وعادل للعراق هوار ملا محمد في الدقيقة 11.
ولم يشارك في صفوف المنتخب البحريني الذي أشرف عليه مدرب المنتخب الأولمبي البوسني سيناد كريسو بعد إقالة الألماني هانز بيتر بريغل, لاعباه السيد محمد عدنان ومحمد حسين لطردهما في المباراة الأولى ضد السعودية.
وكان التعادل منطقياً لأن المنتخبين تقاسما السيطرة على مجريات اللعب وكانت الإثارة على الموعد في ربع الساعة الأول حيث بادر البحريني إلى التسجيل مبكراً ثم رد عليه العراقي مباشرة بعد ثلاث دقائق.
الشوط الأول
نجح المنتخب البحريني في افتتاح التسجيل سريعا في المباراة, السريعة الإيقاع في بدايتها, إثر ركلة ركنية نفذها طلال يوسف وطار لها العملاق عبدالله المرزوقي فوق الجميع وسددها برأسه قوية عانقت شباك الحارس العراقي نور صبري في الدقيقة 8.
لكن البحرينيون لم ينعموا طويلا بهدف السبق لأن هوار ملا محمد سجل هدفاً رائعا عندما تلقى كرة أمامية طويلة داخل المنطقة ثم مررها بحرفية من فوق أحد المدافعين البحرينيين ثم من فوق الحارس عبد الرحمن عبد الكريم لتتهادى داخل الشباك معلنة التعادل في الدقيقة 11.
وتساوى هوار ملا محمد مع السعودي ياسر القحطاني والعماني عماد الحوسني في صدارة ترتيب الهدافين.
واستمرت الوتيرة السريعة للمباراة وأفلتت كرة عرضية من الحارس البحريني فانتزعها هوار ومررها عرضية لتجد رأس يونس محمود سددها الأخير باتجاه المرمى الخالي لكن المدافع عبدالله المرزوقي أبعدها إلى الخارج منقذاً فريقه من هدف مؤكد في الدقيقة 22.
واستغل علاء حبيل خطأ داخل المنطقة فسدد كرة زاحفة لكن نور صبري أبعدها ببراعة إلى ركنية في الدقيقة 26، وتدخل المرزوقي مجدداً في اللحظة الأخيرة ليبعد الخطر عندما شتت كرة عرضية إلى ركلة ركنية في الدقيقة 40، وتلاعب طلال يوسف بالدفاع العراقي وأطلق كرة لولبية من مشارف المنطقة لامست القائم الأيسر لمرمى العراق في الدقيقة 44.
الشوط الثاني
وهبط إيقاع المباراة في الشوط الثاني، وكانت الهجمات خجولة من الطرفين، وكانت أخطر الفرص تسديدة قوية للمهاجم العراقي عماد محمد مرت إلى جانب القائم الأيمن في الدقيقة 80، ثم احتسبت ركلة حرة للعراق على مشارف المنطقة انبرى لها يونس محمود لكنه سددها عالية في الدقيقة 83.
وتدخل الحارس البحريني لينقذ مرماه من هدف ثان عندما أبعد كرة خطيرة قبل أن تصل إلى عماد محمد المتربص أمام المرمى في الدقيقة 86.
سلمان: "منتخبنا لم يظهر بمستواه"
اعتبر مدرب منتخب العراق لكرة القدم أكرم سلمان أن فريقه لم يقدم المستوى المطلوب في مباراته ضد نظيره البحريني، في حين أعرب مدرب الأخير عن ارتياحه لأداء لاعبيه.
وقال سلمان "لم يظهر منتخب العراق بمستواه المعهود في هذه المباراة لسببين، أولاً قلة الوقت لإعادته إلى مستواه حيث أنه خاض مباراة قوية مع قطر قبل يومين ولم تسنح لنا الفرصة الكافية للراحة، وثانياً لأن منتخب البحرين دخل المباراة بقوة ولعب بفرصة الفوز فهاجم منذ البداية بستة لاعبين وكان مسيطراً على خط الوسط وامتلك لاعبين سريعين فيما عانى لاعبو العراق كثيراً من هبوط لياقتهم البدنية".
واعتبر أنه لم تكن هناك مشكلة في خط الدفاع، بل أن عدم التنسيق بين الخطوط الثلاثة جعل الضغط على الدفاع فقط.
كريسو: "الفرصة ما تزال قائمة"
واعتبر البوسني سيناد كريسو الذي أوكل إليه الاتحاد البحريني مهمة تدريب المنتخب بدلاً من الألماني هانز بيتر بريغل المقال بعد أن كان أعلن إسناد المهمة إلى المحلي مرجان عيد، أن المباراة كانت جيدة المستوى من الطرفين.
وقال كريسو "أنا موجود في البحرين منذ خمس سنوات ودربت فريقين من أكبر الفرق فيها هما الأهلي والمحرق ولدي فكرة كافية عن جميع الأندية في البحرين وعن اللاعبين أيضاً".
وأضاف "أجريت بعض التغييرات في التشكيلة وأنا راض عن أداء اللاعبين، لكن النقطة التي حصلنا عليها في هذه المباراة لا تلبي طموحاتنا إنما الفرصة ما تزال قائمة في التأهل إلى نصف النهائي في انتظار الجولة الأخيرة".
وختم كريسو قائلا "المباراة كانت قوية والمنتخبان كانا متكافئين في السيطرة على مجرياتها وكل طرف كان قادرا على التسجيل في أي لحظة".
المصدر: وكالات