رواية ما رجيت من الفرح إلا رضاك وما بكيت إلا علشانك قهر
الجزء التاسع والأربعون
إذا تأخر العلاج إلى الغد , فلن يجدي في شفاء مرض اليوم
** أحبك تعني .. يحزني ما يحزنك... **
في مستشفى سعد الصانع التخصصي بالخبر
دخل وهو مستعجل بسرعة
شافها واقفة جنب غرفة الفحوص في الطوارئ منكمشه على نفسها تبكي بخوف
قرب منها وحضنها رنا حبيبتي حصل خير
رنا رفعت راسها ضمته وهي تشهق هشااااام فارس أنا خايفه عليه
هشام طالع بالدكتور اللي خرج وهو معصب
وهو ماسك يدها يطمنها راح للدكتور
الدكتور بعصبيه أنت قريب المريض فارس حسام
هشام ايواا
الدكتور بعصبيه كيف كذا تخلوه المرض منتشر بالحنجرة وحولها للحلق إهمال هذا قاعد ينتحر
هشام ما فهم دكتور لو سمحت فهمني مو فاهم عليك
طالع برنا اللي بتموت من البكا من أول حاسه بشي خطير
الدكتور طالع بعصبيه وبنفس الوقت كسرت خاطره رنا
طالع بهشام
هشام ناظر برنا
رنا برجا بليز هشام قولي اشفيه
هشام أشر للدكتور انه يتكلم
الدكتور قال بحزن وهو يكلم الممرضين يدخلوه العناية
المريض معاه.....
غطت راسها بحجابها الأبيض ودموعها تنزل بانهمار
محمد...
كان صفحه بيضه بحياتها
تلوثت بحب هشام
وصارت صفحه سوده حاولت ترجعها بيضه ما قدرت
محتها من حياتها لكن هشام أصر ببقاء التلوث فيها
وبموته انتهت.. انتهى بياضها وسوادها
رجعت رماد
شهقت بالبكى وهي تتذكر كلام رندا
رندا المهم كنت بقولك انه محمد يقولك اهتمي بزوجك اللي ربي أبدلك فيه زي ما ريحه هو بعد وانك... أخته الصغيرة
كان يتوهم ما ارتاح حب دانة اللين آخر حياته كان يجري بدمه
دفنت راسها بمخدتها وهي تبكي بحرقه لا محمد و لا هشام ولا أحد معها بهاللحظة
جفونها حرقتها وهي تبكي
دخلت أمها وهي تمسح دموعها دانة حبيبتي بس حرام اللي تسويه
دانة رفعت راسها وهي تضم أمها ماما هذا محمد ولد عمي
بكيت تعذب كثير أنا السبب
أم فارس استغربت كلام بنتها
دانة كملت وهي تبكي رندا كانت تقولي انه يحبني حتى لما راح أمريكا وبعد ما تزوج
ولده - بكت بقوة - سارا كانت تعرف وقايله إذا بنت يسموها دانة علي أنا لأنه زوجها كان يحبني اللين ما مات
أم فارس بضيق وهي تمسح دموعها دانة أنتي متزوجة.. والرجال بقبره
دانة بكيت وهي تقوم دخلت الحمام
تسندت ع الباب وهي تبكي بحرقه
مكالمة رندا قلبت مواجعها
رندا منهارة بعد الورقة اللي قرتها وصية أخوها
مسحت دموعها بألم يا رب ترحمني
وقف عند أخته وهو مو مستوعب اللي صار
ورم سرطان مره وحده
رنا ببراءة نايمه ع السرير راحت بغيبوبة من الخبر
وجهها شاحب
خالي من الحياة
مسك طرف السرير بألم فارس أخوه
طلع من الغرفة
وراح للدكتور
دق الباب ودخل
الدكتور رفع راسه بضيق عشان فارس تفضل أخوي
هشام تنهد وهو يجلس دكتور ما جيت أقولك شي بس عطيني أوراق تحاليل فارس برسلها لفرنسا
الدكتور عقد حواجبه يعني مو مصدق أوريك الأشعة إذا تبغا
هشام اعذرني دكتور للتأكد
الدكتور بس ما بتوصل إلا بعد أسبوع
هشام أخذها منه أنا أقدر أخليها توصل اليوم
الدكتور قال بأمل يا ليت بس ترا المريض حالته صعبة لازم نجري له عملية سريعة
هشام لف عليه قبل لا يطلع لا تسوي له عملية بسفره برا أنا
قال بعد صمت طيارته بتكون اليوم
الدكتور قال بتعجب بهالسرعة
هشام طالع فيه وطلع بطاقته ابتسم بألم وعطاه هي
الدكتور قال باستغراب كيف ما خطر بباله اووه السامي هلا فيك والله تفضل
هشام قال بابتسامة احتقار أخفاها الفلوس تلعب لو واحد ثاني كان ما عطوه سالفة اخخ يالدنيا حقيرة عشان فلوس بس مشكور لازم أخرج
طلع وخلاه
أم محمد ودموعها ما جفت تسلم ع المعزين
رندا بالغرفة دموعها تنزل بألم وهي تحضن ولد محمد لصدرها حمودي حبيبي يا ريحة أبوك أنت
دخل سلطان لف وجهه بحزن عنها
رندا رفعت عينها وشهقت بالبكى سلطان محمد نسخة أبوه
سلطان قال بضيق وحزن على حالها الله يحفظه
قرب منها وهي شايلته
طالعت فيه وهي تحضن الولد ودموعها تنزل سلطان
سلطان رفع عينه لها عيونه
رندا برجا ودموعها تنزل الله يخليك ابغاه
سلطان ؟؟؟!
رندا ضامته وتشم ريحته ابغاه ابغا أربيه أنا الله يخليك
سلطان فاهم صعوبة الموقف قال يخفف عنها ويسايرها اوكيه حبيبتي يصير خير
رندا طالعت بالورقة اللي جنبها
رفعت عيونها الرمادية المغرقة خذ اقرا وصيته
سلطان أخذ الورقة منها وفتحها
بسم الله الرحمن الرحيم
....... السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أول شي اللي بيقرا هالورقة
أمي أبوي رندا...
أبشركم أنا مرتاح لا حاد يبكي علي
تبكوني وأنا مرتاح...!!؟؟
إذا سارا عاشت فهي أمانة برقبتكم
وإذا هي ماتت فأسأل الله إنه يجمعني فيها
هالإنسانة البريئة الصافية
أعترف إني ما وفيتها حقها الكامل
قلبي بين يدين إنسانة وحده لكن مستحيل أعذب إنسانة عشانها
دانة هي اللي الله كتب لها تسكن القلب وحدها
تعذبت كثير ببعدها لكن أسأل الله يبدلني الأحسن في الآخرة
ولدي برقبة كل واحد يقرا هالورقة
ربوه على اللي رباه جده لأبوه
واحفظوا الأمانة
وإذا كانت بنت فهي أعظم وأعظم صونوها لأنها ضعيفة بدون أب
البنت بدون أبوها تايهه
تناقشت كثير مع سارا بموضوع اسمها إذا كانت بنت
أصرت تتسمى دانة حتى لو هي عاشت وأنا عشت
بس أنا كنت حاس إني ما بشوفها...... كانت تدري باللي بقلبي الله يكتب صبرها بميزان حسناتها
سارا إنسانة وفيه أسأل الله يتقبلك ويجمعني فيك
أخيرا سلامي للكل
وقبلة اطبعها يا بشار على جبين طفلي من أبوه
......
صفط الورقة وحطها بجيبه بيعطيها أبو محمد كل ما قرتها رندا بتنهار
لف عليها شافها نايمه ع السرير وجنبها الولد نايم ببراءة
باسها على جبينها ومسح على راس اليتيم وطلع