قبل أن أمسك بجمهور الضياء عند طرقات الأحلام ...
شككت لعينيكِ طوقاً من ورد الجريس ...
وعلقته على أبواب بابل تلك المدينة الجميلة في ملامحكْ ...
وبدأت أتحدث إلى جمهوري بلغة الشوق ...
أخبرتهم كم تشعرني نغمات ابتسامتكِ بعفوية الأطفال ...
تلك البراءة في هدير بوحك على جميلات السطور ...
وفي أنوثة النساء حينما يكتملن فيك ابتهال حنين ...
أخبرتهم أنك في دروس العشق تساوين آلاف الكلمات ...
وبأن أنفاسكِ يا سيدتي أعذب عطرٍ تتنهده الوردات
أنا متى أمسكتُ بيدي الفجر تبعثرت من بين أناملي بسمتكِ ...
ومتى شربتُ من ماء النجوم وغرقتُ في سطوع النهر ...
إنكشفتْ عن عرس العاشق قصص الشوق ...
أحبكِ لأني تعلمتُ من حب البدر للسماء أسطورةً تملكني ...
لأني أدركتُ أن السماء لا تختلق في حبها البدر ...
لأني يا أول النساء رأيتُ كيف يساق الليل ليمتطي الفجر ...
وكيف يرقد السمو في عينيكِ مغشياً يتنهد فيا الحلم ...
لأني حين أمسكُ فرشاتي أضيع مابين عينيكِ كيف أنقشها
أنـــــ ا في آخر كل يوم أسأل جميع الذين حولي عنكْ ...
أسأل المساء عن نجمه على عرشه تاج ...
وعن أميره تسكن حجرات السماء ومنازل الغيوم ...
عن الجمال في زمن شح الأقلام .. وركود الكلمات ...
وأعود إلى منضدتي لأقبل قلمي قبل السفر إليكْ ...
وأتكئ ككهلٍ بيديه قهوه الماضي فيرشفها ذكريات ...
وفي عينيه احتياج المستقبل فتمطره على الورق ...
وأنتظر ككل يوم أن تمرني سحابه من أناملكْ ...
تعيد في صياغة حلمي أناقة المعنى وزفة الشوق ...
وحين أمسك نبض قلمي أخط إليكِ بعض كلمات ...
تبدء بكِ من محراب حبكِ وترتسم على ملامحكِ لقاء ...
يا أعذب الكلمات أتعلمين أني أراكِ في أعينهم ...
وأسمع أنفاسك تحيك في جوفهم النقاء ...
أتعلمين على رغم نزف الأقلام للحب إلا أنكِ الأميره ...
في قصرٍ مليءٍ بأطفال الورد ...
أتعلمين أن الندى متى ارتسم على عينيكِ تشبع إهداء ...
ومن إهداء شاعرٍ إلى بدر سيبقى نزف قطره ...
إلى روح تعلقت بها ...
وأنتى يا نبض القلم ويا وسام يتدثرنى
بجمال وعذوبة القلم من تكونين !!!
أنا كتبت لكِ من أيام يشفع لها قربك ِمن نفسي ...
فلا أقول إنها بعيده وتمر قديمة...
ولكن ما في هذه النفس منها ومن آلامها يجعلها دائماً جديدة ...
وكأنها تجري بي إلى الفناء فهي تطول إلى غير حد ...
وتأخذ معنى اليأس الذي يمضي به الأمس ...
فتلقي به في معنى الأمل الذي يأتي به الغد ...
والأيام تعد بالأرقام ولكنكِ أنتي جعلتي هذه الأيام تعد بأنها لا تعد...