رسائل شوق ...
كنت اسابق قرص الشمس الأحمر في الأفق البعيد والذي بدأ يجر خيوط اشعته المتبقية بهدوء علني أرى البحر قبل ان يسدل الليل ستاره ،
كنت اود ان اسأل البحر سؤالا حائرا مع الوان النهار ، اما الليل فلي معه حديث آخر ومناجاة عشق ولوعة تثيرها سكنات الليل ونجومه ..
هاهي طيور النورس تخبرني بأني قريبة من البحر وهاانا اشم نسماته العذبة العليلة الناعمة والندية التي بدأت تعبث بخصلات شعري …
مشيت بخطى متثاقلة تترك آثارا واضحة على الرمال الرطبة الباردة وشعرت بحركات الأصداف والحصى الناعمة الصغيرة تحت قدمي العاريتين ،
سألت الرمل وسألت الأصداف عن رسائل شوق وحنين قد بعثها مولع يشكو البعد والحنين ؟
لم اسمع جوابا سوى اهة وأنين ...
وقفت على صخرة والبحر بعظمته هادئا صامتا تتهادى امواجه بانسياب رقيق وحفيف لاتكاد تسمع له صوتا ..
نظرت اليه تأملته وتأملت عظمته .. تأملت طيور النورس عند الأفق البعيد الذي ليس له قبل ولابعد ..
لما انا صامتة الآن ؟ فقد جئت من اجل ايصال رسالة للبحر …
يابحر انا اليمام .. طائر الشوق وبريد المحبين ..
ان في صدري سؤال لمتيم حائر حزين .. بعث معك رسائل شوق الى من يحب ويهوى .. في يوم عبثت بقلبه الأشواق فزادته لوعة وحنين ..
هل أوصلتها يا بحر ؟؟ قل لي يابحر هل سيحيا على امل اللقاء ؟ ام
سينتظر بأمر الحب ؟
ان الانتظار يزيد اوجاعه ويؤجج لوعته ويزيد همه ..
اجبني يابحر لما انت صامت ؟ سألت حتى اصدافك ورمل شطآنك ولم أسمع منها غير الآهات والأنين .
اجبني يابحر رأفة بالعاشق الولهان ..
أنه يحمل مشاعر فوق كل حب واحساس وشوق وكلما حاول ان يدنو من احلامه وآماله ازدادت عنه بعدا ..
اجبني يابحر بحق الحب ومن أجل من سهر الليل وحده وعانى الحرمان .
انتفض البحر وارتعشت امواجه واتجهت تتسابق نحوي وتحاول القفز الى الصخرة التي كنت اقف عليها
كانت تحاول ان تدنو مني وتعانقني بشوق ولهفة وهي تحمل سرا حاولت كتمانه منذ أمد بعيد وقد حان الآن اظهاره ..
انها حملت الرسائل !
موجة قالت انا حملت الحب الأشواق ..
وموجة قالت انا حملت الأحلام والمنى والحنين ..
واخرى بكت وقالت وانا حملت اللوعة وقرأت الأنين والشكوى فأشفقت علي طيور النورس وحملتها معي ..
يا يمام يا طائر الشوق وبريد المحبين رسائل من بعثك لازلت احملها ..
لازالت معي .. انها تتجدد عشقا بتجدد موجات البحر وعند بزوغ القرص الأحمر عند الفجر .. وعند توالد الغيمات في الأفق البعيد
وكلما ينتهي شوق سيبدا شوق جديد ..
آه يابحر لو أتاك قل له هل يذكر العهد وسهر الليالي ؟
هل يذكر من سقا الود بكأس الرضا والحنان ؟
صمت البحر وهدأ وسكنت امواجه
واختفى القرص الأحمر وتوشحت الشطآن بوشاح أسود وكانها تعلن عن حزنها بلوعة المحبين برحيل القرص الأحمر الحزين ولم تعلم بمدى حزني وشجوني ..
جلست وحدي فوق الصخرة
أسكب الدمع واناملي تعبث بحبات الرمل الباردة
علها تطفيء جمرة أججتها العبرات المتكسرة في صدري
والدمعة الحائرة في عيني ..
أمني النفس بالأمل فلازالت هناك في داخلي أشياء وأشياء
وحديث مع المساء ونسماته ومع الليل ونجومه
فربما سيخبرني الليل هل هناك لقاء أم وداع ؟ وهل سأعود بالبشرى لرسولي الشاكي ؟ ..
اليمام طائر الشوق وبريد المحبين