كيف ننمي مقدرتنا على التفكير المنطقي وترك التخلف ؟

[ماااجد]

كيف ننمي مقدرتنا على التفكير المنطقي؟

من خلال تصفحي للمشاركات في المنتدى وفي منتديات أخرى وجدت أن السمة الغالبة على أغلب المواضيع والردود هي الشكر والمدح والردود السطحية التي قد تكون بعيدة عن الموضوع وتحجمه في حين أن الحري بها أن تثريه..

وبررت ملاحظاتي تلك بكون أغلب مرتادي المنتديات هم من فئة الناشئة والذين لا يتمتعون بالمنطق الكافي الذي يخولهم الرد بالشكل المطلوب..

واستدركت نفسي، لم هذا التبرير الفاشل؟؟ هل هو من الواقعية بحيث أن نأخذ به كتبرير منطقي أم هو هروب من ظاهرة باتت منتشرة؟؟

فعلا، لو تلفتنا حولنا لوجدنا أن أغلبنا وليس فئة الناشئة فقط بل حتى الراشدين قد اختاروا الطريق الأسهل، وأقفلوا عقولهم ليهتموا بالقشور وجنبوا أنفسهم عبء التوصل لجواهر الأمور..

وهذه حقيقة مؤسفة إذ أننا في توجه ثابت نحو الهاوية لو استمرينا في سباتنا وواصلنا المسير على هذا المنوال..

لذا، ومن هذا المنطلق، وفي منتدى إلكتروني حيث تكون فيه الهويات مجهولة، لم لا نحاول مع أنفسنا؟؟ فهذه فرصة ذهبية كي ندفع بأنفسنا للأمام، كي نمد أنفسنا بالثقة التي نعوزها، الكثير منا يخشى المواجهة، يخشى أن يدلي بدلوه في أي موضوع خشية السخرية، ولماذا الخوف؟؟ ما دمنا في حصن هويتنا المجهولة، فليسخر من يسخر، الأهم من ذلك أن نبني عودنا لنكون أكثر قوة وصلابة في مواجهة أي موقف قد يتطلب منا أن نبدي فيه آراءنا..

فأيهما أفضل، أن ندرب أنفسنا من الآن ونتسلح بمقومات الحوار والمناقشة وأسس التفكير المنطقي ونحن خلف شاشات الكمبيوتر لنهيئ أنفسنا ونستمد الجرأة لمواقف على أرض الواقع، أم نقف موقف المتفرج نطلع على المواضيع دون أن يكون لنا فيها رأي ثم نصدم بالواقع حين يطلب منا إبداء وجهات نظرنا فنتلجلج ونتهرب من السؤال؟؟

لنبدأ في البحث عن أسباب قلة الردود المنطقية لدرجة تكون فيها معدمة بعض الأحيان:

1.الافتقار إلى القراءة المتمعنة الناقدة للأمور:
الكثير منا لا يكلف نفسه عناء القراءة ببصيرة ويكتفي بنهب السطور نهبا حتى لا يكاد يعقل ما يقرأ، وعلى هذا الأساس كيف له أن يرد على موضوع لا يعلم ما بين طيات سطوره..

2.عدم الإلمام بأبسط الأمور والتي قد يمكن لنا تسميتها بالثقافة الأساسية:
هناك الكثير من الأمور التي يحتاج الإنسان إلى الإطلاع عليها كي يتسنى له العيش بالوعي المطلوب، ولكن غالبيتنا تفتقدها ربما بسبب البيئة التي نعيشها وعدم توفر الظروف الملائمة للتشجيع على اكتساب مثل هذا النوع من الثقافة وأضرب على سبيل المثال الثقافة الدينية..

3.كون أغلبنا "إمّعة" لا يملك قرارا يستقل به بنفسه:
وأستطيع القول أن غالبية هذه الفئة هي من النساء لظروف عشنها من قمع لحرية الآراء وفرض كثير من الأمور عليهن دون الاكتراث لآرائهن..

4.اقتصار التعليم على التلقين والحفظ وتهميش التفكير المنطقي التحليلي الاستنتاجي وقمع إبداء الرأي داخل البيئة التعليمية:
من واقع تجربة كطالب ، وجدت أن الغالبية العظمى من المدرسين يكتفون بتلقين الطلبة وملئ عقولهم بالمعلومات الفارغة التي تدرس عادة في مدارسنا من غير إعطاء أهمية تذكر للمناقشات الجانبية، حتى أن البعض يلجم الطالب لو حاول فتح باب الحوار والنقاش بالسخرية والاستهزاء أو إرجاء النقاش لما بعد الحصة بحجة عدم ضياعها وإضاعة الوقت على الآخرين..

5.التعود على سفاسف الأمور والركون إلى الكسل الذهني والبعد عن كل ما من شأنه إعمال الذهن.

6.انعدام الثقة بالنفس والخجل والذي يفوت الكثير من الفرص على الإنسان ومنها حرية إبداء الرأي.

7.عدم توفر الجو الملائم لتبادل الردود واختلاف وجهات النظر لأسباب منها:

•تعودنا على أن من يخالفني وجهة نظري هو عدوي، ولذلك يتجنب الكثير الرد إن كان صاحب الموضوع يخالفه الرأي كي لا يفقد الصفاء بينهما.

•تبني البعض لسياسة السخرية والتهكم لمن يخالفونهم الرأي مما يحدو بالبعض للتهرب من الاحتكاك بهم والمشاركة في مواضيعهم.

•عدم امتلاك مهارات الكتابة والحوار والنقاش والإقناع، فقد تكون لدي فكرة وافية عن الموضوع لكني لا أعرف كيف أصيغها بالشكل المناسب أو أقنع الطرف الآخر بها.

•افتقار البعض للسيطرة على النفس، فتتحكم به عواطفه مما يجعل الآخرين يحذرون في تعاملهم وحوارهم معه إلى درجة قد يميعون فيها الموضوع ولا يصلون للنتيجة المرجوة.


8.اكتفاء البعض بالقراءة والركون إلى نظرية أن هناك من يقوم بالرد فلا داعي لأن أدخل طرفا في الحوار ولأقف فقط موقف المتفرج.

هذه بعض الأسباب التي استطعت حصرها وإن كان أحد القراء يملك غيرها فلا يبخل علينا بإدراجها..