في ظل هذه المخاوف المتزايدة من الترفيه بشكل عام ..
في ظل الهاجس المقلق بشأن كل ما نقصده نحنُ وأبناءِنَا ..
من سعادرة عارمة وترويح عن النفس ..
ومدى فائدته وجدواه وضرره علينا وعليهم ..
في ظل ما نسمعه عن ضحايا بسبب السَّقطات في هذهِ المراكز
كما حدث مع رجاء باخشوين وريم ومنى السَّعدِي ..
وآلاء العمري ..
في ظل هذا كله في هذه الأيام بالذَات ونحن نستمتع ..
بأجواءنا الصَّيفيَّة الا تستحق نفسُكِ ان تخافِ عليها ..
وتعتني بها وتسألِ بدل المرة مئة عن كل مكان تذهبي إليه
أو إرجُوحَة تصعديها أو قطار تدلفِي إلَيهِ أو سيَّارة تركبيها ..
أو اي من تلك الألعاب المحببة لنفسكِ مهما كانت روعتها ..
مهما كانت الدعاية المسلطة عليها ..
مهما كان حديث الناس الذي لاينتهِ عنها؟
وهذا بكل تأكيد يدعونا أو يقودنا للحديث عن مراكز التَّرفيه
بشكل خاص ومدى ما تقدمه لنا من إرجُوحَات وألعاب ..
خاصة في ظل تنامي عدد الشَّعب في مجتمعنا بشكل ..
ملفت للنظر؟
فكم هي المَأساة حينما يسقط أحدنا بعد أن منَّا النفس
بأوقات سعيدة قد لاتتاح له ألاّ من سنة إلى سنة ..
من عطلة إلى عطلة ومن صيف لآخر بحُكم مشاغلنا الدنيوية
وبحكم أوقاتنا الصَّعيبَة وبحكم ظروفنا المادية أحياناً ؟
فتخيَّلِي حينما تشدّكِ طفلتُكِ صائِحَة في وجهكِ مُجبِرَة إيَّاكِ
على إمتِطاء اللعبة الفلانيَّة ..
هذا إن كنتِ من أرباب الأسَر طبعاً بينما لو لم تكونِ كذلك
فحسبي إن هذهِ الصَّغيره إبنة أخيك .. وما إن تأذني لها
بإمتِطاء تلك اللعبة المقصُودة ألاّ دَوَت مصرخة ..
تعبيراً عن فرحتها .. ويحدث كثير في مثل هذه الأوقات ..
أن تدوس على طرف فستانها ( الوَردِي ) وتتكعبل ..
وتنظُر إلى المارة ما إذا كان قد شاهدها أحد وهي ساقطة
ام لا؟
لتعود إليكِ مجدداً ليس من أجل ماتعانيهِ من ألَم أبداً !!
ولكن من أجل إحتِوَاء دموعها من أجل الشَّد من أزرِهَا ..
ومن أجل الطبطبة على ظهرها وبث الرُّوح فيها مجدداً ..
للذهاب للعبتها المقصُودة .. هذا والله من وراء القصد؟
/
/
إنتـَــر
صدقني يا هذا ..
إسمعني يا أنتَ !!
حتى ( الملاهِي ) ..
مهما كان شكلها ..
مهما كان نوعها ..
مهما بعد مكانها ..
لا أتذوقها..
لا أشعر بطعمها ..
ألاّ حينما تكون معك!!
حينما تكون برفقتك ..
نعم انها اجواؤك أنت ..
من تُضفي على المكان مذاقاً ..
من تُعطي لـ ( الملاهِ ) دفئاً..
من تجعل للحياة معنى ..
من تجعلني أشعر ..
انني أسعد الناس ..
هذا كله ونحن في ( الملاهِ ) فقط ..
فمابالكَ حينما نمتطِي لعبة واحدة ..
جنباً إلى جنب ..
ملتصقين بالأفخاذ ..
لايفصل بيننا سوى الأنفاس ..
لايبعدنا سوى الشَّهقات ..
ولا نستمِع سوى الزفرات؟
فهلاَّ شاركتني أياها؟
هلاَّ أحسستني بها؟
وإن كان كذلك فمتَى؟
.