حيث يصنف العلماء الذاكرة إلى ثلاثة أنواع , الذاكرة القصيرة ( اليومية أو اللحظية ) والذاكرة العاطفية , والذاكرة الطويلة ( عبر الشهور والسنين ) .
فأما الذاكرة القصيرة فهي تعمل بشكل عجيب , فقد قال العلماء بأن هناك دارات في داخل الدماغ تشبه دارات الكمبيوتر , وعددها محدود , عشرة آلاف مثلا , هذه الدارات هي المسئولة عن الذاكرة القصيرة أو اللحظية أو اليومية , ولكن مم تتكون هذه الدارات ؟ ,ولكن كيف تعمل الذاكرة القصيرة وكيف تخزن ؟
الذاكرة القصيرة ( اليومية
وجد العلماء أن دخول التنبيه إلى الدماغ مثل دخول رقم تلفون يذكر أمامك , يخزن في دارة من هذه الدارت , إذ يدخل التنبيه إلى العصبون الأول في هذه الدارة ( العصبون هو خلية عصبية واحدة ) ومن ثم ينتقل التنبيه إلى العصبون الثاني , ومن الثاني إلى الثالث , ومن الثالث إلى الرابع , فالخامس فالسادس وهكذا إلا أن يصل إلى العصبون الأخير في الدورة , فيتصل العصبون الأخير بالعصبون الأول , وينتقل التنبيه من العصبون الأخير إلى العصبون الاول بشكل دائرة , ومن هنا جاء اسم دارة , وهكذا تدور الدورة مرة ثانية , وثالثة , وتبقى المعلومة في دماغ الإنسان ما دام التنبيه يسير في هذه الدارة , وربما كان الإنسان يمتلك عشرة آلاف دارة أو أكثر أو أقل , حسب اختلاف البشر , وكل دارة من هذه الدارات العصبية , تختزن معلومة , فإذا كان هذا الإنسان من النوع المشغول جدا , الذي تأتيه المعلومات اليومية واللحظية بشكل كبير جدا , مثل الأطباء ورجال الأعمال والسياسيين , فإن الدارات كلها تكون مشغولة بمعلومات لحظية يومية , فإذا جاءت معلومة جديدة لهذا الإنسان , فإن الدماغ يقوم بشكل تلقائي بإيقاف التنبيه في إحدى الدارات , فتتوقف المعلومة القديمة وتغيب عن الذاكرة , ويملؤها بالمعلومة الجديدة , طبعا يقوم الدماغ بإلغاء أقل المعلومات أهمية واستخداما للإنسان , وهذا ما يفسر لماذا يكون الأشخاص المشغولين بشكل كبير ذوي ذاكرة لحظية يومية ضعيفة , لأن كم المعلومات التي تأتيهم يوميا كثيرة جدا , فتفرغ الدارات أولا بأول , ولا تبقى المعلومة لديهم إلا لفترة وجيزة جدا , لأن كثرة المعلومات تملأ الدارات بشكل سريع جدا , الصورة
هذه هي العصبونات تحت المجهر الإلكتروني وهي تنتظم بشكل بشكل دارات تشبه دارات الكمبيوتر تخزن المعلومات على شكل ذاكرة لحظية أو يومية