03-04-2007, 11:17 PM
|
رقم المشاركة : 1
|
Band
|
الجزء الرابع ...
والأصلُ أن نبحثَ عن العلاج ِ, وأنْ لا نكتفيَ ببيان ِالسلبياتِ ووصفِ الواقع ِ السيءِ ,
والعلاجُ لهذهِ المسائل ِوتِلكـُمُ المشاكلَ كلـِّها هو : تركُ المعاصي ,
وهو واضحٌ وبيِّنٌ وأيضاً حَلهُ يَسيرٌ ,
فإنا في هذه العجالةِ كطبيبٍ نطاس ٍبارع ٍيكشفُ الداءَ ويصفُ الدواءَ ,
وهو متوفرٌ وباستطاعتكَ أن تهتديَ إليهِ ,
فهوَ ليسَ مُستحيلَ المنال ِ, وما عليكَ إلاَّ الإلتزامُ بالوصفةِ , والمداومة ُ عليها حتى تشفى , وتـُزالَ العدوى خشية َ انتقالها ,
هذا هو البلسمُ الشافي , والدواءُ المعافي , فإن التزمتَ بهِ فزتَ في الدنيا, وأرضيت َمولاكَ , وبالتالي تفوزُ بالدارين ِـ سعادة َالدنيا والفوزَ في الآخرة ـ
إذن أنا الطبيبُ وسأعطيكَ العلاجَ الجذريَ لتبرَأَ َوتشفى ,
بدلَ أن تبقى في الضنكِ فتشقى ,
سأعطيكَ علاجَ مرض ٍألمَّ بالمسلمينَ , مُبيناً أسبابَهُ , وواصِفاً علاجَهُ , وما عليكَ إلاَّ أن تلتزمَ بالوصفةِ المبرِأةِ , ولكَ أن تتخير!
فإما أن تأخذ َ بالعلاج ِفتبرأ َ,
أو تضرِبَ بهِ عُرضَ الحائطِ فتهلك
أو تزدادَ سوءاً ,
فتنقلَ العدوى لتبوءَ بإثمكَ , وإثم ِمن أصابَهُ بلاؤكَ ,
وعليهِ فمَا علينا إلاَّ أن نحجُرَ عليكَ خشية َالعدوى .
ولكن عندما يكونُ المرضُ مُعدياً فإنهُ يتوجبُ هنا على كل إنسان ٍعاقل ٍأن يُحَصِّنَ نفسهُ بالتطعيم ِ, حتى يحفظهَا ولا يُصابَ بالمرض ِ, وبهذا يَنجو , وصَدقَ اللهُ العليُّ العظيمُ إذ يقول : ( وَإِذ ْقَالَتْ أُمَّةٌ مِّنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْماً اللّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَاباً شَدِيداً قَالُواْ مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ {164} فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ أَنجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُواْ بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ {165} ) الأعراف .
وأشكالُ النجاةِ عديدة ٌللدنيا والآخرةِ , فإن أخذنا العلاجَ نجونا بإذنهِ تعالى .
وإن أصرَّ المريضُ على عدم ِأخذِ العلاج ِفشأنـُهُ وما يَختار , وبهذا يكونُ إثمُهُ مُعلقاً بجيدِهِ ,
ونـُحذِرُ مِن أن يُصيبَ الناسَ ما حَذرَ اللهُ سبحانهُ وتعالى منهُ إن تركنا العُصَاة َومن في قلوبهم مَرضٌ وزيغٌ وشأنـَهُم وما يفعلونَ من منكراتٍ وفواحشَ ما ظهرَ منها وما بَطن , ولم نأمُرْهُم بالمعروف ِ, ولم ننهَهُم عن المُنكرِ وغضضنا الطرفَ عنهُم انطبقَ علينا قولـُهُ تعالى : ( وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَآصَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ {25} ) الأنفال .
وفي الحديثِ الشريفِ قولـُهُ عليهِ السلام ُ: ( إن اللهَ لا يُعذب العامَّة َبعمل ِالخاصةِ ، حتى يروا المنكرَ بين ظهرانيهم وهم قادرونَ على ان يُنكروهُ ، فإذا فعلوا ذلك عَذبَ اللهُ العامَّة والخاصة ) .
وقولـُهُ كذلكَ : ( إن الناسَ إذا رأوا الظالمَ ولم يأخذوا على يديهِ أوشكَ أن يعمهمُ اللهُ بعقابٍ من عنده ) .
وثبتَ عن أمِّ المؤمنينَ زينبَ بنتِ جحش ٍرضيَ الله ُعنها وقد سألتِ الرسولَ الأكرمَ صلى اللهُ عليهِ وسلمَ : يا رسولَ اللهِ ، أنهلكُ وفينا الصالحون؟ قال : ( نعم إذا كثرَ الخبث).
ألا فلتعلموا إخوتي في الله وأحبتي :
أن اللهَ تباركَ وتعالى قد نهَانا أن نكونَ مثلَ الذينَ نسُوا الله َفأنساهُم أنفسَهُم
ولا يُتصَّورُ أن ينسى الإنسانُ نفسهُ أو اسمَهُ !
وإنما المقصودُ : نسُوا حقَّ اللهِ فأنساهُم حقَّ أنفسِهم , أولئكَ الذينَ نسُوا ذكرَ اللهِ ,
ولم يُراقبوا اللهَ في أعمالهِم وأقوالِهم وتصرفاتِهم ,
وارتكبوا المعاصيَ حتى خرَجوا عن طاعةِ اللهِ إلى معصيتِهِ ,
فنسُوا التوبة َوالإستغفارَ والرجوع َإلى كتاب ِاللهِ وسنةِ رسولهِ صلى الله ُعليهِ وسلمَ ,
هذا هو المقصودُ ,
فأنساهُمُ اللهُ حظوظ َأنفسِهم من الخيراتِ , يومَ تركوا أمرَهُ .
أيها الإخوة ُالعقلاء :
أمامَ هذهِ المشكلةِ أو قـُلْ تلكَ المعضلةِ , فإنَّ العلاجَ موجودٌ ,
ولنضرب مثالاً من الواقع ِالحَيْ :
نحنُ الآنَ نجلِسُ في أولى القبلتين ِوثاني المسجدين ِوثالثِ الحرمين ِالشريفين ِ,
ويتساءَلُ المسلمُ الغيورُ على دينهِ , الحريصُ على أمتهِ , ويحدثُ نفسهُ , وخاصة ًمَن كانَ مِثلَ أفضالِكـُم فيقول :
أمَعقولٌ أن يَرفعَ المُسلمُ في وجهِ أخيهِ السلاحَ فيُردِيهِ ؟!
أمعقولٌ أن يتعاملَ من يُصلي هُنا مَعنا , ثمَّ يخرُجُ فيزكي مالـَهُ ويتصدقُ من مال ِالربا ؟!
أمعقولٌ أن يشربَ المسلمُ الخمرَ ويُسميهَا مشروباتِ رُوحِية ؟!
أمعقولٌ أن يقومَ مسلمٌ بحجبِ ميراثِ الأنثى مُتعمِّداً خشية َذهابِ المال ِلأصهارِهِ ؟!
أمعقولٌ أن يَغشَّ المسلمُ في تجارتِهِ أو أن يَسرِقَ ويُسميها شطارَة ؟!
أمعقولٌ أن يزنيَ المسلمُ ويرتكبَ المحظورَ من بابِ الحُريات ِ؟!
أمعقولٌ أن يقومَ مسلمٌ بأخذِ أرض ٍلا يَملكها , فيضمُّها إليهِ وهو يَعلم ؟!
أمعقولٌ أن يقومَ مسلمٌ وقد تلبَّسَ بالصلاةِ والصيام ِوالزكاةِ والحج ِ بقطع ِالرَحِم ؟!
أمعقولٌ أن يَتركَ مسلمٌ الصلاة َوالصيامَ والزكاة َوالحجَّ ويكتفيَ بصلاةِ الجمعة ِ ؟!
أمعقولٌ أن يحرصَ مسلمٌ على الصلاةِ في أوقاتها جماعة ً, ويترُكَ الأمرَ بالمعروفِ والنهيَ عن المنكرِ ؟!
أمعقولٌ أن يقومَ مُسلمٌ برفع ِشعارِ الإسلام ِثمَّ يتنازلُ عن فلسطينَ وهيَ كلٌّ لا يتجزأ ُأكانت ثمانية ًوأربعينَ أو سبعة ًوستين ؟!
نعم يتساءل : أمعقولٌ أن يحصلَ هذا من مُسلم ٍمُلتزم ٍ! ويتساءلَ في نفسهِ كيفَ حصلَ هذا ؟! هل نسِيَ الله َ!!
الجوابُ على ذلكَ :
أنك أنتَ يا مسلمُ تتذكرُ اللهَ سبحانه ُوتعالى, والعلاجُ موجود ٌ أمامكَ , تخشى عذابَهُ وتتقيهِ, وتعلمُ يقيناً أنَّ اللهَ أمامَكَ رقيبٌ حَسيب , وأنهُ مطلعٌ على ما أسرَرَت َوما أعلنتَ , فهابَكَ الأمرُ فتأمرَ بالمعروفِ وتأتيهِ , وتنهى عن المنكرِ وتنتهي عنهُ ,
ولكن , أولئكَ الذين نسُوا الله َفأنساهمُ أنفسَهُم , وحتى لا نقعَ في دائرةِ أن ننسَى أنفسَنا ويكونَ العلاجُ من كتابِ اللهِ الشافي , ومِن السنةِ المطهرِةِ , ولا نستطيعُ تناولـَهُ لأن الله َسبحانهُ وتعالى قد حَجَبَ عنا بذنوبنا تناولَ هذا العلاج ,
لأن العلاجَ الجذريَّ لأهل ِفلسطينَ اليومَ ليسَ بالوحدةِ الوطنيةِ ,
ولا بالتدخل ِمن قِـبل ِالمخابراتِ المصرية ,
ولا بالتنسيق ِمعَ الحكوماتِ العربيةِ ,
ولا بوثيقةِ الأسرى المنسِيةِ ,
ولا بالتفاوض ِمع يهودَ حولَ سَبعةٍ وستينَ أو ثمانيةٍ وأربعين ,
وليسَ الحلُ بقيام ِسلطةٍ هزيلةٍ مشلولةٍ تحتَ حرابِ الإحتلال ِ,
لا تملِكُ أمرَها ,
تعيشُ على المعوناتِ والمساعداتِ ,
أقصى أمانيها أموالٌ تسدُّ بعضاً من جوانبِ مَعاشاتِ الموظفينَ ,
مَعَ أن هذهِ الأموالَ تـُنفقُ علينا رِشوة ًفي الدين ِ,
وكذلكَ الحالُ في العراق ِولبنانَ والسودانَ وسائرِ بلادِ المسلمينَ ,
وأمَّا الحلُّ الوحيدُ الصحيحُ لجميع ِالمسلمينَ بالنسبةِ لِما هُم فيهِ ,
بل قلْ لحلِّ مشاكل ِأهل ِالأرض ِجميعاً هوَ الإسلامُ مُمثـَّلاً ـ بالكتابِ والسُّنـَّةِ ومَا أرشدا إليهِ من إجماع ِالصحابةِ والقياس ِ ـ
والسؤالُ لماذا لا يتناولـُهُ المسلمونَ ؟
نقولُ : لأن هناكَ ذنوباً جعلت قسماً من هؤلاءِ ـ الخاصَّةِ ـ أولئكَ الذينَ نسوا اللهَ فأنساهُم أنفسَهُم , والعلاجُ أمامَ أيديهم ولا يَستطيعون تناولـَهُ !
ولذلكَ أيُّها الإخوة ُالكرامُ :
فعلينا أن نأخذ َالعلاجَ لأنفسِنا بالعودةِ إلى كتابِ اللهِ مِن أجل ِالعمل ِعلى تطبيقهِ كاملاً دونَ تتبيب ,
وتطبيق ِسُنـَّةِ الرسول ِالأكرم ِصلى اللهُ عليهِ وسلمَ ,
نعالِجُهَا كما بَيَّنَ اللهُ لعلـَّهُ تباركَ وتعالى يُنجينا ويُنجي المسلمينَ مَعَنا بإذنَهِ من هذا الهمِّ والكربِ الذي أصابنا بذنوبِ ساداتِنـَا وكـُبرائِنا .
نعم , نهانا عن ِالإحتكام ِللطاغوتِ ,
وحَذرَنا من أنْ نجعلَ للكافرينَ علينا سبيلاً ,
ونهانا عن تكثيرِ سوادِ العُصاةِ , فقالَ عليهِ السلامُ : ( من كثـَّرَ سوادَ قوم ٍفهوَ منهم ، ومن رَضيَ عملَ قوم ٍكانَ شريكَ مَن عَمِلَ بهِ).
وبعدُ أيُّها الناس :
لقد آنَ الأوانُ لأمةٍ جَعَلـَها اللهُ أمة ًوسطاً بينَ الأمم ِ،
وأوجَبَ عليها حملَ الدعوةِ الإسلاميةِ للعالم ِ,
وفرضَ عليها أن تؤوبَ إلى ربِّها ,
وتعودَ لإسلامِها فتتخِذَهُ عقيدة ًعقلية ًلها ينبثقُ عنهُ نظامٌ كاملٌ شاملٌ فتتبناهُ طريقة ًلها في العيش ِ
وتجعلُ من عقيدتِهِ قاعدة ًلأفكارِها ،
ومِن أحكامِهِ حلولاً لِمُشكلاتِها ،
ومِن مَجموع ِ مفاهيمِهِ حضارة ًلها ،
ومِن أفكارِهِ رسالة ًإلى العالـَم ِقيادة ًفكرية ًلهُ .
فبالإسلام ِوحدَهُ اقتعدتْ مَركِزَ الصدارةِ بينَ الشعوبِ والأمم ِ،
فهوَ وحدَهُ سببُ نـُصرتِها ,
وطريقُ عزتها ,
وسبيلُ نهضتِها ,
وأساسُ وَحدتِها ،
وصدقَ اللهُ العليُّ العظيمُ إذ يقولُ : ( وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ
الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ {8} ) المنافقون .
يتبع بإذنه تعالى
|
|
|
05-04-2007, 03:37 PM
|
رقم المشاركة : 2
|
Band
|
الجزء الخامس والأخير :
فيا أهلَ فلسطينَ عامة ً... ألا فلتعلموا :
أن اللهَ سبحانهُ وتعالى قد ابتلاكُم بفتنةِ فلسطينَ ولن يَنجُوَ أحدٌ منكُم إلاَّ إذا أبصَرَ الحقَّ منَ الباطل ِ، ومَن لم يُبصرْ ذلكَ ارتكـَسَ فيها ، فاحذروا الدُّعاة َعلى أبوابِ جهنمَ أولئكَ الذينَ يَدعونَ إلى التفاوض ِوالتنازل ِعن عكا وقيسارية َوحيفا ويافا , وعن عروس ِالجنةِ عسقلان ، وكذلكَ الإعترافِ لليهودِ بهذهِ الأرض ِالطـَّهُورِ المقدسةِ المجبولةِ بدماءِ المجاهدينَ على مَرِّ القرون ِ، والرضا بإقامةِ كيان ٍهزيل ٍ أو دويلةٍ منزوعةِ السلاح ِوظيفتـُها الدفاع ُعن أمن ِيهودَ لا عَن أمنِكـُم ، إبرأوا إلى اللهِ منهم ، ولا تـُكثـِّروا لهم سَوادا ، ولا ترضوا لهم عملاً, وإلاَّ شاركتموهُمْ بالمعصيةِ ، إنهم لا يَرضَوْنَ بإن ينفرِدُوا بمبارزةِ اللهِ بالمعصيةِ ، بلْ يُريدونَ جرَّ غيرِهم لوحدةٍ وطنيةٍ يُوارونَ بها سوآتِـهم ويَسترونَ عوراتِـهم ، فلا تـُعينوهُم على ما هُم فيهِ ، ولا تكونوا ظهيراً لهم ، ومن يَفعلْ ذلكَ منكُم فإنـَّهُ إذاً منهم , أي مثلـُهُم في الإثم ِوالمعصيةِ وشريكـُهُم في خيانةِ البلادِ والعبادِ والتـَّفريطِ بالأرض ِوالمقدساتِ .
ففلسطينُ أيُّها المسلمونَ ليست بورصة ًنـُشارك فيها العملاء !
ولا سلعة ًنساومُ عليها مَعَ يهودَ ألـَدِّ أعداءِ اللهِ في الأرض ِ،
إنها مَسرى نبيكُم صلى اللهُ عليهِ وآلهِ وصحبهِ وسلمَ,
وهيَ أمانة ٌوضَعَها السَّلفُ الصَّالحُ بَينَ أيديكُم ،
فلا تخونوا أماناتِكم وأنتم تعلمون ،
ولا تـُعينوا الملأ َعلى تضييع ِهذهِ الأمانةِ بقول ٍأو فعل ٍ,
بل لا تـَرضُوا هذهِ بقلوبـِكُم حتى لا تـُشاركوا القومَ المُفرِّطينَ بإثمهم .
فإنَّ من رضيَ وتابعَ , كمن فاوضَ وتنازلَ لقولِهِ عليهِ السلامُ : ( من أعانَ ظالماً لِيُدحِضَ بباطِلِهِ حقاً , فقد بَرِأتْ منهُ ذمَّة ُاللهِ وذمَّة ُرسولِهِ ) .
أيها الناس :
إني أعلمُ أنكُم في وضع ٍصعبٍ ! ولكنَّ يومَ الحسابِ أصعب، فكلٌ مِنكم على ثغرةٍ , فمن استطاع َ أن لا تـُؤتى فلسطينُ من قِبَـلِهِ فليفعل ، لا تـُصدقوا هؤلاءِ القوم ِولا تـُعينوهُم , ولا تكونوا لهم أولياءَ ، فتقدِّموا الدنيا على الآخرةِ , ولا تـَلبَسُوا جُلودَ الضأن ِ، ولا تـَركنوا إلى الذينَ ظلموا فتمسَّكُمُ النارُ.
فاتقوا اللهَ عبادَ اللهِ واعلموا أن ربَّكُم لبالمرصادِ : فاحذروا سَطوتـَهُ واخشوْا أخذهُ , إن أخذهُ أليمٌ شديدٌ ،
تـَبرؤوا مِمن يُواليْ اليهودَ والنصارى ,
وعَجِّـلوا بالمفاصلةِ في الدنيا قبلَ أن يَتبرؤوا منكم في الآخرةِ حيثُ لا تنفعُ الوحدة ُالوطنية ُ,
ولا المحافلُ الدولية ُ,
ولا اللجنة ُالرباعية ُ,
ولا جامعة ُالدول ِالعربية ُ.
وصدقَ اللهُ فيهم وفي أتباعِـهم إذ يقول : { إِذ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُواْ مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ وَرَأَوُاْ الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الأَسْبَابُ (166) وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّؤُواْ مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ {167}) البقرة .
فالنجاءَ النجاءَ !
والبراءَ البراءَ !
فما لكم واللهِ إلاَّ أن تتبرأوا مِنهم ,
وتخلعوا ثوبَ الوطنيةِ المُهلِكةِ ,
ففروا إلى اللهِ إنـِّي لكم منهُ نذيرٌ مُبين ،
كونوا من فـُسطاطِ الإيمان ِالذي لا نفاقَ فيهِ ،
وإيَّاكُم وفـُسطاط ُالنفاق ِالذي لا أيمانَ فيهِ ,
لا تغترُّوا بكثرةِ الهلكى فإنَّ الحقَّ أبلج , والباطلَ لـَجلج ،
الغرباءُ الصالحونَ قليلٌ , وناسُ السُّوءِ كثيرٌ !
كونوا مَعَ اللهِ وثقوا بجميل ِوعدِهِ , واللهُ لا يخلفُ الميعاد .
وفي الختام ِمِسكُ الختام ِقولـُهُ تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنتُمْ تَسْمَعُونَ {20} وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ قَالُوا سَمِعْنَا وَهُمْ لاَ يَسْمَعُونَ {21} إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِندَ اللّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ {22} وَلَوْ عَلِمَ اللّهُ فِيهِمْ خَيْراً لَّأسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّواْ وَّهُم مُّعْرِضُونَ {23} يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ {24} وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَآصَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ {25} ) الأنفال .
اللهمَّ إليكَ نشكوا ضَعفَ قوتِنا, وقلـَّة َحِيلـَتِنا وهوانِنِا على الناس ِ، يا أرحَمَ الراحِمينَ، أنتَ رَبُّ المُستضعفينَ ، وأنتَ ربُّـنا، لِمن تكِلـُنا ؟ إلى بعيدٍ يَتجهمُنا، أو إلى عدوٍّ ملكتهُ أمرَنا , إن لم يكُن بكَ غضبٌ علينا فلا نـُبالي ، ولكنَّ عافِيَتـُك هيَ أوسعُ لنا، نعوذ ُبنورِ وجهكَ الذي أشرقتْ لهُ الظلـُماتِ , وصلـُحَ عليهِ أمرُ الدنيا والآخرةِ , مِن أن يَنزلَ بنا غضبُـكَ ، أو يَحلَّ علينا سَخطـُكَ ، لكَ العُتبى حتى تـَرضى ، ولا حَولَ ولا قوة َإلاَّ بك .
اللهمَّ لا تـُسلـِّط علينا بذنوبـِنا من لا يَخافـُكَ ولا يَرحَمُنا . وارفع ِالهمَّ والغمَّ عنا , وعن جميع ِالمسلمينَ ,
اللهمَّ احقن دماءَ المسلمينَ , ولا تجعلْ بأسَهم بينـَهُم شديداً , واجعلنا اللهمَّ ممَّن يحفظونَ الأمانة َولا يُفرطونَ بها , واجعلنا مِنَ الذينَ يَحكمونَ بكتابكَ , ويُعلونَ شأنـَهُ , ويحفظونَ سبيل ِالهادي ويطبقونهُ .
اللهمَّ ائذن بقيام ِدولةِ الخلافةِ على منهاج ِالنبوةِ , واهدِ المسلمينَ جميعاً لمَا تحبُّهُ وترضاهُ , وكـُن مَعَ إخوانِنا المجاهدينَ ووفقهم لِمَا تـُحبهُ وتـَرضاهُ , واهدِهِم إلى سواءِ السبيل , ونـُشهدك مولانا أنـَّا بُرءآءُ من زُعمائِنا الأشرار, وحكامِنا الخـُوَّار, وافرُق بَيننا وبينَ أهل ِالنار, وباعِد بينـَنا وبينَ معاصينا , وارفع ِاللهمَّ أذى يهودٍ عنا , ومتعْ أبصارَنا برؤيةِ زوال ِدولتِهم , واقض ِعلى طغيان ِالأمريكان ِوسائرِ ملل ِالكفر, وباعد بيننا وبينَ موالاتِهم كمَا باعدتَّ بينَ المشرق ِوالمغربِ, اللهمَّ أرنا فيهم يوماً أسوداً كيوم عادٍ وثمود, اللهمَّ اكسر شوكتهُم , وفرق جَمعهم , وباعِد بينَ أسفارِهم , واجعل ِاللهمَّ كيدَهُم في نحرِهم . واجعلهم شذرَ مذرَ كأيدي سبأ , اللهم فلا ترفع لهم بعدَ هذا اليوم ِراية ً ’ ولا تدم لهم ولاية , فإنهم لا يُعجزونك ربي ربَّ العالمين .
اللهم عليك توكلنا وبك استجرنا ، لا ملجأ منك إلا إليك فأنزل نصرك , وحقق وعدك , وأرحم ضعفنا , وارفع غضبك وسخطك عنا , ولا تؤآخذنا بما فعل السفهاء منا , ولا تجعل مصيبتنا في ديننا ,
اللهمَّ أعزَّنا بالإسلام , وأعزَّ الإسلامَ بنا , وأعزَّ الإسلامَ بقيام ِدولةِ الإسلام , وأعزَّ دولة َالإسلام ِبالجهادِ , ليعزَّ بها كلُّ عزيزٍ, ويُذلَّ بها كلُّ ذليل , واجعلنا اللهمَّ وإيَّاكـُم شُهداءَ يومَ قيامِها , واجعلنا مولانا ممن يستمعونَ القولَ فيتبعونَ أحسنهُ .
اللـهمَّ آمـين , اللـهمَّ آمين , اللهمَّ آمين , ربِّي , ربَّ العالمين .
وآخـر دعـوانا أن ِالحمـدُ للهِ ربِّ العـالمـينَ, والصـلاة ُوالسـلامُ على إمـام ِالمتقينَ, وسـيدِ المرسلينَ, المبعوثِ رحمة ًللعالمين , وعلى آلهِ وصحبهِ ومن والاهُ, ومن تبعَ هداهُ, وسلكَ خطاهُ , وسارَ على نهجهِ إلى يوم ِيلقى الله .
........................
تم بحمد الله وفضله
|
|
|
06-04-2007, 12:15 AM
|
رقم المشاركة : 3
|
( وِد ماسي )
|
جزاك الله خير الجزاء عن الاسلام والمسلمين
|
|
|
07-04-2007, 01:29 AM
|
رقم المشاركة : 4
|
( وِد ذهبي )
|
|
|
|
08-04-2007, 10:40 PM
|
رقم المشاركة : 5
|
Band
|
الإخوة والأخوات الأفاضل : يقول الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلم : من لا يشكر الناس لا يشكر الله
الإخوت والأخوات الأكارم : بارك الله فيكم , وجعل ما قرأتم في ميزان حسناتكم , وأسأله تعالى أن لا يحرمنا وإياكم الأجر العظيم والجزاء الجزيل
وأن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه
اللهم آمين
|
|
|
|