أشكركم بحق..
***
آه..
ما أقسى تلك النفس التي تعصي خالقها..
فيحن الجدر ولا تحن هي..
فيلين الصخر ولا تلين هي..
فتخشع الجبال ولا تخشع هي..
فتتصدع الأرض ولا تتصدع قساوة قلوبها الآثمة..
ما أقساها..
ما أشقاها..
ما أبعدها..
ما أغواها..
عصت خالقها فأهانها وأخزاها..
***
عودي أيتها النفس القاسية..
عودي إلى مرافئ النجاة والسعادة..
وابكي مرساة الأمل والتعلق بالله..
وانزلي من مراكب العصيان..
وعودي إلى حمى الرحمن..
ثم أعيدي ابنك - ابنتك إليكِ..
فإن لم تقبليه وهو - هي جزء في الأصل منك..
فمن يا ترى سيقبله؟!!
***
تذكر يا من رأيت من لا ذنب له..
يتيه في دروب الحياة كأعمىً بلا دليل أو قائد..
يضيع في الأزقة المَهِيْنَةِ المُهِيْنَة..
تذكر قول من أخرجك بفضل الله قبل ذلك من ظلمات أزقة أدنأ دناءة من هذه..
تذكر قول الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام:
"أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين"..
وما يدريك لعل اللقطة يتم؟
فخذ باليد..
ودل على الطريق..
وابق متمسكا بمن معك حتى لا يعود إلى ذلك الزقاق ثانية..
فقد لا يعود معك حينئذ..
((انتبه:
تمسك أنت به ولا يتمسك هو بك لئلا يرى نقصا في نفسه..
فيحن إلى الزقاق من جديد))..
***
أشكركم بحق ثانية..
علي ما سطرتمه في هذه الصفحات عن تلك اللقيطة ( لدي صديقة لقيطة وكم أحزن عندما أراها تقول لماذا أنا بهذه الحياة لماذا ولدت لماذا رميت عند القمامة لماذا ليس لدي أم تظمني)
تقبلوا ودي الذي لا يتلاشى