لاداع للإعتذار بخصُوص العودة مجدداً للموضُوع أستاذه ( أم فَارِس ) خذي راحتكِ
وبإستطَاعَتكِ العودة ثانية وثالثة فَالموضوع لم يُطرَح ألاّ للنِقَاش ..
وصدقيني سوفَ تزداد سعادتكِ بـ ( الإجازة ) حينما تتأكدي انكِ سوف تلتقي
بأعز الناس الى قلبكِ في مكانٍ ما على وجه الارض .. لا يهم اين ..
ولا يهم كم سيكلفكِ ذلك!!
المهم ان تلتقيهم .. ان تأنسي بهم .. ان تشعُري معهم بحياة جديدة ..
ولو لفترة قصيرة!!
المهم ان تشعُري بقربهم منكِ ولو لفترة تنسيكِ آلام فقدهم ولوعة حرمانكِ منهم
وانشغالكِ عنهم او بعدهم عنكِ؟!
واذا كان الامر كذلك ..
تُرى هل يحق لنا ان نعتبر ( الإجازة ) نوعاً من الهرب من الواقع او تمرداً
على المألوف .. واذا كانت كذلك فلأن النتائج الايجابية المتوخاة منها كثيرة
وتستحق هذا الانتظار الممل .. ورغم تلك الأمانِ ..
والخطط المرسومة مسبقاً لـ ( الإجازة ) ولو نظرياً .. فإن الملاحظ ..
انه بمجرد بداية ( الاجازة ) الفعلية لدى البعض سرعان ماتتبخر تلك الآمال
وتتبدد؟!
ويوما بعد يوم تُفاجئِي بأنكِ اعجز من أن تحققي نصف او حتى من دون مبالغة
ربع ما كنتِ تحلمي به او تنوي انجازه؟!
نعم يتبخر كل ذلك لأسباب كثيرة منها انكِ بدأتِ ترتبطي بإرتباطات من نوع آخر
كالارتباطات العائلية من زيارات وتأدية واجبات وعدم استقرار في مكان واحد
ناهيكِ عن الازعاج الذي يرافقكِ؟!
والأمر الآخر هو الجو النفسي المحيط بكِ .. وهو انك في اجازة ويفترض ..
ان تستمتعي بها حتى آخر لحظَة منها .. وهذا ما تسمعيه من كل من حولكِ
حين يشعرون مجرد شعور انكِ بعيدة عنهم .. لا تشاركيهم في كل جزئية ..
من انشطتهم العائلية .. والترفيهية ونحوها؟!
يقولون ذلك ولايدركون انكِ ربما يكون لديكِ الكثير من الاعمال المؤجلة ..
التي تتطلب انجازاً في فترة ( الاجازة ) وعدم ضياع الوقت؟!
ولكن هل كل الاشخاص بهذا الانشغال ابداً؟!
فهناك فئة من الناس تتفنن في قضاء اجازتها والاستمتاع بها وحتى بعد الاجازة
فهي في اجازة فعلية لأنها هكذا تعودت .. وهكذا تشكّل نمط حياتها!
وفي المقابل هناك فئة مظلومة في هذه ( الاجازة ) ولا تعني لها شيئاً ابداً ..
لانها تعرف مسبقاً ان ( الإجازة ) كغيرها من اوقات العمل .. فهناك عمل
يجب انهاؤه قبل انتهاء ( الاجازة ) ..
او واجبات مدرسية او جامعية .. يجب الانتهاء منها قُبَيل الرجوع للدراسة ..
كما هو الحال مع بعض الطلبة .. فهناك من يشغلهم بأداء الواجبات المرهقة
وهناك من يرهق نفسه بالتزامات هو في غنى عنها ..
ويمكن تأجيلها ولكن ماذا تقولي؟!
ولا ننسى ان هناك فئة ربما تكون اشد تعاسة من غيرها وبالذات ايام الاجازات
تلك هي الفئة التي لا تغادر المنزل ولو لداخل المدينة التي تسكنها ..
بشكل يرفِّهُ عن نفسها .. ويفتح شهيتها للحياة .. تلك الفئة من الناس ..
اياً كانت اعمارهم .. هي فئة بحاجة لأن نشير اليها .. بحاجة لأن نعطيها
جزءاً من وقتنا .. نشعرها بقيمة ( الاجازة ) وبقيمة الحياة بل بقيمة شيء
اسمه ترفيه لأنها بالفعل فئة مقهورة؟!
وبهذه المناسبة ادعوكِ يا ( أم فَارِس ) أن تلتفتي لهذه الفئة ..
فلربما كانت هذه الفئة هي اسرتكِ .. او بعض افرادها ممن هم بحاجة ..
لإلتفاتة حَانيَة منكِ فلا ينبغي ان تُلهيكِ مشاغلكِ الأسرية ان كنت متزوجة مثلاً
عن أن تشعري بإخوتكِ وتصطحبيهم بين فترة وأخرى لمكانٍ آخر غير ما تعودوه
لجو آخر غير ذلك الذي ألفوه ..
فسكوتهم الدائم ليس علامة رضاهم وراحتهم النفسية ولا تتوقعي ان يطلبوا منكِ
أبسط الاشياء ما لم تكوني انتِ قريبة منهم .. وما لم تبادري انتِ بنفسكِ ..
وتأخذيهم معك بالأحضَان .. ولو بادرتي بذلك بالفعل .. فتأملي تلك الابتسامة
على وجوههم ومدى تغيير نفسيتهم فيما بعد .. فكل منا بحاجة للتغيير؟!
وان كنتِ قادرة على تحقيق هذا التغيير لنفسكِ فتذكري ان هناك من هو بحاجة
لأن تمدي اليهِ يديكِ الحانِيَتَين .. لتغيري فيه الكثير!!
ونحن على يقين بأن بيدكِ الكثير .. والأقربون اولى بالمعروف أليس كذلك؟!
ولنتذكر ايضاً ان المبادرة حينما تأتي منا .. يكون وقعها اجمل في النفس
بالنسبة للآخرين؟!
قد تصابِ بالاحباط .. قد تشعُري بالقهر .. قد يُساوركِ القلق ..
لان آمالكِ قد خابت في ( الاجازة ) السابقة ولأنكِ قليلة الحيلة وليس بوسعكِ
ان تقومي بشيء يريحكِ ويرد اليكِ اعتباركِ كانسانة من حقكِ ان تستمتعي
بـ ( الاجازة ) وقد تشعري بأن الاجازة او السفر الذي اقدمتي عليه ..
كلفك الكثير من حيث التعب الجسمي والنفسي .. نتيجة حدوث امور افسدت
عليك اجازتكِ .. وقد تشعري بكل ذلك ومعكِ الحق؟!!
ولكن هلاّ تذكرتِ انكِ لستِ الوحيدة التي تملك مثل هذه المشاعر المؤلمة ..
وأن هناك من شعر بها ومايزال متأثراً بها .. وتذكري ايضاً انكِ قمتِ بشيء
ولم توفقي فيه؟!
سافرتي ولم تسعدي بالسفر .. ولكن هناك من هم محرومون من كل شيء
فقط تخيلي كل شي .. ولكن ماذا يملك الانسان سوى ان يدعو لغيره بالخير ..
والتوفيق؟!
لذا لا املك سوى ان أبعثُ رسالة عاجلة لكِ .. ولأولئك النَّفر الذين رجعوا
من ( إجازاتهم ) وأقول كل الدعوات الصادقة لهم بالراحَة .. ولأولئك الذين
قرروا حياة اخرى .. الدعوة المخلصة بالتوفيق .. ولأولئك الذين داسوا ..
على قلوبهم وتحملوا الكثير رغماً عنهم ..
الدعوة بأن يعينهم الله على ما هم فيه..وكل ( إجازة ) وأنتِ بألف خير وسعادة
وصحة نفسية عاليِة؟!
/
/
إنتـَــر