أيها البحر
ما أرحمك وما أظلمك
كم أكلت وأطعمت
حتى اختلف فيك المحبون والكارهون
ولكنك لم تكترث
وبقيت ميدان المغامرين
ومنتزه الحالمين
تؤنس من يعاني من الوحشة
وتواسي من يتأوه من الحرمان
أيها البحر
لماذا مياهك مالحة ؟
ألكثرة الدموع التي أريقت على شاطئك ؟
أيبسها صمتكِ
لازلت أرى بوضوح طغيان الكبر في كل حركاتكِ
لازالت تفصلنا درجات من الفوقية التي تخضعين لها رغما عنكِ
لن تستطيعي اختراق قلبي حتى يعود الماء لها
عفوا
لاتسقيها بالدمع فقد سقيتها دهرا
قبلكِ
ماؤها حديث من شفاهك يمليه قلبكِ
أيتها الأقدار
وهل تظلم الأقدار
أم نحن من نهوى الألم ولم نبدد أي ظلم
ونبحث عن الأعذار
قد نظلم من كلمة
وتفسر على أنها بعد و مرارا
لما نهوى التعب
لما نهوى الإنتحار
لما نهوى الرحيل
ونلصق كل ذلك بالأقدار
كم ظلمت من بشر
وكم تقاذفتني بأحجار من نار
لم يأبه
الحقيقة كانت أقرب
ولكنها بدل الإنصات
قذفوا في وجهي ماء النــار
ماذا أنتظر
لم أجد
سوى الألم
سوى الإستهزاء و الإجبـــار
على ترك مكاني
أوهمتهم بالإبتعاد
بعدما أذاقوني
طعم الإنكسار
ومرارة الإحتقار
لا تلمينى تلك الأقدار
لم تكن نهاية
بل لعبة بشر
لم يشاءوا أن يروا حباً
بكل معنى الكلمة
غاروا منه
جعلوا منه ألف حكاية
نسجوا حولى ألف حكاية
والمسكينة
كم ماتت من كلمات ٍ
قذفت في وجهها كا كرات النــار
صمتُ هل تعرفى معنى الصمت يا أنثى ألأقدار
الصمت موت سريرٌ
لا هي إستراحت
ولا هي عاشت باقي الأعمار
ما ذا أقول
هل أبكي
أمازلت أحمل دموع
لا
ولكنني أحمل حمل جبال
لايعلمه سوى ربي
حملا أكبر من أن يوصف
أو حتى يرسم
على أنه مرارة وإنكسار
أحمل صمتاً
لو نطق لدمر الكون الأصم
أحمل دمعة
ليتها سقطت
لأغرقت كل الأمطار
أو تقولى قدراً
لا أظن
إنها لعبة وفن بيد الشطار