وجود السحب العالية يعني أن الأمور أقرب إلى الإستقرار
وهي إشارة أيضاً إلى إقتراب وجود منخفض علوي
والسحب العالية هي إستثارة منخفض علوي في العروض الوسطى لرياح مدارية علوية
لذا فمن الطبيعي أن تكون التكونات ضعيفة في هذه الأثناء لأن حالة عدم الإستقرار لم تتحقق بعد
الأمر الآخر في حال وجود فرصة التكونات في منطقة ما .. ما تأثير السحب العالية على ذلك ؟
وهذا ربما يكون تساؤل البعض ..
أقول إن وجود السحب العالية قد يحد من قوة التكونات ولا أقول يمنعها
أي إذا كانت الظروف المهيأة قوية من إيجابية رياح ورطوبة وضغط سطحي إلخ .. فإن التكونات ستنمو حتى مع وجود السحب العالية لأن تأثير السحب العالية أضعف من أن يقف حائلاً.
لكن إذا كان هناك خلل في بعض الظروف عندها ربما يلاحظ تأثير السحب العالية ... (لا طاح الجمل كثرت سكاكينه)
والتفسير الفيزيائي لهذا الموضوع يعود إلى تفسير التكثف ذاته
التكثيف هو عملية معاكسة للتبخير ..
والتبخير هو في الأصل تبريد .. بينما التكثف هو تسخين.
ولذلك نقول إن التكثف بالأعلى تسخين وقوة التكونات تحتاج إلى تبريد في رحلة صعودها
بمعنى آخر بخار الماء عندما يصعد يريد برودة هابطة كي يتكثف والتسخين الذي ينتج من التكثف يخالط البرودة ويحد منها
وقد يسأل سائل كيف تورد لنا هذا التأثير الفيزيائي الواضح على قوة التكونات وفي نفس الوقت تقول إن التأثير ليس قوياً إذا كانت الظروف الإيجابية جيدة.
والسبب هو مكان وجود السحب العالية على إرتفاعات بعيدة لا يجعل تأثيرها يتداخل مباشرة مع طبقات نمو السحب ولكن يظل سبباً من أسباب حدوث الضعف بإضعافه للتبريد والله أعلم.
نقطة أخرى أحب أن أنوه إليها وهو أنه يمكن أن يكون لدور السحب العالية في إرتداد الإشعاعات الصادرة من الأرض تأثير فيزيائي آخر على جودة التكونات ولست أملك تفصيلاً كثيراً في هذا.