العودة   منتديات الـــود > +:::::[ الأقسام التقنيه والتصاميم والجرافيكس]:::::+ > منتدى التجارب
 
   
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-08-2008, 08:29 PM   رقم المشاركة : 121
Dal32009
( وِد ذهبي )
 
الصورة الرمزية Dal32009
 






Dal32009 غير متصل

اللهم ارني الحق حقا وارزقني اتباعه
وارني الباطل باطلاً وارزقني اجتنابه







التوقيع :
دلــــع 2009
Dal32009

قديم 10-08-2008, 08:31 PM   رقم المشاركة : 122
Dal32009
( وِد ذهبي )
 
الصورة الرمزية Dal32009
 






Dal32009 غير متصل

[COLOR="black"]الشيخ إبراهيم عزت.. الشعر للدعوة والوطن والحرية

بقلم / عبد الله رمضان

في مدينة سوهاج بصعيد مصر عام 1939 أطل على الحياة إبراهيم، وكان ثاني ولد لأبيه محمد سليمان، بعد أخيه أحمد الذي مات في المهد. كان الوالد -محمد سليمان- مهندسا عمل في التعليم الصناعي، وكانت الأم على علم وخلق ودين وثقافة. ترعرع الطفل المبارك في حضن أبويه اللذين أحاطاه برعايتهما.

واضطر الأب أن ينتقل بأسرته إلى طنطا نظرا لظروف العمل، ثم ألحق ابنه بإحدى مدارسها الابتدائية وانتظم بالدراسة، إلى أن اضطر الأب ثانية أن ينتقل إلى القاهرة فسكن بحي الزيتون، بينما التحق إبراهيم بالمدرسة الثانوية بعين شمس، ثم التحق بكلية التجارة بجامعة عين شمس وتخرج فيها عام 1955 ولم تكن سنه قد تجاوزت السابعة عشرة.

بعد ذلك تم تجنيده ليخدم في الجيش، وفي تلك الأثناء تقدم لوظيفة مذيع في الإذاعة المصرية ونجح في اجتياز الاختبارات التي أجريت له وتم تعيينه، وقدم العديد من البرامج الدينية والثقافية مثل: "بيوت الله"، "دنيا الأدب". وبعد ذلك عين في الجهاز المركزي للتنظيم والإدارة، وبعد حين من الزمان حصل على درجة الماجستير في إدارة الأعمال من جامعة الأزهر رغم انشغاله بالدعوة إلى الله.

حياته الفكرية والدعوية

وقد أثرت نشأة إبراهيم عزت في بيت صالح يحيطه الله برعايته ويضفي عليه من محبته؛ فاتخذ إبراهيم حب الله طريقا والدعوة إليه منهجا منذ صغره، حيث انضم إلى أنشطة جمعية الشبان المسلمين، ثم التحق بعد ذلك بأنشطة الإخوان المسلمين، وتأثر بالتصوف، وبعد ذلك كان قراره بالانضمام إلى جماعة التبليغ والدعوة عام 1963، وهي جماعة لها نشاطها الدءوب في الدعوة إلى الله. وطريقتهم الأساسية في الدعوة إلى الله تتمثل في "الخروج في سبيل الله"؛ حيث يخرجون في مجموعات ترتاد المساجد وتدعو الناس فيها إلى طاعة الله تعالى، ويتميزون بالجرأة وعدم الخجل في طوافهم بالشوارع وعلى البيوت والمقاهي والدكاكين والمحلات، داعين الناس إلى الصلاة أو مجالس العلم.

ولا نعلم الأسباب التي دعت إبراهيم عزت لترك الإخوان آنذاك، لكن أثر دعوة الإخوان ظهر جليًّا في مواعظه وخطبه وقبل ذلك شعره، فهو وإن فارق صفهم بجسده فإن روحه وقلمه وفكره متشرب بأكثر مبادئهم.

وللشيخ إبراهيم عزت الكثير من الخطب والمحاضرات التي ألقاها على آلاف المسلمين بمسجد أنس بن مالك بالجيزة في مصر، حيث تولى فيه الخطابة منذ عام 1975، وظل داعيا إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة آسرا مستمعيه بأسلوبه المميز الجذاب في خطابته، إلى أن لقي الله عز وجل في شهر رمضان المبارك عام 1404هـ=1983م حيث عزم على السفر إلى مكة المكرمة للاعتمار والاعتكاف في المسجد الحرام بصحبة بعض أقربائه، وقبل أن تصل الباخرة إلى ميناء جدة وبعد إفطار الشيخ وصلاته المغرب، استراح قليلا؛ ولم يحن أذان العشاء إلا وقد صعِدت روحه إلى بارئها.

في المعتقل

في ذلك العهد الذي قدر الله لإبراهيم أن ينشأ فيه لم تكن الأمور على ما يرام بالنسبة لأبناء الحركة الإسلامية على كافة اتجاهاتها وخاصة الإخوان المسلمين، ورغم أن إبراهيم عزت قد ترك صفوف الإخوان المسلمين وانضم إلى التبليغ والدعوة فقد ناله من التعذيب ما نال الإخوان، ولن نكون مبالغين إذا قلنا إن ما حدث لهم -بناء على ما ذكر في روايات من نجا ممن وقع عليهم التعذيب، والكتب التي أرخت لتلك الأحداث- يكاد يقترب مما فعله الأسبان بالمسلمين في محاكم التفتيش، وما فعله أهل قريش بالمسلمين الأوائل، ولم تكن هذه المشاهد المروعة المرعبة لتمر على الشاعر إبراهيم عزت دون أن يكون لها أثرها عليه؛ فقد فجرت تجربة المعتقل شاعرية إبراهيم عزت فبلغت أوجها وأنتج لنا شعرا رائقا متميزا في جوانبه الفنية المتعددة.

الدعوة.. الوطن.. الحرية

لا نعرف لإبراهيم عزت سوى ديوان واحد طبع في بيروت عام 1970 بعنوان: "الله أكبر"، وأنشد شباب الحركة الإسلامية العديد من قصائد هذا الديوان، ومن أبرزها ما غناه المنشد السوري أبو مازن، والديوان يتناول قضايا الدعوة والوطن والحرية، والحرية بالذات هي قضية كل إنسان لا سيما الشعراء، خاصة من كان منهم مثل إبراهيم عزت يحمل من المبادئ والهموم ما يفرض عليه أن يناضل من أجلها.

وبعد قراءة ديوان إبراهيم عزت مرات ومرات يمكننا القول باطمئنان إنه شاعر متميز، وإن غلبت الدعوة على مجهوده ونشاطه، فقد كان ما وصلنا من شعره من ذلك الصنف من الشعراء الذين يعبرون عن تجربة حقيقية اصطلوا بويلاتها فجاء شعره صادقا في تعبيره عن واقعه، صادقا في أدائه الفني، لا يعمد -في أكثره- إلى الثرثرة التي نراها لدى الكثيرين من شعراء الأيديولوجيا سواء من كان منهم ينتمي إلى الحركة الإسلامية أو الحركات القومية أو غيرها، بل إن شعره من الشعر الرائق المتدفق الذي تنساب فيه الكلمات أحاسيس، والأبيات مشاعر، والحروف صورا، وتتخلله التجربة والمعاناة كما تتخلل الروح الجسد، لا تستطيع أن تفصل فيه الكلمة عن الفكرة أو الفكرة عن العاطفة؛ لأنه مزيج من كل هذا، نفث فيه الشاعر من روحه وسقاه من قطرات نفسه التي اعتصرتها المأساة فانبثق منها أفضل ما فيها، ومضى يردد في درب مسيره:

سألت خالقي وكلنا سأل

لمن لمن تركتنا؟!!

سألت خالقي إلى متى

ستطعم الكلاب ما وهبتنا؟!!

الهول يا لقسوته

محافل تضم ألف سوط

والموت قادم يدوس فوق موت

الدرب الذي سار في إبراهيم هو درب موحش مظلم مرعب نرى فيه الموت وحشا خرافيًّا مشهرا أظافره مبرزا أنيابه يدوس بأقدامه المهلكة فوق موت آخر كان قد سبقه إلى نفس الدرب، وكأن هذا الموت أمواج من الهلاك متراكبة تماما مثل الظلمات التي ذكرت في القرآن {أو كظلمات في بحر لجي يغشاه موج من فوقه موج من فوقه سحاب}.

فنيات شعره

تتنوع الأدوات الفنية التي استخدمها إبراهيم عزت والتي شاعت في تلك الفترة التي كتب فيها أكثر ديوانه -وهي فترة الستينيات- حيث شاعت في شعره أدوات فنية استخدمها شعراء تلك الفترة بكثافة مثل أمل دنقل ونازك الملائكة وفاروق شوشة ومحمد عفيفي مطر، ومن هذه التقنيات: المفارقة التصويرية؛ حيث يقيم الشاعر صورة تعتمد على طرفين متناقضين كان من المفترض ألا يوجد مثل هذا التناقض بين هاتين الصورتين . والصورة الوصفية؛ حيث يعبر الشاعر بكلمات عادية خالية في أكثرها من التشبيه أو الاستعارة أو أي تعبير مجازي.. عن صورة تثير خيالنا وتؤثر في مشاعرنا وكأنها شريط سينمائي يتم عرضه أمام أعيننا فيثير ابتهاجنا أو يستدر دموعنا.

ونوّع إبراهيم عزت في الأوزان على مستوى القصيدة الواحدة -وربما كان هذا التنوع غير مقصود منه- وضم ديوانه قصائد على نظام شعر التفعيلة أو ما أطلق عليه الشعر الحر، بالإضافة إلى القصائد الأخرى التي كتبها على نمط الأوزان الخليلية.

ويوظف شاعرنا التراث العربي والإسلامي توظيفا فنيا متميزا في التعبير عن تجربته التي عاشها، فكان بمثابة كشف جديد لهذا التراث وتخليد لتلك الأمجاد التي ولت، وإثراء لتجربة الشعر العربي الحديث.

نماذج تحليلية من شعر إبراهيم عزت

كانت لمعاناة إبراهيم عزت في المعتقل-الذي لبث فيه بضع سنين- أثرها في تجربته الشعرية؛ لذلك جاءت أكثر قصائد ديوانه تعبيرًا عن هذه المأساة في صورها المتعددة سواء معاناته الشخصية أو معاناة إخوانه من شباب الحركة الإسلامية، أو معاناة الوطن ذاته؛ لأن هذا الوطن سجين هو الآخر تحت قهر أولئك الجبابرة. يقول إبراهيم عزت في قصيدة بعنوان: حبيبتي بلادي:

حبيبتي

قد كنت أصنع الكلام من دمي

وكنت أعزف النشيد هامسًا

لعله إلى الفؤاد ينتمي

وكنت أكتب الحروف واحدا فواحدًا

لتقرئي.. لتفهمي

وكنت يا حبيبتي وكنت...

والآن يا حبيبتي

لن أكمل الحديث

وإن بدا مشوِّقًا

فليس ما أريده إثارة الطرب

أو أن تحركي الشفاه من دلائلِ العجب

ولن أتمَّ يا حبيبتي النغم

فقد رأيتُ ما يحرِّمُ النشيد

ألف عام

فصرت كلما بدأتُ في الغناء

أجهشتُ بالبكاء

لن أُمسك القلم

فالرعشة التي سرت في قلبيَ المنهوك

أصابت المواقع الخضراء بالعقم

فلم تعد تجيد غير نبضة الألم

لن أكمل الحديث يا حبيبتي

فشمعتي في ليلة الجفاء أُطفئت

وأكذب الأصوات في هواك

قد علت

وقصة الكلام كلها

قد انتهت

أي حب هذا الذي حمله الشاعر لهذا الوطن؟! لقد كان يصنع الكلام من دمه، ويصوغ الحروف من قطرات نفسه وروحه من أجل هذا الوطن الحبيب، لكن يحدث ما يمنع أهازيج الشاعر وأغاريده حيث يرى ما يحرم الغناء، وما هذا الغناء إلا الحرية الطليقة التي كان ينعم بها الشاعر مع هذا الوطن، فأصبح هذا الغناء محرما بقدرة خارجة عن إرادة الشاعر والوطن، إنها قدرة العسكر الذين يمتلكون السلاح، أما الشاعر فلا يمتلك إلا أشعاره. لكن ما يلبث الشاعر أن يستجمع قواه ومشاعره ليبدأ الغناء من جديد إلا ويغلبه البكاء، فالمواقع الخضراء أصابها العقم والشمعة التي تضيء أطفئت في ليلة الجفاء، لقد تلاشى النور لتحل محله الظلمة وتراجع الحق ليحتل مكانه الزيف الذي يدعي حب الوطن والوطن منه بريء:

حبيبتي

وكلهم بالأمس كان في الهوى متيما

حبيبتي

وأين هم؟!!

في ليلك الحزين

وأين يا حبيبتي الأمير زائرا؟

في الموكب الكبير..

يملأ الطريق بالعطور والزهور

يختال فوق صهوة الجواد

وأين يا حبيبتي غناء شاعرك؟

قد سال بحره منغمًا من بسمتك

وأين يا حبيبتي يمين عاشق

أتاك يسبق الرياح كي يُرَى بجانبك

ويسأل الشاعر عن الأمير/الحلم والأمل الزائر في موكب كبير يملأ الطريق بالعطور والزهور ويختال فوق صهوة الجواد، ويسأل كذلك عن غناء الشاعر الذي تلاشى بسبب القهر، ويسأل عن عاشق أو يمين عاشق أقسم بحب الوطن، كل هذه المفردات تكوِّن صورة حالمة يتمناها الشاعر لوطنه؛ لكن انقلبت هذه الصورة المشرقة إلى النقيض، فكان الخداع والبكاء:

خُدعت يا حبيبتي

بكت بكفك الجراح..

وارتوت بدمعك السفوح والجبال

ناحت رمالها

في ليلة الحداد حين زارها دمك

شكت سهولها

لوطأة البغي يستبيح حرمتك

نسيت في موائد الثناء

سيدًا تعشق الفداء

الموت عنده حياة

أحب دائمًا أن ترفع الجباه

وكفة الكلام عنده

نصف كفة العمل

أحب أن يراك مسجدًا

مقدسًا ثراه

لا ينال تربه

نسيته مقيدًا

شغلت عنه بالبريق

من سيطفئ الحريق غيره

ومن سيمسح الجراح إن جهلت سرَّهُ

الرعب يسبق الخطا لخصمه

وألف سهم للصدور

تقتدي بسهمه

وحفنة الرمال من يديه

تملأ العيون بالعمى

وسيفه بريقه صواعق

ستحفظ الحمى

نحن إذن أمام صورتين متقابلتين، أو قيمتين متناقضتين: قيمة الزيف وما يمتلكه من أدوات القهر والإرهاب والبطش والجبروت، وقيمة الصدق وما يمتلكه من حب فياض ومشاعر مخلصة.

وإذا جاز لنا أن نبحث عن معادلات هذه الصور في الواقع فإننا نقول: إن الثورة بشرت بآمال عريضة تفاءل الناس بها خيرا لكن هذه الآمال لم تلبث أن تلاشت بعدما انحرفت الثورة عن أهدافها وتحكم في الوطن بعض المنتفعين فأذاقوه من الويلات الكثير، وقد صدق الناس كثيرا من زيف هؤلاء وهو ما يمكن أن نفهمه من قول الشاعر:

خُدعت يا حبيبتي

بكت بكفك الجراح..

.........

نسيت في موائد الثناء

سيدًا تعشق الفداء

وفي الجانب الآخر من المعادلة، أو الوجه الآخر من الصورة يرى الشاعر نفسه وإخوانه من أفراد الحركة الإسلامية محبين مخلصين لهذا الوطن لكنه تنكر لهم أو تنكر حاكموه لهم، ورغم ذلك فإن الشاعر لا يستسلم لهذه الأهوال بل يقابلها بالرجاء والأمل الذي يراه في الأفق مطلا باسما:

حبيبتي

ولم تزل في أفقنا بَقيَّةٌ من الرجاء

حطِّمي قيوده



يتبـــــــــــــــــــــــــــــــــــع







التوقيع :
دلــــع 2009
Dal32009

قديم 10-08-2008, 08:32 PM   رقم المشاركة : 123
Dal32009
( وِد ذهبي )
 
الصورة الرمزية Dal32009
 






Dal32009 غير متصل

لتحتمي بسربه

لتصنعي حياتنا به

لتسمعي دعاءه.. بكاءه

يستمطر السماء زَادَهُ.. ونَصْرَهُ

ويستغيث ربَّهُ

فحطِّمي قيوده

وفي قصيدة أخرى بعنوان "اليوم عيد" يقيم الشاعر مفارقة بين صورتين متقابلتين تجعلنا نتعاطف معه ونشاركه أحزانه وآلامه؛ فالمناسبة المشتركة بين الصورتين هي يوم العيد، وهو يوم الفرحة والرحمة والود والتسامح والسلام والأمان، وكل هذه المعاني المشرقة عاشها الشاعر ويحكيها لنا فيما يشبه الارتداد أو الـ"فلاش باك":

اليوم عيد

قد عشت فيه ألف قصة حبيبة السمات

أردد الأذان في البكور

أراقب الصغار يمرحون في الطريق كالزهور

وهذه تحية الصباح

وهذه ابتسامة الصديق للصديق

والسلام

يبسط اليدين يرسل الندى

ويملأ الحياة بالأمان

وخضرة الزروع غضة الجنى

تجمعت أمام مسجد الإمام

وأطيب الثمار تطلب الكبار

هدية يحبها الصغار

تحبها صغيرتي

ما أطيب الزمان يا أحبتي

إن عانق الأمان

زماننا ربيعه الأمان

لكن.. الوضع الحقيقي في حاضر الشاعر على خلاف هذه اللوحة الجميلة الوادعة لأن:

الكل عائد بفرحة تطل مشرقة

من الشفاه والعيون

ودارنا ستنتظر

صغيرتي ستنتظر

والشرفة التي على الطريق تسمع الصدور..

تعزف الأشواق تعصر الأسى

هشام لن ينام

قد كان نومه على ذراع والده

نهادُ لن تذوق زادها

لأنها تعودت أن تبدأ الطعام من يد الأسير

شريكة الأسى بدا جناحها الكسير

تخبّئ الدموع عن صغارها

وحينما يلفها السكون

سترتدي الصقيع..

كي تقدم الحياة للرضيع

في هذه اللوحة لا نشعر بالأمان الذي ظلل اللوحة الأولى، حيث يسيطر على هذه اللوحة عنصر الفقد والبعد وهو ما ينعكس على دار الشاعر وصغاره الذين لن يناموا ترقبا لعودة الأسير الذي غيبته الأسوار، ورغم قسوة هذه المفارقة بلوحتيها المتقابلتين فإن الشاعر يفتش في ذات نفسه عما يجدد الأمل لديه فيجد حب أهله وأولاده في قلبه فيصر على أنه:

ما زال يومنا ويومهم

لأننا نحبهم

اليوم عيد

قد لا تسمح هذه العجالة بالحديث عن شعر إبراهيم عزت بالتفصيل الذي يستحقه لكن يمكننا أن نقول إنه بحق شاعر متميز امتلك أدوات الشعر ووظفها بمهارة ما كان منها من أصيل تراثنا أو من حديث ثقافتنا، وكانت تجاربه الشعرية نابعة من معاناة حقيقية أكسبت أشعاره الصدقين: الصدق الفني، والصدق الواقعي.

----

تم نشره في موقع إسلام أون لاين . نت

الرابط:

http://www.islamonline.net/arabic/ar...rticle09.shtml

*****************

رحلة الحج في شعر العلماء

بقلم / عبد الله رمضان

للحج مكانته الروحية السامية في نفوس كل المسلمين، وقد حظي باهتمام الشعراء العديدين، سواء القدماء أو المحدثين، ولاسيما من كان من هؤلاء الشعراء عالمًا أو غلب عليه العلم.

وشعراؤنا العلماء تناولوا رحلة الحج في أشعارهم بما تشتمل عليه هذه الرحلة من عزم على السفر، أو شوق إليه أو وصف للراحلة والراحلين إلى بيت الله الحرام، أو الحديث عن مناسك الحج وغفران الذنوب، وغير ذلك من أمور تلك الرحلة المقدسة، أما من الناحية الفنية فقد سارت قصيدة الحج على مسارين:

الأول: حيث يلج الشاعر مباشرةً إلى موضوعه.

والثاني: يسير فيه الشاعر على منوال الشعراء الجاهليين؛ حيث يبدأ قصيدته بمقدمة غزلية ينتقل منها إلى موضوعه الأساسي، وهو الحج.

وربما نظر البعض إلى هذه المقدمات الغزلية على أنها مجرد تقليد ومجاراة لعصور سابقة وبالأخص للقصيدة الجاهلية، أو أنها دخيلة على موضوع قصيدة الحج، لكننا نرى أنها ربما كانت رمزًا من رموز المعراج الروحي نحو الله، والإسراء البدني إلى بيته الحرام، أو بعبارة أخرى إسراء الأشواق إلى حرم الجلال المقدس، وتراوح أسلوب هؤلاء الشعراء العلماء بين العذوبة السلسة والجزالة الفخمة، والتي ربما تسربت إليهم من كونهم علماء، أو في بعض الأحيان متأثرين بسابقيهم من الفحول المتقدمين.

ولم تخرج تقنياتهم في التصوير وأدواتهم في التشكيل عن سابقيهم من استخدام للمحسنات البديعية، وأكثرها الجناس، ويتضح ذلك جليًا في شعر ابن دقيق العيد، وابن حجر العسقلاني، واستخدموا كذلك التشبيهات بأنواعها وغير ذلك من أدوات التصوير والخيال التقليدية.

وإذا عدنا إلى القرن السادس الهجري، وسبحنا إلى الجانب الغربي من العالم الإسلامي فسيوافينا الفقيه والمفسر والأديب "يحيى بن بقي" المعروف بـ"السلاوي الواعظ"- والذي عاش في الأندلس- بقصيدة يقول فيها:

يا حداةَ العيس مهلاً فعسى يبلغ الصب لديكم أملا

لا أخاف الدهر إلا حاديًا ظلت أخشاه وأخشى الجملا

أودعوني حرقًا إذ ودعوا غادروا القلب بها مشتعلا

آهٍ من جسمٍ غدا مستوطنًا وفؤادٍ قد غدا مرتحلا

شعبة شرقًا وأخرى مغربًا مَن لهذين بأن يشتملا

يخاطب الشاعر حداة العيس أن يتمهلوا ولا يسرعوا في الرحيل، فهو صب أتعبه الشوق، ولعله بذلك أن يبلغ أمله عندهم، لكن يخبرنا أنه لا يخاف إلا اثنين أبد الدهر وهما الحادي والجمل.. لماذا؟

أنهما دائمًا علامة الفراق والوحشة والبعد- من وجهة نظره- عن الوطن، والبعد عن الأصحاب والأحباب، وهو ما حدث للشاعر؛ حيث أودَعُوه حُرقا في قلبه المشتعل بنار الشوق؛ حيث جسمه في مكان (بالأندلس) وفؤاده في مكان آخر (بمكة) وأنَّى لهذين الطرفين أن يتضامَّا؟! لذا فأنَّى للفؤاد أن يستقر في الجسم طالما عجز هذا الجسم عن الرحيل؟!

ويخاطب العالم الشاعر "يحيى بن بقي" هؤلاء الراحلين طالبًا منهم أن يفعلوا أشياء هم سيفعلونها، سواء طلب منهم ذلك أم لم يطلب؛ ونظرًا لاستبداد الأشواق بالشاعر فكأنه يتخيل نفسه- وهو يردد هذه الأشياء التي يطلبها- واحدا من هؤلاء الراحلين في الرحلة المقدسة:

يا رجالا بين أعلام منى الثموا الأستار وامشوا رملا

وقفوا في عرفات وقفةً تمحو عن ذي زلة ما عملا

وإذا زرتم ولاحت يثرب فاكحلوا بالنور منها المقلا

تربة للوحي فيها أثر غودر البدر بها قد أفلا

كيف أنتم سمح الله لكم كيف ودعتم هناك الرسلا؟!

وللشاعر العالم الذي عاش في القرن الثاني عشر الهجري، والذي يُدعى "محمد بن محمد"- المؤدب الشرفي الصفاقسي- قصيدةٌ يتناول فيها هذه الرحلة المقدسة، مبدؤها:

خليليَّ هل لي فيكما من مساعد يساعد طرفًا أغرقته المدامع

يساعد طرفًا لا يمل من البكا على جيرة جدوا المسير وسارعوا

وخلفت في سجني بذنبي موثقا ومن في وثاق الذنب ما هو صانع

ألا ليت شعري هل أسير مسيرهم وأحظى به أم دون ذاك موانع

لقد طلعت للقوم أنوار سعدهم فهل لي في تلك السعودات طالع؟

يخاطب الشاعر خليليْه متسائلاً: هل من يساعد طرفه الذي أغرقته المدامع ولا يمل من البكا؟ لكن على أي شيء يبكي هذا الطرف أو هذه العين؟ يبكي على جيرة أسرعوا في سيرهم بعيدا مخلفين الشاعر في سجن الذنوب التي يرى أنها حبسته عن التحرر والانطلاق مع الركب المسافر في رحلة الأشواق، وتزداد حيرة الشاعر وهو لا يدري هل يقدر له أن يسافر مثل هذا السفر الروحي أم أن الموانع ستحول بينه وبين ذلك!!

لقد طلعت للقوم أنوار سعدهم فهل ليَ في تلك السعودات طالع

غداة غدوا والشوق يستاق عيسهم ويحدو بها بين الفلا ويتابع

مشاة وركبانًا حفاة وكلهم إلى نحو مرضاة الإله يسارع

فمن بين أقدام تلظت من الحفا ومن بين أحشا أظمأتها المهايع

ومن بين مشتاق برى الشوق جسمه وقد ذاب منه ما حوته الأضالع

ومن بين أجفان جفت لذة الكرى إذا ما جفون المثقلين هواجع

يصور الشاعر هؤلاء الذين ساروا في رحلة الأشواق، ويصور حالهم وكأنه معهم، فقد غدوا والشوق يسوق رواحلهم ويحدوها ويتابعها، لقد تجسد الشوق كائنا حيًا لا يتمالك نفسه من شدة الطرب للقاء الأحبة، فنتخيله شابا خفيف الحركة يدفع العيس بعصاه حاثا إياها على المسير ثم لا يكتفي بذلك بل يغني لها حتى تزداد همة ونشاطًا ثم لا يكتفي بذلك فيتابعها ويصحح مسارها لأنه وحده الذي يعرف الطريق.

وهؤلاء الراحلون يصفهم الشاعر بالحفاة وربما كانوا حفاة حقيقة أو حفاة من أشغالهم الدنيوية التي تركوها وراء ظهورهم مسرعين نحو مرضاة الله، وكما تتلظى قلوبهم من الظمأ تتلظى أقدامهم وأحشاؤهم من مشقة الطريق، وأجسادهم من مشقة الشوق، وأجفانهم من مشقة الكرى، وكأنهم في رحلة عذابات الدنيا التي تُهَوِّنُ منها كرامات الجنة.

وتهيم نفس الفقيه المصري المعروف بابن دقيق العيد، تهيم نفسه طربًا إذا ما استلمح برق الحجاز، ويستخف الوجد بعقله شوقًا إلى منى وزمزم والمناسك:

تهيم نفسي طربًا عندما أستلمح البرق الحجازيا

ويستخف الوجد عقلي وقد أصبح لي حسن الحجى زِيَّا

يا هل أقضي حاجتي من منى وأنحر البزل المَهَارِيَّا

فأرتوي من زمزمٍ فهيَ لي ألذ من ريقِ المَهَا رِيَّا

وللمحدث المشهور ابن حجر العسقلاني قصيدةٌ تبلغ أربعة وأربعين بيتًا، بدأها بدايةً غزليةً ثم تطرَّق إلى تفاصيل كثيرة، يختلط فيها الشوق بالدموع والرجاء والرغبة بالخضوع، مصوِّرًا الكثير من أمور الحج ورحلته المقدسة، يقول ابن حجر:

معذبتي بالصد مالي ومالها وما مال قلبي عن هواها وما لَهَا

نأت فدنا الهم القوي مسلما وأنْكَرَتِ النفسُ الضعيفةُ حَالَهَا

وقالوا صُغت نحو الوشاة ملالة ومن لي بأن تدنو وتبقى ملالها

وقيل لها مضناك مغناك قد سلا فيا صاحبيَّ استعذرا واحلفا لها

ويذكرنا هذا الروي- وإن اختلف البحر- وهذه الروح الرقيقة بأبيات غزلية رائعة قالها شاعر يُدعى "عروة بن الزبير"، تداولها القدماء، وذكرها ابن عبد ربه في (العقد الفريد)، منها:

إن التي زعمت فؤادك ملها خلقت هواك كما خلقت هوى لها

فيك الذي زعمت بها وكلاكما أبدى لصاحبه الصبابة كلها

ويبدو التأثر الواضح لابن حجر العسقلاني بهذه الروح الرقيقة.

ويعرج ابن حجر على مشاهد من الحج كمشهد التلبية مثلاً:

ولبُّوا فبلُّوا بالنسيم غليلهم وحيوا فأحيوا للنفوس كمالها

يمينا بهبات النسيم بسحرة لقد فاز من مدت إليه شمالها

شدا باسمها الحادي فحرك ساكنًا وذكر موصول الحنين اتصالها

ثم يذكر عرفات وما يناله المسلم من رضا الله والقرب منه جل جلاله، حيث يجتمع الشمل به، فيتوب المستغفر والمنيب والمذنب الذي طالت علله:

وفي عرفات عرفوا بسعادة عليهم بجمع الشمل شاموا اشتمالها

فكم تائب مستغفر متيقن بمغفرة تهمي بفيض سجالها

وذي علة قد طال عمر مطالها فقصر عفو الله عنه مطالها

وإذ نفروا فازوا فهم نفر التقى سقتهم سحاب العفو صفوا زلالها

وبعد مشقة الرحلة البدنية وكذلك مشقة القيام بالمناسك المتعددة، بعد كل هذه المشقات تطيب زمزم للشاربين، فيزمزم الحادي؛ لأن الظمأ أوشك على الانتهاء- الظمأ الروحي والظمأ المادي- غير أن هذا النعيم لن يستمر طويلاً.. فما هي إلا أوقات معدودة ويعود كل مسافر في هذه الرحلة المقدسة إلى بيته؛ لتتجدد رحلة الأشواق وتبدأ من جديد، وهؤلاء الشاربون من زمزم يشربون بنَهَم حتى يبلّوا غليلهم، وكأنهم يتمتعون منها بكل ما يستطيعون قبل فراقها، لكن دموعهم تسيل حزنًا على الفراق، وكأني بهم يشربون من زمزم بلهفةٍ وفي نفس اللحظات لا تفتأ هذه المياه التي يشربونها تسيل دموعًا على وجناتهم، يقول ابن حجر:

وزمزم حاديهم بزمزم كم صد تروى وذي صد جبته وصالها

وبل غليلاً في طواف وداعه فأحسن لكن كم دموع أسالها

وقد رفعوا أيدي الدعا بانكسارها وجزم الرجا حتى أتى الفتح حالها

وما استكثروا من أدمع مستهلة نهار استقلوا للرحيل انهمالها

ويسوغ الشاعر بكاء هؤلاء الباكين فيقول:

وقل لقوم فارقوا الكعبة البكا وقد فقدوا إفضالها واكتمالها

وقد آل ذاك الصحب بعد وداعها إلى أسف إذ فارق الصحب آلها

يقلل الشاعر من شأن البكاء؛ لأن مثل الكعبة لا يُبكَى على فراقها بمثل هذه الطريقة، فالبكا قليل في حقها.

وبعد.. فهذه تطوافة سريعة على شعر العلماء حول رحلة الحج، سواء المغاربة- وخاصة الأندلسيين- أم من المشارقة، حيث سيطرت على الجميع مشاعر الشوق والحنين، والرغبة في لقاء الأحبة وزيارة المشاعر المقدسة، كل هذه الأشياء سيطرت على قلوبهم وعقولهم فأنتجوا هذه الأشعار الرقيقة من كان منهم ذا باع في الشعر أو من لم يقل إلا القصائد المعدودة

-----

تم نشر هذا المقال في مجلة الرسالة المصرية.

[/COLOR]




للشاعر والأديب العربي عبد الله رمضان







التوقيع :
دلــــع 2009
Dal32009

قديم 10-08-2008, 08:34 PM   رقم المشاركة : 124
Dal32009
( وِد ذهبي )
 
الصورة الرمزية Dal32009
 






Dal32009 غير متصل

مختارات شعريه من الشعر الحديث


(1)

يا أفق الوطن المسكين

ماذا في غدك المكنون؟

دعني أهتك عنك

ضباب كتابك حتى أشهد

يا لله!

إني لا أشهد غير سوادٍ ملعون

وشبابٍ مهزوم النخوة

مهتوك العزم

وحطامٍ كالعصف الذاوي

من شجر التين المحروق

وغصونِ الزيتون البالي

وبقايا راكدةٍ من ماءٍ وعيون

وقوافلَ من فلكٍ مشحون

تحمل للشعب المحروم

شحنة "بانجو" وهيروين







التوقيع :
دلــــع 2009
Dal32009

قديم 10-08-2008, 08:34 PM   رقم المشاركة : 125
Dal32009
( وِد ذهبي )
 
الصورة الرمزية Dal32009
 






Dal32009 غير متصل

(2)

إني أسمع عصف الريح الصَّرصرْ

تعوي في الوطن المفجوع

وتزأر

يَهْدم ويدمر

يجتاحُ اليابسَ والأخضر







التوقيع :
دلــــع 2009
Dal32009

قديم 10-08-2008, 08:35 PM   رقم المشاركة : 126
Dal32009
( وِد ذهبي )
 
الصورة الرمزية Dal32009
 






Dal32009 غير متصل

(3)

ما كانت هذي بالرؤيا

بل أشهدُ ذلك رأيَ العين

وأرى أيضًا بقرات سبعًا

عجفاوات سودًا

ينزفن دماءً وصديدًا

يأكلن سمينات من

أبقارٍ.. ألفٍ.. بل مليونْ

وأرى كل سنابل أرض النهر

تجف.. وتيْبَسُ ثم تَهاوَى

لتكون طعامًا للدود المنكود







التوقيع :
دلــــع 2009
Dal32009

قديم 10-08-2008, 08:36 PM   رقم المشاركة : 127
Dal32009
( وِد ذهبي )
 
الصورة الرمزية Dal32009
 






Dal32009 غير متصل

(4)

وأرى الطوفانَ العارِم قادمْ

بسيول عاتيةٍ سوداء

ليست من ماء

بل من قَيءٍ.. وصديدٍ

ودماءْ..

فإذا ما حُمَّ اليومُ الأسودُ

فاحذر أن تسأل- يا

ولدي الطيب- عن نوح

وسفينة نوحْ

أو عن جبلٍ يحميك

ويعْصمكَ من اللُّجَجِ

السوداءِ.. الحمراءْ

أو عن قطعة ضوءٍ

تستهديها في الظلماء

أو عن نوحٍ وسفينته

فسفينة نوحٍ..

صادرها "الأمنُ الليلي"

وزوارُ الفَجرْ

في صمت.. فكوها..

باعوها لَوْحًا لوحا

مسمارًا.. مسمارا

للملِك "اليأجوج"

باعوها بالدولار.. وبالدينار

وبالويسكي المستورد والكفيار

وأجوس خلال الجوديّ..

فيا بؤس الجوديِّ الأخضر

مَرسى نوحٍ.. وسفينته

وحمائمه.. وصحابته

جعلوه "منطقة حرة"

"منطقة الجودي الحرة

للتهليب.. وللتهريبْ"







التوقيع :
دلــــع 2009
Dal32009

قديم 10-08-2008, 08:37 PM   رقم المشاركة : 128
Dal32009
( وِد ذهبي )
 
الصورة الرمزية Dal32009
 






Dal32009 غير متصل

(5)

فلتلزم تابوت الصمت

ولتحذر أن تهتف

في غدك المفجوع العاني

"يا يوسف فلتأت إلينا..

يا يوسف لا تبعد عنا"

يوسف صدِّيقٌ يا ولدي

ولذلك يأبى أن يتولى

أمرَ خزائنِ وطنٍ منهوبٍ

مطحونْ..

ليكون عليها خيرَ أمينْ

يوسف هاجر للصحراءْ

آثر أن يرجع للجبِّ المعزول

هناكْ

فخزائن هذا الوطنِ المطحونِ

تولاها حرَّاس الوطن

من العسكر

شطارِ المنسر






التوقيع :
دلــــع 2009
Dal32009

قديم 10-08-2008, 08:37 PM   رقم المشاركة : 129
Dal32009
( وِد ذهبي )
 
الصورة الرمزية Dal32009
 






Dal32009 غير متصل

(6)
وأرى في سِفْر الوطنِ المكنونِ

الطفلَ الأخضرَ

نَبْتَ الوطنِ العاني

إما مفقودًا.. أو مغتصبا

أو موْءودا

إذ يأتي يومٌ يا ولدي..

يتشبث فيه بثدي الأم

يعتصر بفكيه الحلَمة

يستجديها نقطةَ لبنٍ

هاربةً في أعماق الصدر

لكي تنقذه

من جوع ساعرْ

لكنَّ الحلمةَ لا تسعفه

إلا بنقاط من دمْ

يتلوها قيْءٌ وعدمْ

فالعسكر- في نهم كافر-

امتصوا حتى لبن الأمِّ

فلما شبعوا

خنقوها في ليلٍ دامٍ

أما الطفل..

فقد وأدوه بقاعِ النهرْ







التوقيع :
دلــــع 2009
Dal32009

قديم 10-08-2008, 08:38 PM   رقم المشاركة : 130
Dal32009
( وِد ذهبي )
 
الصورة الرمزية Dal32009
 






Dal32009 غير متصل

(7)
وأرى ألسنة الصفوة

من أحرار الناس ستُقطعْ

وعيون الأطهار ستُقلعْ

لتكون قلائد وعقودا

وأساور تُهدَى

"لِسالومى"

راقصةِ الملكِ اليأجوجْ






التوقيع :
دلــــع 2009
Dal32009

 

مواقع النشر (المفضلة)
   


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:22 PM.




 


    مجمموعة ترايدنت العربية