الصريح والكاذبة
اثناء تجواله اليومي يبحث عن ما يسد به رمق حزنه اليومي ايضا
خرجت امامه وهي مسرعة كغزالة تقفز مذعورة
لم يكن ليضيف الى رصيده من الاحزان حزنا اخر لكن نجدة المستصرخ اوقفته وليتها لم توقفه
كانت مولعة باالكلام الكثير حد الثرثرة وهو بحاجة الى ثرثرتها التي لاتمل كونه مل الصمت
بعد ان هدئت وزال الخطر الذي لم يكن يستحق كل هذا الخوف فهي كانت مهددة من صديقتها الممثلة ( بكشف اسرار المهنة)
تعلقت به كمنقذ لها وهو لم يكن كذالك وتعلق بثرثرتها الطفولية----
حتى صوتها كان يشبه صوت الاطفال ودمعها يشبه دموعهم التي دائما مايصاحبها صريخ عالي
طيبته جعلته صريحا الى حد لم تكن هي لتصدق—وخوفها جعل منها كذابة الى حد انها اخفت اسمها الحقيقي وعائلتها وعملها وماضيها وسبب كذبها
الصريح كان يعلم انها تكذب ولكن طيبته منعته من ابعادها حتى انه اكتشف في يوم ما ان دموعها كانت قطرات ماء وصراخها مفتعل وخوفها في حالة اللاوعي ومن نسج الخيال
الكذابة كانت تزداد تاثرا بالدور التمثيلي يوم بعد يوم حتى فقدت صوابها كفنان محترف عاش الدور كحقيقة
اعتلت المسرح لبضع سنين وهي النجمة الاولى والصريح يصفق وحده والجماهير تنظر اليه بدهشة ويسمعهم يقولون (كم هو طيب هذا الذي يصفق) لايفرق بين الواقع والتمثيل
كان كل ليلة يتابع عروضها متحمسا وكانه يراها للمرة الاولى
وذات ليلة وجد المسرح خاليا منها ومن جمهورها الذي كان يتابع كذبها ساخرا- ويتابع تصفيقه بنفس السخرية
بحث عنها طويلا ولكن دون جدوى----كان كل همه ان لاتكون في مشكلة جديدة
واخيرا وجدها بوجه جديد ودور جديد ومسرح جديد الا الكذب فهو القديم الجديد
هذه المرة الجمهور هو من يصفق وبحرارة
اما الصريح فينظر اليها والى جمهورها و يقول(انه مجرد تمثيل وكل ماترونه هو ادوار فقط-بالامس كانت راقصة واليوم قديسة)
هذا هو ابداع التمثيل وهي بارعة فيه انها بالفعل تستحق التصفيق
م / ن