للأخلاق حد متى جاوزته صارت عدواناً ، ومتى قصرت عنه كان نقصاً و مهانة ..
فللغضب حد وهوالشجاعة المحمودة والأنفة من الرذائل والنقائص، وهذا كماله . فإذا جاوز حدّه تعدى صاحبه وجار، وإن نقص عنه جبن ولم يأنف من الرذائل .
********************
وللحرص حد وهوالكفاية في أمورالدنيا وحصول البلاغ منها، فمتى نقص من ذلك كان مهانة وإضاعة ، ومتى زاد عليه كان شرهاً ورغبه فيما لا تحمد الرغبة فيه ..
********************
وللحسد حد وهوالمنافسة في طلب الكمال والأنفةُ أن يتقدم عليه نظيره ، فمتى تعدّى ذلك صار بغياً وظلماً يتمنى زوال النعمة عن المحسود ويحرص على إيذائه ، ومتى نقص عن ذلك كان دناءة وضعف همّـه وصغر نفس .
********************
وللشهوة حد وهوراحة القلب والعقل من كد الطاعة واكتساب الفضائل والاستعانة بقضائها على ذلك ، فمتى زادت على ذلك صارت نهمة والتحق صاحبها بدرجة الحيوانات ، ومتى نقصت عنه ولم يكن فراغاً في طلب الكمال والفضل كانت ضعفاً وعجزاً ومهانة ..
********************
وللراحة حد وهوإجمام النفس والقوى المدركة الفعالة للاستعداد للطاعة واكتساب الفضائل وتوفرها على ذلك بحيث لا يُضعفها الكد والتعب ويضعف أثرها ، فمتى زاد على ذلك صار توانياً وكسلاً وإضاعة وفات به أكثر مصالح العبد، ومتى نقص عنه صار مُضّراً بالقوى موهناً لها وربما انقطع به ..
********************
والجود له حد بين طرفين ، فمتى جاوز حده صار إسرافاً وتبذيراً ، ومتى نقص عنه كان بخلاً وتقتيراً .
********************
والغيرة لها حد إذا جاوزته صارت تهمه وظناً سيئاً بالبريء ، وإذا قصّرت عنه كانت تغافلاً ومبادئ دياثه ..
********************
وللتواضع حد إذا جاوزه كان ذلاً ومهانة ، ومن قصرعنه انحرف إلى الكبر والفخر .
********************
وللعزِّ حد إذا جاوزه كان كبراً وخلقاً مذموماً ، وإن قصّرعنه انحرف إلى الذلّ والمهانة ..
********************
وضابط هذا كله العــــدل ، وهوالأخذ بالوســط الموضوع بين طرفي الإفراط والتفــريط .
فخير الأمــور الوســط