اليكِ ممن لا يحاولون ان يتفهموا وضعكِ .. او يشعروكِ بأهميتكِ وممن قد تشعري
انكِ غريبة بينهم ولا تعرفيهم وممن يستكثرون عليكِ ان تعيشِي حياتكِ بشكل طبيعي
وإنساني؟!
وإن كنتِ كذلك فلا تعتقدِ انكِ وحيدة زمانكِ (عِندَمَا تَعشَقِ مَن هُوَ لَيسَ لَكِ)
فهناك الكثير مثلُكِ ممن يشعرون بتلك المشاعر ويعانون قسوة الحياة ..
تُرى كيف تفهمي ذلك وكيف تفهمي كل ما يجري حواليكِ وكيف تضعي تصوراً
واضحاً معقولاً للخروج من تلك المُشكِلات والمواقف المحرجة والبعد عنها؟!
أو وهذا هو الأهم .. كيف تتعايشي معها سلمياً على أرضٍ واحدة ..
وتحت سقف واحد دون أن يكون لها عليكِ تأثيرات سلبية شديدة حمَاكِ الرَّب ..
تؤثر على نفسيتكِ .. وبالتالي على تعاملاتكِ مع الغير وعلى انتاجيتكِ فيما بعد؟!
كثير من المشاكل الاجتماعية المتعبة نفسياً والتي نتعرض لها والمواقف المحرجة
التي نجد أنفسنا متورطين فيها لا يكون لنا دور فيها البتة ..
بل ان الكثير من تلك المشاكل لاسيما مشاكل ( العُشق ) تُفرض علينا ونجد أنفسنا
احد اطرافها الاساسيين ورغماً عن أنوفِنَا !!
وبالتالي .. فإن علينا ان نتحمل نتائجها المؤلمة وآثارها المريرة التي لا يعلم أحد
الى متى تمتد معنا ولا إلى اين توصلنا سوى الله وحده؟!
وحقيقة الامر .. ان هذه الحياة الكبيرة التي نجري خلفها هي حياة متعبة في مجملها
مؤلمة في الكثير من حقائقها .. محبطة في نتائجها غير المتوقعة بل اننا لو قارنا
كمية السعادة والحزن في حياة الكثير منا .. أو بين كمية ما نريده وما نطمح اليهِ
وبين ما لا نريده ونرفضه .. لوجدنا رجحان كفة الثانية وكم اتمنى ان اكون مخطئاً؟
ولكن حتى انتِ أحياناً حينما تكوني في وضع سعادة مع ( عُشقُكِ ) الأوحَد!!
لا تشعري الا وأنت تنتابكِ لمسة حزن خوفاً من حدوث ما ينغص عليك سعادتكِ
لأنكِ تتمني ان تطول فترة ( العُشقِ ) إلى أطول فترة ممكنة..
ولكن هل يحدث هذا بالفعل .. هل تدوم سعادتكِ على النحو الذي يرضيكِ؟!
هذه الحياة التي نتشبث بها هي حياة قاسية على الكثير منا ..
لدرجة انها تحرمنا احيانا من اعز ما نملك .. من اقرب الناس الى قلوبنا ..
من ابسط حقوقنا الانسانية؟!
بل انها تستكثر علينا حتى مجرد أماني نتمناها وأحلام نحلم بها ولكِ ان تتخيلي
حينما تحرمي من احلامكِ وأمانيكِ .. حينما تفرض عليكِ اسوار منيعة ..
وقيود مشددة تحول بينكِ وبين حلمكِ حينما يوضع امام طريقك متاريس حصينة
تمنعكِ من تجاوز طريق الامل والتفاؤل ..
حينما يحظر عليكِ التجول بين حدائق امانيك .. وبساتين احلامكِ والاستمتاعُ ..
بالعيش فيها والنظر اليها .. والتأمل في جمالها الطبيعي البريء؟!
ولكِ ان تتخيلي حينما تحرمي من أحلامكِ وأمانيكِ .. حينما تحرمي من كل ذلك
فماذا يتبقى لكِ حينئذٍ .. بل ماذا تعيشس من اجله؟!
ترى كم مرة ( عَشَقتِ ) في حياتكِ وشعرتِ بطعم ( العُشق ) الحقيقي وكم مرة
عشتِ احلاماً وردية بريئة حِلوَة تمنَّيتِ الاّ تُفِيقِي مِنهَا .. وشعرتِ ان الحياة ..
قد تبسمت لكِ وكم مرة شعرتِ بأنكِ وجدتِ ضالتكِ المنشودة وكم مرة حلمتِ
ان تخططي للمستقبل وكم وكم؟!
وإذا بك تكتشفي انكِ تعيشي وهماً زائفاً .. وتجري وراء سراب خادع فإلى متَى؟
المؤسف حقاً انه في الوقت الذي يتمنى فيه بعضنا ان يرث من اقرب الناس اليه
الحب والحنان والعطف الذي يشعره بالراحة النفسية والامان والاستقرار ..
فإنه يرث منهم المشاكل الكثيرة المتراكمة المعقدة والمتشعبة مع الآخرين
والتي عليه ان يحلها ويتعايش معها بنفسه طيلة فترة عمره ولا راد لمشيئة الله
اليس هكذا يقولون؟
المؤسف حقاً ان نجد انفسنا في مجتمع وفي محيط لا يكن لنا سوى الكره والحقد
والغيرة القاتلة في الوقت الذي لا نسيء فيه لأحد وفي الوقت الذي نعمل فيه بجد
وإخلاص وتفاني .. فلمَ يحدث معنا كل ذلك؟!
من المؤسف انه في الوقت الذي نفرح فيه لوجود اخوة كبار لنا يكونون بمثابة
آباء لنا يعوضوننا مما فقدناه من حنان الابوة وحرمان السنين ويكونون عوناً لنا
في هذه الحياة ويتفهمون مشاكلنا ويشاركوننا همومنا
فإننا نفاجأ وعلى حِين غرَّة بأن ما يربطنا بهم لا يتعدى كونه صلة القرابة
وأن ما يجمعنا بهم ليس سوى سقف المنزل .. والاوراق الرسمية الثبوتية؟!
من المؤسف انه في الوقت الذي نريد ان نكون فيه صادقين مع انفسنا وغيرنا
فإننا نواجه بواقع مرير يجبرنا على الكذب والخداع
مجتمع يشجعنا على المماطلة والتزييف؟!
من المؤسف انه في الوقت الذي نترقب فيه سماع كلمة حلوة تقال لنا أو اشادة
موجهة لنا أو اعترافاً بجميل في حقنا .. فإننا نواجه بالتقدير والتشجيع
والكلام الجميل وبقدره يذهب لغيرنا ممن لا يقارنون بنا وبعد ذلك نطالب بالإنتاجية
فيا الله أنعاتب ونساءل إذا قصرنا فيها .. فأين وجه العدالة سألتكِ بحَق السَّمَاء؟!
فيالها من قاسية تلك الحياة انُزجّ في مواقف لا نحسد عليها ورغماً عنا
ولا نعرف كيف نخرج منها واذا خرجنا منها كان ذلك الخروج على حسابنا
ولهذا اسباب كثيرة لعل اهمها اننا نقول نعم ومصحوبة بابتسامة رقيقة احياناً
في الوقت الذي نتمنى فيه وبكل صدق ان نقول ( لا )؟!
ترى هل ما نقوم به من هذا القبيل هو من واقع الاقتناع الشخصي ..
أو من باب التسليم بالأمر الواقع أو للبعد عن المشكِلات ام لعجزنا وقصورنا وخوفنا
وضعف في شخصيتنا؟
أترك الاجابة على هذه التساؤلات لكِ أستاذه قديرة ( تَروِيضُ المُستَحِيل ) وبينك
وبين نفسكِ لإلا تقولي إنني أحرجتُكِ؟!
قد ينظر البعض لمثل هذه الأمور وهذا المداخلة على انه نوع من تقليب المواجع
وقد يكون كذلك لِمَ لا .. ولكن حاولي ان تنظري له من زاوية اخرى؟!
انظري اليه على انه يعني ان هناك من يقفون معكِ في مواقفكِ تجاه ذلك ( العُشق )
وتأكدي انه قد تباعد بينكم المسافات ولكنهم معكِ بقلوبهم وأحاسيسهم
يؤلمهم ما يؤلمكِ .. ويفرحهم ما يفرحكِ؟!
تأكدي حتى وأنتِ بعيدة عنهم فانهم معكِ يتمنون لكِ السعادة ويدعون لكِ
بالخير في ظهر الغيب اتعرفي لماذا؟
لأنكِ زرعتِ بذرة الصدق والوفاء بداخلهم
علمتيهم كيف يكون ( العُشق ) الحقيقي .. اشعرتيهم بقيمتهم وأحسستيهم
بنقاء الضَّمير .. وصفاء السَّرير .. نعم زرعتِ بداخلهم الثقة وأحسستيهم انهم
ليسوا لوحدهم لذا لا غرابة ان تجني منهم هذا ( العُشق ) ينهَمِرُ عليكِ
كزخات المطر وليس بمستغرب هذا التفكير بكِ والحرص عليكِ والسؤال عنكِ
باختصار شديد وشديد جداً انتِ زرعتِ ( العُشق ) وها أنتِ تجني ثماره حباً صادقاً
لا يشاركك فيه أحد فهنيئاً لكِ بهذا ( العُشق ) ويابختكِ؟!
/
/
إنتـَـــر