الفرنسيون يفتحون النار على "الديوك"
كرة القدم - كاس العالم 2010
هزيمة المنتخب الفرنسي أمام المكسيك صفر-2 تفتح موجة من الانتقادات اللاذعة على دومينيك ولاعبيه الذين قدموا أداءً كارثياً لا يليق بأبطال العالم عام 1998.
فجرت الهزيمة التي مني بها المنتخب الفرنسي أمام نظيره المكسيكي صفر-2 الخميس في الجولة الثانية من نهائيات كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا، ثورة من الغضب في الأوساط الكروية الفرنسية، حيث انهالت انتقادات وسائل الإعلام والنجوم الدوليين السابقين والسياسيين على "الديوك" ومديرهم الفني ريمون دومينيك.
ونادى النائب نيكولا دوبون اينان في حوار مع قناة "كانال بلاس" التليفزيونية بـ "أقيلوهم جميعاً! يجب إجراء تغييرات عندما لا تعمل الأشياء. يجب إقالتهم، ربما ليس جميعهم ولكن يجب اتخاذ موقف حازم".
ووجه زعيم كتلة حزب الخضر بالبرلمان الأوروبي دانيال كون بنديت، انتقادات لاذعة وصرح لمحطة "أوروبا1" الإذاعية قائلاً "من الغريب أن يعرف اللاعبون كيفية لعب كرة القدم لكن عندما يلعبون معاً يؤدون بشكل سيء. إنهم لا يلعبون. ولا يحبون بعضهم".
ووجه كون بنديت انتقادات خاصة للمدير الفني دومينيك، مستشهداً بتصريحات أسطورة كرة القدم الفرنسية زين الدين زيدان، "الذي كان محقاً عندما قال إن دومينيك ليس مدرباً، إنه فقط شخص يدفع باللاعبين على أرض الملعب".
آمال "الديوك" ضعيفة للغاية
وتعادل المنتخب الفرنسي مع أوروغواي سلباً في مباراته الأولى، ثم خسر أمام نظيره المكسيكي صفر-2 الخميس في الجولة الثانية من مباريات المجموعة الأولى من الدور الأول للبطولة.
وبذلك تضاءلت فرصة "الديوك" في التأهل إلى الدور الثاني، وهو ما يعد صدمة قوية للمنتخب الفائز بالمركز الثاني في كأس العالم 2006 بألمانيا والذي يضم بين صفوفه مجموعة من اللاعبين الأساسيين في كبرى الأندية الأوروبية.
ولا بديل أمام المنتخب الفرنسي الآن سوى تحقيق فوز كبير على جنوب أفريقيا المضيفة في المباراة التي تجمع الفريقين في 22 حزيران/يونيو في الجولة الثالثة الأخيرة، وانتهاء المباراة الأخرى بين منتخبي المكسيك وأوروغواي بفوز أحد الفريقين بفارق أهداف كبير.
وتحدث لاعب المنتخب الفرنسي روبير بيريز عن موقف بلاده في كأس العالم لقناة "تي.اف.1" قائلاً "المنتخب الفرنسي يعد صورة لمدربه. فإن لم يكن المدرب جيداً، لا يكون الفريق جيداً".
الصحافة لم تبرئ أحداً
وانهالت الانتقادات على "الديوك" من قبل وسائل الإعلام الفرنسية أيضاً، حيث قالت صحيفة "ليكيب" الرياضية "عدم كفاءة المنتخب الفرنسي تدحض كل خطابات ريمون دومينيك ولاعبيه عن قوتهم وقدرتهم على الرد".
وقال المدون الكروي برونو روجيه بيتي على موقع "سبورت 24" على الانترنت "الجميع مذنب، والكل مسؤول. بدايةً من رئيس اتحاد كرة القدم الفرنسي جان بيير اسكاليت وحتى دومينيك، وإلى عدة لاعبين لا يطاقون وغير قابلين لتطوير أدائهم".
مدرب المنتخب المكسيكي يرفض الحديث لأبعد من مباراة أوروغواي مشدداً على ضرورة التركيز لتفادي المفاجآت، وسط توقعات بتحقيقه إنجازاً غير مسبوق.
اقترب المنتخب المكسيكي من التأهل إلى الدور الثاني لكأس العالم للمرة الخامسة على التوالي، بعد فوزه على نظيره الفرنسي 2-صفر الخميس، لكن المدير الفني خافيير آغيري لا يأخذ شيئاً على أنه أمر مسلم به.
ففي معرض حديثه إلى المباراة التي يخوضها الفريق المكسيكي أمام أوروغواي الثلاثاء المقبل في راستنبرغ ضمن الجولة الثالثة من مباريات المجموعة الأولى، قال آغيري "لا يزال أمامنا 90 دقيقة سنلعبها لتحقيق أهدافنا".
وسيكون التعادل بأي نتيجة كافياً لتأهل المكسيك وأوروغواي، وربما يتأهل الفريق المكسيكي في حالة الخسارة، لكن ذلك يتوقف على نتيجة المباراة الأخرى بالمجموعة والتي تجمع المنتخبين الفرنسي والجنوب أفريقي في بلومفونتين.
آغيري تغلب على المصاعب
ونجح آغيري مدرب اتلتيكو مدريد الإسباني السابق، في إنهاء فترة عصيبة في ثاني فترة له في منصب المدير الفني، ليمنح الجماهير الأمل في أن يحقق منتخبهم واحدة من مفاجآت البطولة التي تستضيفها جنوب أفريقيا حتى 11 تموز/يوليو المقبل.
ولم يكن الحال كذلك خلال تصفيات أمريكا الشمالية والوسطى والكاريبي (الكونكاكاف) المؤهلة إلى كأس العالم، عندما بلغت المكسيك الدور الرابع الأخير من التصفيات بفارق الأهداف فقط.
وكانت البداية المتواضعة للمنتخب المكسيكي في الدور الأخير من التصفيات كلفت السويدي زفن غوران اريكسون منصب المدير الفني، فقرر الاتحاد تعيين آغيري (51 عاماً) الذي كان قد تولى مسؤولية الفريق في ظروف مشابهة قبل نهائيات كأس العالم 2002 في كوريا الجنوبية واليابان.
المكسيك تملك مزيجاً رائعاً
ويمتلك آغيري مزيجاً من الخبرة بوجود أمثال رافاييل ماركيز وجيراردو تورادو وكوتيموك بلانكو (37 عاماً)، وكذلك شبان مثل كارلوس فيلا وجيوفاني دوس سانتوس وخافيير هيرنانديز.
وشارك هيرنانديز من مقعد البدلاء ليسجل الهدف الأول للمكسيك أمام فرنسا، كما أضاف بلانكو الذي شارك أيضاً خلال الشوط الثاني، الهدف الثاني للمكسيك من ضربة جزاء.
وفي المباراة المقررة أمام أوروجواي ، سيضطر آغيري لإجراء بعض التغييرات في ظل إيقاف المدافع افرين خواريز لحصوله على إنذارين وإصابة فيلا مهاجم آرسنال الإنكليزي في أوتار الساق.
وكانت أفضل نتيجة للمنتخب المكسيكي في تاريخ مشاركاته في النهائيات في بطولتي 1970 و1986، حيث وصل إلى دور الثمانية في كل منهما، لكن آغيري لم يبدأ حتى الآن التفكير في محاكاة هذا الإنجاز.
ورغم أن المنتخب المكسيكي بحاجة إلى نقطة واحدة فقط للتأهل، من المرجح ألا يغير آغيري طريقته الهجومية.