الـنصـيـحة
][~*سألتني وهي ترتجف باكية:ماذا افعل؟؟ فقلت لها بلا تردد: اذهبي اليه..كانت نصيحة مجنونه لكني لم أكن أملك في مثل ذلك الموقف سواها !!...*~][
(1)
منذ سنوات وهو يعيش في قلبها ... وهي تعيش في حلمة..
كانت ترى الدنيا بعينيه.. وتعيش من أجله ولأجله..
وكان لا يرى سواها ولا يشعر بسواها..
ولا يتمنى من هذه الدنيا كلها سواها..
(2)
تعرفت عليه منذ مدة طويله..
ومازالت تحبه.. وما زالت تنتظرة
وما زالت تتمسك به..
ومازالت تصر على ان تكون لآخر...
وما زال يمنحها من السنوات ما تمنحه...
ويتمسك بوجودها معه دون أن يفقد الأمل لحظة واحدة
في نهاية سعيدة لحكايتهما..
(3)
كانت تهاتفه كل صباح قبل ان تفتح عينيها للدنيا
لتقول له ( أحــبــك اليوم أكثر من الامس )...
وكان يهاتفها كل مساء قبل ان يغمض عينيه
ليقول لها ( سأحبك غدا أكثر من اليوم ..)
ويغمض عينيه على صوتها.. وتغمض عينيها على صوته..
لتلتقيه ويلتقيها في دنيا الاحلام الجميلة...
(4)
حين تقدم للزواج منها قامت الدنيا ولم تقعد..
وحاول جاهدا وبكل الطرق ان تكون له...
وحاولت هي ايضاً الشيء ذاته..
لكن عادتهما كان لها راي آخر..
وعقولهم كان لها رأي آخر...
والنصيب كان له رأي آخر...
ولا يهزم.. ولا يكسر احلامها الجميلة شيء كما يهزمنا ويكسرها النصيب...
(5)
وللحكاية فصول أخرى لا تتسع هذه الصفحة لسردها...
لكن في هذا المساء امتلأت المدينه بنبأ اصابته بحادث أليم
ووصلها النبأ كسواها...
فجاءتني ترتجف رعبا... لتسألني بصدق:
لو كنتِ مكاني ماذا ستفعلين؟؟؟
وأجبتها بالصدق ذاته: لو كنت مكانك لما ترددت لحظة واحدة في الذهاب اليه
(6)
أعلم أنها كانت نصيحة مجنونة...
لكنني شعرت أنني أمام امرأة تحتضر هنا...
ورجل يحتضر هناك..
فأردت أن امنحها حق اللحظة الأخيرة معه...
أردت أن يكون وجهها آخر ما يراه لو أغمض عينيه...
أردت أن لا يرحل قبل أن تراه...
أردت أن تقول له كل ما تود قوله فربما كان الحوار الأخير بين قلبيهما....
أرادت أشياء كثيرة قد لا يفهمها ولا يقبلها ولا يغفرها العقلاء حولي
(7)
ذهبت اليه...
وقفت امامه...
حدثته بأشياء كثيرة لا يعرفها سواهما...
ربما حدثته عن حبها ورعبها وحاجتها اليه...
ربما حدثته عن حبهما العظيم وحكايتهما الجميلة....
ربما حدثته عن وعدها أن لا تكون لسواه...
وحرصه على ان لا يكون لسواها...
ربما حدثته عن أملها في شفائه..
ربما حدثته عن رعبها من فقدانه...
ربما حدثته عن احلامهما المشتركه...
عن مملكتهما الجميلة... عن طفلها الاول ... عن فستانها الأبيض..
عن فرحهما الذي لا يوصف في ليلة العمر....
ربما حدثته عن.....عن....عن...
لكن حديثها توقف فجأة.....
وتوقفت انفاسه ايضاً
(8)
وقالوا انه رحل...
وامتلأت المدينه بالنبأ العظيم...
وبكاه الرجال قبل النساء...
وربما بكته الجدران التي يمر عليها...
وربما بكته الطرقات التي كان يتجول بها...
وربما بكته الارض التي كان يسير عليها...
بكته المدينه كلها... الاشياء كلها...
إلا هـــي........
(9)
رجوتها أن تصرخ
أن تــبــكي.....
أن تحطم الاشياء كلها..
أن لا تقف صامته كي لا يأكل الصمت قلبها المفجوع برحــيــلــه...
لكنها فجعتني بسؤالـــهـــــا:
مـــــتــــــــى ســـــــيــــــــعــــــــود؟؟؟؟؟؟؟؟
وقبل أن يرعبنا الصباح:
عفواً انها ليست غلطه مطبعية..
لكنني قررت ان استبدل كلمه يدركنا بــ يرعبنا
لأنه لا شيء يرعب أحلامنا كا لصباح...
رسالة خاصة جداً:
أتمنى أن ألفظ آخر انفاسي على عتبة بابك....
كي أتأكد من وصول نبأ موتي كالصباح...
تــــصــــــور!!!!
وبعد أن ارعبنا الصباح:
تحدت من أجله الدنيا!
وتحدى من أجلها الكون!
لكن... من منهما استطاع ان يتحدىالـــــــمــــــوت
من آجـــــل الآخــــــــــــــر؟؟؟؟؟
عذراُ فهذه قصه واقعيه