السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
أرسل لكم بطائري طائر النورس عبر سواحل الخليج العربي حاملاً وردتي البيضاء باعثاً لكم بتحياتي و أشواقي ,
في فتره من الفترات شعرت بأني تائهه ضائعه لأني عجزت عن تفسير شيئاً ما بذاتي إلا وهو لماذا كل شيء صغير بحياتي أقلبه إلى مسرحيه دراميه أذرف معها الدموع و أعيش خلالها أسواء لحظات حياتي , هل لأني أمنت بالمقوله التي تقول أن الأنسان يتأثر بالحزن أكثر من الفرح ؟ أم ماذا ؟
نعم الحزن يعيش معنا سنين وشهور و الفرح و السعادة لا تتعدى سواء سويعات , هل هذا قانون وضعه الله سبحانه وتعالى أم نحنٌ بني البشر من أخترعناه و أبتدعانه لترتسم على ملامحنا ملامح الحزن و اليأس لأننا نسعد بها ؟
فالكثير منا يعيش كما لو كانت الحياة مسرحية ميلودرامية مبالغ فيها , يسيطر على مجراها الأحداث و الحبكة الدرامية , يضخم الأمر البسيط , ويجعل منه أمراً بالغاً في الأهميه . ويتناسى أن الحياة ليست على نفس الدرجة من السوء , و يتناسى أنه عندما يضخم الأمر بأنه يعطيها أكبر من حجمها ,
فلقد أكتشفت أن مجرد تذكيري لنفسي أن الحياة لا ينبغي أن تكون تمثيلية تليفزيونية يُعد أسلوباً رائعاً لتهدئة نفسي , فعندما تبدأ مشاعري بالتأجج و عندما أنظر إلى الأمور بجدية مفرطه و هذا الأمر كثيراً ما يتكرر وهو ما يجعلني أصاب بالحزن كثيراً وبالغضب , فعندما يحدث ذلك أقول ببساطه لنفسي ( ها أنتِ ياجود بدأتي مره أخر في تمثيليتكِ الدرامية ) حينها ترتسم على شفاي أبتاسمه سخريه لأني أعلم أني أخدع ذاتي ولكن ما أجمل هذه الخدعه فأنها تجعلني مرتاحه وتجلعني أخفف من حده غضبي و جديتي , فغالباً ما تمكنني هذه العباره من التحول عن هذه القناه الدراميه إلى محطه تلفزيونيه أخرى أكثر سكينه وهدوء , فلقد تحولت تمثيلتي الدراميه إلى تمثيليه كوميديه تجعلني أضحك حتى حدى الجنون , لأني على يقين أن الحياه أجمل من ذلك فلماذا أقضي عمري بالحزن والبكاء فهل هناك من يستحق حزني و آلمي ؟
لماذا لا أكمل مسيره حياتي براحه النفس والضمير حتى أحقق ما أصبوا إليه بذلاً من أن أكون من أعداد الفاشلين في الحياه بسبب هذا الحزن الذي سيطر علي و وقفت عاجزه أمامه ؟ فلم أخلق و لم يخلق بني آدم ليكون ضعيف ,
فا في المره القادمة عندما تشعر بالحزن والآلم لتذكر نفسك بأن الحياة ليست حالة طوارئ ولتحاول أن تحول حالتك الدراميه إلى حالة من البهجه ,