أخوتى و أخواتى فى الله السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
المسلمين ينتظروا شهر رمضان من السنة إلى السنة طمعا فى الرحمة و المغفرة و العتق من النار و تبدأ العبادات بحماس شديد, و تُنزع الاتربة من فوق المصاحف المتروكة طوال السنة, لنبدأ فى قراءة يوميه و يتنافس المسلمون منهم من يقوم بختمة القرأن 3 مرات و منهم مرتان و منهم مرة , و منهم أكثر من ذلك. و نصلى التراويح و التهجد و نجد المساجد مملوءة بالمصلين فى كل الأوقات حتى أنهم يصلون على الأرصفة, و نرى الأخلاق الحميدة التى لا تظهر إلا فى رمضان, و موائد الرحمن, و العطف على الفقراء, فهذا و الله الجو الإسلامى الحقيقى و يجب أن يستمر طوال السنة.
ولكن .... هل سنستمر هكذا حتى بعد رمضان؟
لقد رحمنا الله و أكرمنا بأنه جعلنا نعبده طوال الشهر الكريم, و لكن ماذا بعد رمضان؟ و الله إنى أقول هذه الكلمات و أنا خائف على نفسى و عليكم, هل سنترك المصاحف لرمضان القادم؟, هل سنترك صلاة الجماعه فى المسجد و يكون الصف الأول هو الصف الأخير؟ , هل سنخاصم قيام الليل؟ أسئله رد عليها الأن و لكن النتيجه ستظهر بعد رمضان بشهر أو شهرين على حسب ثبات كل منا, و أخاف أن يكون فشلك من ليله العيد.
فلكل من عبد الله و شعر بلذة العبادة, لكل من سجد فى قيام الليل و بكت عيناة من خشية الله, لكل من ترك معصيه و تاب عنها و بُدلت سيئاتة حسنات, ماذا ستفعل بعد رمضان؟؟؟؟؟
إن رمضان هذا فرصة من ربنا عز و جل حتى نعبده و نكون فى أعلى مستويات الإيمان, حتى نكمل لرمضان القادم بنفس المستوى, ثم ندخل رمضان التالى ليزيد إيماننا أكثر و أكثر.
فلا تكن رمضانيا و كن ربانيا, لا تكون عبدا لرمضان و كن عبدا لرب رمضان, فرب رمضان هو رب باقى الشهور, فلا تترك القرأن و لو حتى قرأت صفحتين فى اليوم, و لا تترك القيام و لو حتى صليت ثلاث ركعات يوميا, و لا تترك الذكر و لو حتى أذكار الصباح و المساء, و لا تترك الصيام و لو حتى الثلاث البيض من كل شهر, و إياك أن تترك صلاة الفروض فى المسجد, بعد أن داومت عليها طوال رمضان, فهذه الأعمال أقل ما تفعله, و لكنى أحسبك على خير و أحسبك أنك تريد الفردوس الأعلى فأجتهد أكثر, ولا تأخذ بالقليل.
أخى فى الله أنتهز الفرصه التى أعطاها لك ربك فقوة إيمانك و عبادتك هى أكرم النعم و أهم الفرص فلا تضيعها لعلها تكن الفرصة الأخيرة, و لا يأتى عليك رمضان القادم أو تكون عاص لله, فلا تفرط فى إيمانك الذى هو نعمة من الله و رحمته عليك.