في حياة متخبطة.. في حقبة العلاقات الاستهلاكية..
تنمو الأموال، وتتضارب على في ساحات الوهم..
والمشاعر الجياشة تتعارك من أجل الكسب.. والتميز..
تغيرت العلاقات.. وتغيرت الأحوال.. حتى لم يعد التميز.. سيف فارس يذب عن كرامة الأسرة..
لم يعد التميز تلك اليد البيضاء التي تمتد في حلكة الليل الصقيع، لتمسح دمعة ساخنة تسطع في خد يتيم يكابد اللوعة.. أو يواسي أرملة حزينة تقتات الحسرة والآهة..
الآن المراهقون يخوضون معارك يومية، وبلمحة، يصبح شخصية مميزة.. برعاية ثقافة الإستهلاك..
أنه عالم الرقم..
الرقم الذي يحاصر الإنسان العصري في كل لحظة من حياته وفي كل نبضة من وجدان القلب..
حتى أصبح الرقم.. هوسا.. هستيريا جماعية.. جنونا كليا.. يمارسه الناس، في كل مكان، وبرعاية المجتمع والأسر والعقلاء..!!
هوس الرقم وصل إلى أن أصبح الناس يمارسون حمقاً عذباً.. وإن كان مهيناً.. وجارفا
ألم يهرع مخطوبون قبل أيام لكي يعقدوا حفلات زفافهم في يوم 5/5/2005م.. ربما هنا يوجد مبرر معقول هي أن الذكرى المميزة تنعقد بتاريخ مميز..
في السطور التالية، ندلف إلى عالم الرقم، الذي لم يعد تسلية، إنما يمارس الناس العلاقات معه باعتباره مصيريا.
الهوس في طوابير الخدمة
حدث في أمام مطعم شهير في الخبر أن حصل زبون على رقم "777" لانتظار وجبة العشاء، ولكن آخرين، عرضوا عليه مازحين شراء الرقم.. ولو كان بينهم مصاب بهوس الأرقام لربما اشتراه بثمن العشاء..
وفي بنك، استعد زبون للتنازل عن رقم 109 ليحصل على رقم 111 في طابور الانتظار..!!
أب يرهن دفتر العائلة
ويروى فيصل الصالح (صاحب محل جوالات) أن رجلاً متزوجاً وأبا رهن "بطاقة العائلة" حتى يحضر المبلغ المطلوب في اليوم التالي للبائغ خشية أن "يطير" الرقم.
باع الجوال ليشتري رقماً..
وأحد الشباب رهن "مفتاح سيارته"، وآخر باع جواله لكي يكمل سعر الرقم، ليشترى جوالاً مستعملاً وبالياً برقم يعتبره مميزا.
منقول من جريدة اليوم