بعد التحيه :
عش بقلبٍ محب ، وابتسم بقلبٍ محب ، وسامح بقلبٍ محب .. حاول أن تعيش الحب بكل معانيه الدافئة ، وبكل بحوره الواسعة ، ولا تضيّق رحابه ، ولا تغلق أبوابه ، ولا تستنكر أصحابه ، فدقيقة تعيشها وقد صفا قلبك على كل الناس ، وسما فيك الإحساس ، لهي دقيقة توزن بالذهب ، ولكلمة حلوة تخرج من لسان محبّ ، وتستقر في قلب محب ، لهي أفضل من كل هدايا العالم ، ولإنسان تشعر معه بالصدق ، وتطير معه في رحاب المودة ، لهو أفضل من كل ملايين البشر ، وللحظة تحياها وروحك تنبض بالخير لكل من حولك ، لهي لحظة تشفيك من كل أمراض القلق والحسد والوحدة .
فالحياة أوسع من أن نضيقها بالهموم والدموع ، والقلوب أطهر من أن نلوثها بالكره والضغينة ، والحب أعظم من أن ندفنه باللوم والعتاب وسوء الظن ، الحب ليس بأن تعيش في أحلام الحالمين ، وآهات العاشقين ، فهذا ما عرف من الحب إلا قشوره ، ولم يتغلغل في بحوره أو يقرأ سطوره .. الحب أن تعشق الخير بكل مدائنه وموانئه ، وأن تكره الشر بكل ألاعيبه وأكاذيبه .
الحب أن تعيش طاهر النفس ، سليم الروح ، لا تكسر قلوب المحبين ، ولا تغدر بالطيبين، ولا تتجاهل الأوفياء المقربين .
الحب أن تطوي صفحات الماضي وتغلق أبواب الهم القديم ، وتحيا بنظرة البشر والتفاؤل العظيم .
الحب أن تواجه النقد والتحطيم بالحكمة والصمود والصفح الجميل .
الحب أن تعطي بلا منّة وأن تهب بلا انتظار للمقابل .
الحب أن تكون كالنسيم الحلو ، يشتم منك الناس طيب العبير ، وأن ترفق وتلين وتكون كالنحلة ، لا تأكل إلا طيبا و لا تصنع إلا طيبا ، وأن تكون في ألفاظك مهذبا ، وفي حديثك صادقا محببا ، وأن تكون سعيدا بسعادة الآخرين ، وكما قال فيكتور هوجو : ( أعظم سعادة في الدنيا أن نكون محبين محبوبين ) .
والحب أن تحب النفس ، وحب النفس أن تبغي لها الخير ، وخير النفس في مرضاة الرحمن والتعلق بالجنان .
فإلى كل من قابل غضب الآخرين بابتسامة ، وإلى كل من غض الطرف عن العتب والملامة .. إلى كل من ساعدنا كي ننظر إلى الحياة بابتهاج ومحبة .. إلى كل من عرف قلبه الصفاء و رسم للعالمين معنى الوفاء ، إلى كل عقل نستمد منه الحكمة والعطاء ، وإلى كل بسمة حلوة تشع في زمن البلاء ، إلى كل من كان معنا في وقت الشدة ووقت الرخاء ، إلى كل من بحديثهم يذوب الهم ويحلو الرجاء …. إلى كل هؤلاء نهديهم كلمة حب وباقة حب ونبضة حب
تحياتي
*r
العرض الشجري
