تحت تلك الشجرة
أذكر يوما أنني تحت تلك الشجرة لعبت...
وتسلقتها يوماً بعد يومٍ ولم أكن بعد قد تعبت..
وبظلالها عن أشعة الشمس الحارقة تفيأت..
مع رفيقة طفولتي التي عن حياتها اليوم رحلت..
وبين أغصانها الملتفة كنت أنتظر حافلة مدرستي حتى كبرت..
رأيتها اليوم وعاد بي حنيني واشتياق الماضي إلى الوراء..
إلى أيام طفولتي العذبة التي عشتها بلا ازدراء..
وانتشلتني أمنية عذبة رددتها أعماقي بإشفاق ..
ليتني أعود تلك الطفلة الشقية..
ليتني عن عالم الكبار أبتعد وأبقى بريئة القلب ذات روح نقية..
نعم فلم أعد بريئة..أصبحت كبيرة و ما أراه يجول في عالمي الكبير ليس ببريء؟؟
أناس تتناقل أكاذيب أخبارهم ألسن عمياء ..
وصور بلهاء تطبع في أذهان من بهم صمم..
وقلوب بعيدة عن المحبة قريبة للبغضاء..
لا صفاء في الروح البشرية الخرقاء..
هذا ما يدور ببالي عندما أعود لطفولتي..
عندما كنت لجميع الناس أكن المحبة..
وأرى جنبات الكون ملئ بألوان زهيه..
كنت للعالم أحمل بقلبي رسالة ناصعة بهية..
لا أرى للناس ألوان وأشكال بل أنظر لهم بعين سوية..
وتحت شجرتي الجميلة دفنت الطفلة الشقية..
وراواها الرماد الكثيف.. حتى لا تبصر للقصة بقية..
لا زلت أراها كلما مررت بذاكرتي إلى الوراء..
لم تمت بعد فلقد دفنت ها هنا حية..
أسمع صوتها تناديني من بعيد بأن عودي إليّ..ها أنا هنا لا أزال من قلبك وروحك لا بل من جسدك قريبة..
أعود..
أود لو أنني إليك أعود..
إلى شجرتي الشامخة الآن أعود..
إلى طفولة ألوان الطيف أعود..إلى عالمي المفقود..
لأخرجك من قبرك المظلم ..
لأنني أيقن بأنك يا حبيبتي لا تزالين حية..
وأعلم بأنك لا تزالين بمكان ما تحت تلك الشجرة..
يظنونك ميتة وبأنني مجنونة ..ولكنك حية تحت تلك الشجرة..نعم حية..
نجمة الهمس*a *a